أشهد ألا إله إلا الله

والقول الثاني هو الأظهر والله أعلم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولكن المعنى من قول الله جل ثناؤه: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾ فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له (كن) فكان عيسى صلى الله عليه وسلم بكن". [انظر درء تعارض العقل و النقل (4/ 9)]. (وَرُوحٌ مِنْهُ): أيضا اخْتُلف في معناها على أقوال أشهرها قولان: قيل: لأنه سبحانه وتعالى خلق فيه الروح من غير واسطة أب. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 18. وقيل: لأنه روح مخلوقة من عند الله تعالى كسائر الأرواح. (وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ): أي اعتقد ثبوتهما حقيقة لا شك فيهما، وأن الجنة أعدت للمؤمنين، والنار أعدت للكافرين. رابعا: من فوائد الحديثين: الفائدة الأولى: الحديثان فيهما دلالة على أن من جاء بالشهادتين شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، أدخله الله الجنة وحرمه الله على النار، ويقال في هذا الفضل العظيم ما قيل في الأحاديث السابقة في أن الموحد ينال هذا الفضل العظيم إن مات تائبا من الذنوب، أو كان صاحب ذنوب وكبائر لم يتب عنها ولكن بعد المؤاخذة عليها أو مغفرة الله تعالى له ينال هذا الفضل، وتقدم أن المرجئة اعتمدوا على مثل هذه النصوص دون غيرها فقالوا لا يضر مع الإيمان أي معصية، وتقدم أن هذه النصوص رد على الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة ويخلدون في النار.

اشهد الا اله الا الله علي العمله

انظر: تفسير الطبري (6/ 508)، وتفسير البغوي (2/ 184). أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب فضل السجود، برقم (806)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، برقم (183)، عن أبي سعيد الخدري . اشهد الا اله الا الله علي العمله. أخرجه البخاري، كتاب الكسوف، باب الصدقة في الكسوف، برقم (1044)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، برقم (2359)، عن أنس بن مالك . أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، برقم (7069)، عن أم سلمة -رضي الله عنها.

اشهد الا اله الا الله رب العرش العظيم

وهو بمعنى الخضوع والتذلل ، فكأنه استعمله هنا أيضًا بذلك المعنى ، كأنه قال: فإنه نفي أن يكون شيء يستحق الخضوع له والتذلل ، غير الواحد الذي لا شريك له في ملكه. وقد صرح ابن القطاع في كتاب الأفعال 2: 337 أن مصدر "عبد الله يعبده": "عبادة وعبودة وعبودية" ، أي: خدم ، وذل أشد الذل. (19) انظر تفسير "العزيز" فيما سلف 3: 88 / ثم هذا ص: 168 ، 169 وفهارس اللغة (عزز). (20) انظر تفسير "الحكيم" فيما سلف 3: 88 ، وفهارس اللغة (حكم). (21) في المخطوطة والمطبوعة: "فقدموه" كأنه أراد معنى: "البدء بذكره تعالى" ، ولو كان كذلك لكان أجود أن يقول: "فقدموا ذكره" ، ولكنى أستظهر من سياق كلامه معنى التنزيه ، فلذلك رأيت أنها تصحيف قوله: "فقدسوه". (22) سياق الكلام: فأعلمهم أن ملائكته... اشهد الا اله الا الله رب العرش العظيم. وأهل العلم منهم ، منكرون... ". (23) قوله: "وقول من اتخذ ربًا غيره... " بنصب "وقول" عطفًا على قولهم "ما هم عليه مقيمون" ، وهو مفعول به لقوله: "منكرون". (24) في المطبوعة: "على ما نبينه" ، وهو خطأ ، والصواب من المخطوطة ، ولكنه لم يحسن قراءتها. (25) معنى ذلك: أن ذكر "الله" في آية الأنفال هذه ، إنما هي افتتاح كلام ، قال أبو جعفر في تفسيرها (10: 3 بولاق): "قال بعضهم: قوله: " فأن الله خمسه " مفتاح كلام ، ولله الدنيا والآخرة وما فيهما.

ثانياً: تخريج الحديث: الحديث أخرجه مسلم، حديث (27)، وأما البخاري فروى نحوه من حديث سلمة بن الأكوع، في " كتاب الشركة " " باب الشركة في الطعام والنهد والعروض " حديث (2484). ثالثاً: شرح ألفاظ الحديث: (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ): بينت الرواية الأخرى هذا المسير وأنهم كانوا في غزوة تبوك. اشهد الا اله الا الله الحليم العظيم. (فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ): نفدت أي فرغت وفنيت، والأزواد جمع زاد. (حَمَائِلِهِمْ): الحمائل جمع حَمولة بفتح الحاء ومنه قوله تعالى: ﴿ حَمُولَةً وَفَرْشًا ﴾ [الأنعام: 142] والحمائل هي الإبل التي تحمل عليها الأثقال، وإذا كان يُرحل عليها سميت (رواحل)، وإذا يستسقى عليها سميت (نواضح). رابعاً: من فوائد الحديث: الفائدة الأولى: حديث الباب وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ اللّهِ.