والله جعل لكم من بيوتكم سكنا

وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) وقوله: ( والله جعل لكم مما خلق ظلالا) قال قتادة: يعني: الشجر. ( وجعل لكم من الجبال أكنانا) أي: حصونا ومعاقل ، كما ( جعل لكم سرابيل تقيكم الحر) وهي الثياب من القطن والكتان والصوف ، ( وسرابيل تقيكم بأسكم) كالدروع من الحديد المصفح والزرد وغير ذلك ، ( كذلك يتم نعمته عليكم) أي: هكذا يجعل لكم ما تستعينون به على أمركم ، وما تحتاجون إليه ؛ ليكون عونا لكم على طاعته وعبادته ، (لعلكم تسلمون) هكذا فسره الجمهور ، وقرءوه بكسر اللام من " تسلمون " أي: من الإسلام. الزواج في الإسلام - موضوع. وقال قتادة في قوله: ( كذلك يتم نعمته عليكم [ لعلكم تسلمون]) هذه السورة تسمى: سورة النعم. وقال عبد الله بن المبارك وعباد بن العوام ، عن حنظلة السدوسي ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس أنه كان يقرؤها " تسلمون " بفتح اللام ، يعني من الجراح. رواه أبو عبيد القاسم بن سلام ، عن عباد ، وأخرجه ابن جرير من الوجهين ، ورد هذه القراءة.

القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النحل - الآية 80

والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين هذا من تعداد النعم التي ألهم الله إليها الإنسان ، وهي نعمة الفكر بصنع المنازل الواقية والمرفهة ، وما يشبهها من الثياب والأثاث عطفا على جملة والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا. وكلها من الألطاف التي أعد الله لها عقل الإنسان ، وهيأ له وسائلها. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 80. [ ص: 237] وهذه نعمة الإلهام إلى اتخاذ المساكن ، وذلك أصل حفظ النوع من غوائل حوادث الجو من شدة برد أو حر ، ومن غوائل السباع والهوام ، وهي أيضا أصل الحضارة والتمدن; لأن البلدان ومنازل القبائل تتقوم من اجتماع البيوت ، وأيضا تتقوم من مجتمع الحلل والخيام. والقول في نظم جملة والله جعل لكم كالقول في التي قبلها. وبيوت: يجوز فيه ضم الموحدة وكسرها ، وهو جمع بيت ، وضم الموحدة هو القياس; لأنه على وزن فعول ، وهو مطرد في جمع فعل بفتح الفاء وسكون العين ، وأما لغة كسر الباء فلمناسبة وقوع الياء التحتية بعد الموحدة المضمومة; لأن الانتقال من حركة الضم إلى النطق بالياء ثقيل ، وقال الزجاج: أكثر النحويين لا يعرفون الكسر ( أي لا يعرفونه لغة) وبين أبو علي جوازه ، وتقدم في سورة البقرة.

تفسير: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا)

وقوله: ( ومتاعا إلى حين) فإنه يعني: أنه جعل ذلك لهم بلاغا ، يتبلغون ويكتفون به إلى حين آجالهم للموت. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النحل - الآية 80. كما حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( ومتاعا إلى حين) فإنه يعني: زينة ، يقول: ينتفعون به إلى حين. حدثني المثنى ، قال: ثنا أبو حذيفة ، قال: ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( ومتاعا إلى حين) قال: إلى الموت. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( ومتاعا إلى حين) إلى أجل وبلغة.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 80

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. وأما الأشعار فجمع شَعْر تثقل عينه وتخفف، وواحد الشَّعْر شَعْرة. وأما الأثاث فإنه متاع البيت لم يسمع له بواحد، وهو في أنه لا واحد له مثل المتاع. وقد حكي عن بعض النحويين أنه كان يقول: واحد الأثاث أثاثة ولم أر أهل العلم بكلام العرب يعرفون ذلك. ومن الدليل على أن الأثاث هو المتاع، قول الشاعر: أهــاجَتْكَ الظَّعــائِنُ يَــوْمَ بـانُوا بِـذِي الـرّئْيِ الجَـمِيلِ مِـنَ الأثـاث (1) ويروى: بذي الزيّ ، وأنا أرى أصل الأثاث اجتماع بعض المتاع إلى بعض حتى يكثر كالشعر الأثيث وهو الكثير الملتف، يقال منه، أثّ شعر فلان يئِثّ أثًّا: إذا كثر والتفّ واجتمع. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (أثاثا) يعني بالأثاث: المال. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تعالى (أثاثا) قال: متاعا.

المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات

وأطلق اليوم على الحين والزمن ، أي وقت سفركم. والأثاث بفتح الهمزة اسم جمع للأشياء التي تفرش في البيوت من وسائد وبسط وزرابي ، وكلها تنسج أو تحشى بالأصواف والأشعار والأوبار. والمتاع أعم من الأثاث ، فيشمل الأعدال والخطم والرحائل واللبود والعقل. فالمتاع: ما يتمتع به وينتفع ، وهو مشتق من المتع ، وهو الذهاب بالشيء ، ولملاحظة اشتقاقه تعلق به إلى حين ، والمقصود من هذا المتعلق الوعظ بأنها أو أنهم صائرون إلى زوال يحول دون الانتفاع بها; ليكون الناس على أهبة واستعداد للآخرة; فيتبعوا ما يرضي الله تعالى ، كما قال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها.

الزواج في الإسلام - موضوع

وبالكسر قرأ الجمهور ، وقرأها بالضم أبو عمرو وورش عن نافع وحفص عن عاصم. والبيت: مكان يجعل له بناء وفسطاط يحيط به يعين مكانه ليتخذه جاعله مقرا يأوي إليه ، ويستكن به من الحر والقر ، وقد يكون محيطه من حجر وطين ويسمى جدارا ، أو من أخشاب أو قصب أو غير ذلك ، وتسمى أيضا الأخصاص ، ويوضع فوق محيطه غطاء ساتر من أعلاه يسمى السقف ، يتخذ من أعواد ويطين عليها ، وهذه بيوت أهل المدن والقرى. وقد يكون المحيط بالبيت متخذا من أديم مدبوغ ويسمى القبة ، أو من أثواب تنسج من وبر أو شعر أو صوف ، ويسمى الخيمة أو الخباء ، وكلها يكون بشكل قريب من الهرمي تلتقي شقتاه أو شققه من أعلاه معتمدة على عمود ، وتنحدر منه متسعة على شكل مخروط ، وهذه بيوت الأعراب في البوادي أهل الإبل والغنم يتخذونها; لأنها أسعد لهم في انتجاعهم ، فينقلونها معهم إذا انتقلوا [ ص: 238] يتتبعون مواقع الكلأ لأنعامهم والكمأة لعيشهم ، وقد تقدم ذكر البيت عند قوله تعالى وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا في سورة البقرة. و ( جعل) هنا بمعنى أوجد ، فتتعدى إلى مفعول واحد. والسكن: اسم بمعنى المسكون ، والسكنى: مصدر سكن فلان البيت ، إذا جعله مقرا له ، وهو مشتق من السكون ، أي القرار.

). أحكام الزواج في الإسلام حسن المعاشرة بين الزوجين: فالحياة الزوجية قائمة على رباط المحبة والألفة، والسكينة والمودة، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الرّوم: 21]. التشاور والتعاون في مسؤوليات البيت: منها تربية الأبناء، فقد كان الحبيب المصطفى يقول: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي) [صحيح]. إكرام أهل الزوج أو الزوجة: بمعنى أن نرفع شعاراً يقول أهلك أهلي وأهلي أهلك. الرضا والقناعة: وذلك بالرضا عن الموجود وعدم النظر إلى أصغر الأمور وغير المهمة. الاجتهاد معاً في المداومة على الطاعة والعبادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (إذا أيقظَ الرَّجلُ أَهلَهُ منَ اللَّيلِ فصلَّيا أو صلَّى رَكعتينِ جميعًا كتبا في الذَّاكرينَ والذَّاكراتِ) [صحيح].