من هو سيبويه

فهو في جملة الأمر يقدم مادة النحو الأولى موفورة العناصر، كاملة المشخصات، لا يكاد يعوزها إلا استخلاص الضوابط، وتصنيع الأصول على ما تقتضي الفلسفة المدروسة والمنطق الموضوع، وفرق ما بينه وبين الكتب التي جاءت بعد عصره كفرق ما بين كتاب في الفتوى وكتاب في القانون، ذاك يجمع جزئيات يدرسها ويصنفها ويصدر أحكامًا فيها، والآخر يجمع كليات ينصفها ويشققها لتطبق على الجزئيات. ويمكن أن يقال على الإجمال: إنه كان في تصنيف الكتاب يتجه إلى فكرة الباب كما تتمثل له، فيستحضرها ويضع المعالم لها، ثم يعرضها جملة أو آحادًا، وينظر فيها تصعيدًا وتصويبًا، يحلل التراكيب، ويؤول الألفاظ، ويقدر المحذوف، ويستخلص المعنى المراد، وفي خلال ذلك يوازن ويقيس، ويذكر ويعد، ويستفتي الذوق، ويستشهد ويلتمس العلل، ويروي القراءات، وأقوال العلماء، إما لمجرد النص والاستيعاب وإما للمناقشة وإعلان الرأي، وربما طاب له الحديث وأغراه البحث، فمضى ممعنًا متدفقًا يستكثر من الأمثلة والنصوص. واللغة عنده وحدة متماسكة، يفسر بعضها بعضًا، ويقاس بعضها على بعض، وهو في كل هذا يتكئ في ترتيب أبواب الكتاب على فكرة العامل أولاً وأخيرًا. من هو سيبويه عالم النحو. جريمة سيبويه! كثيراً ما نسمع شعراء تونس وهم يندبون حظهم، ويتهمون أبا القاسم الشابي بأنه حكم عليهم بالإعدام؛ لأنه ما ذُكِرَ الشعر التونسي إلا وذكر أبو القاسم الشابي فقط، يبدو أن هذا الاتهام وجه أيضًا إلى سيبويه، فيقول عضو من أعضاء المجمع اللغوي(): قد كان من سوء حظ النحو العربي أن جاء سيبويه في وقت مبكر جدًّا لا يتجاوز النصف الثاني من القرن الثاني الهجري؛ إذ نتج عن تفوقه وشدة إعجاب النحاة به أن أُصيب التفكير النحوي بشلل، ودار الجميع في فلك سيبويه، ولم يطوروا بالقدر الكافي، ويكفي دليلاً على ما كان لعمل سيبويه من سحر وإغراء إطلاقهم على كتابه اسم " قرآن النحو".

  1. سيبويه - المعرفة

سيبويه - المعرفة

من هو سيبويه يعود انتماء عمرو بن قنبر بن عثمان إلى بني الحارث بني كعب بن عمر بن وعلة بن خالد بن مالك بن آدد، حيث أنه يكنى بأبي البشر أو أبي الحسن أو أبي عثمان، حيث أنه ليس هناك أي من كتب التراجم ذكرت شيئا عن مكان أسرته او مستواها الثقافي أو الاجتماعي.

ت + ت - الحجم الطبيعي إن من شباب الرعيل الأول فتية وهبوا للعلم نفوسهم وزهرة عمرهم، فاستطاعوا أن يكونوا أعلاماً وهم لايزالون في ريعان شبابهم، وعلى رأس هؤلاء شيخ النحو سيبويه، الذي استطاع في مقتبل عمره، وعلى الرغم من قصر عمره أن يؤسس لعلم النحو، وأن يجعل من كتابه مدرسة يسير عليها أهل النحو إلى يومنا هذا. ولنستمع لطرف من تاريخ هذا النحوي الكبير من الدكتور محمد حسن قسام، كبير وعاظ في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي. سيبويه من هو. يقول الدكتور عن نسبه: هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب بسيبويه مولى بني الحارث بن كعب، وسيبويه لقبه، ومعناه رائحة التفاح. ولد سيبويه في مدينة البيضاء بفارس، ثم هاجر أهله إلى البصرة، فنشأ بها، ودرس على علمائها اللغة والنحو والحديث والفقه، ولم يذكر المترجمون له تاريخ ولادته، أما وفاته فيذكر ابن خلكان أنه توفي في سنة ثمانين ومائة، وقيل: سنة سبع وسبعين، وعمره نيف وأربعون سنة، وقيل: توفي سنة أربع وتسعين ومائة، وعمره اثنتان وثلاثون سنة. أثره في علوم العربية من خلال ما أسلفنا ندرك أن إمام العربية ونحوها مات شاباً، فلقد مات في ريعان الشباب، سواء أخذنا برواية أنه عاش إحدى وأربعين سنةً، أم عاش اثنتين وثلاثين سنة، وهذا يعني أن سيبويه معجزة عصره في اللغة والنحو والحجة والإمام كان حينما برع في علم النحو، وألف ذلك المرجع الرئيس- وهو كتابه الذي لم يؤلف غيره وسماه بالكتاب- كان لا يزال في ريعان شبابه.