هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا

رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه من حديث ابن هبيرة وقال الترمذي: حسن صحيح. فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق ، مع توكلها على الله ، عز وجل ، وهو المسخر المسير المسبب. ) وإليه النشور) أي: المرجع يوم القيامة. قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي: ( مناكبها) أطرافها ، وفجاجها ، ونواحيها. وقال ابن عباس ، وقتادة: ( مناكبها) الجبال. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن حكام الأزدي ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن بشير بن كعب: أنه قرأ هذه الآية: ( فامشوا في مناكبها) فقال لأم ولد له: إن علمت) مناكبها) فأنت عتيقة. فقالت: هي الجبال. سورة الملك - الآية 15. فسأل أبا الدرداء فقال: هي الجبال. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشورقوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي سهلة تستقرون عليها. والذلول المنقاد الذي يذل لك والمصدر الذل وهو اللين والانقياد. أي لم يجعل الأرض بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظة. وقيل: أي ثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها; ولو كانت تتكفأ متمائلة لما كانت منقادة لنا. وقيل: أشار إلى التمكن من الزرع والغرس وشق العيون والأنهار وحفر الآبار.

  1. سورة الملك - الآية 15
  2. إعراب قوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه الآية 15 سورة الملك
  3. خطبة عن قوله تعالى (جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

سورة الملك - الآية 15

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)} [تبارك] { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ}: سخر سبحانه الأرض لخلقه لينتفعوا بها, وجعلها مذللة لهم ميسرة في إخراج الزروع, ممهدة الطرق, يسيرة البناء, فيها من العناصر والخيرات ما يعين ابن آدم على إقامة أمور دنياه. وأمر سبحانه بالسعي فيها والأكل الطيب الحلال, ثم سيجمع الخلق ليجازي محسنهم ويعاقب المسيء. قال تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)} [تبارك] قال السعدي في تفسيره: أي: هو الذي سخر لكم الأرض وذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم، من غرس وبناء وحرث، وطرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية والبلدان الشاسعة، { { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا}} أي: لطلب الرزق والمكاسب. إعراب قوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه الآية 15 سورة الملك. { { وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}} أي: بعد أن تنتقلوا من هذه الدار التي جعلها الله امتحانًا، وبلغة يتبلغ بها إلى الدار الآخرة ، تبعثون بعد موتكم، وتحشرون إلى الله، ليجازيكم بأعمالكم الحسنة والسيئة.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن سعيد، عن قتادة، أن بشير بن كعب العدويّ، قرأ هذه الآية (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) فقال لجاريته: إن أخبرتني ما مناكبها، فأنت حرّة، فقالت: نواحيها ؛ فأراد أن يتزوّجها، فسأل أبا الدرداء، فقال: إن الخير في طمأنينة، وإن الشرّ في ريبة، فدع ما يَريبك إلى ما لا يريبك. خطبة عن قوله تعالى (جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) قال: طرقها وفجاجها. وأولى القولين عندي بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فامشوا في نواحيها وجوانبها، وذلك أن نواحيها نظير مناكب الإنسان التي هي من أطرافه. وقوله: (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) يقول: وكلوا من رزق الله الذي أخرجه لكم من مناكب الأرض، (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) يقول تعالى ذكره: وإلى الله نشركم من قبوركم.

إعراب قوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه الآية 15 سورة الملك

مذللة مسخرة لكم، لتتمكنوا من الانتفاع بها عن طريق المشي عليها، أو البناء فوقها. أو غرس النبات فيها.. ومادام الأمر كذلك فامشوا في جوانبها وأطرافها وفجاجها.. ملتمسين رزق ربكم فيها، وداوموا على ذلك، ففي الحديث الشريف: «التمسوا الرزق في خبايا الأرض». والمراد بقوله: وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ الانتفاع بما فيها من وجوه النعم، وعبر عنه بالأكل لأنه أهم وجوه الانتفاع. هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا. فالآية الكريمة دعوة حارة للمسلمين لكي ينتفعوا بما في الأرض من كنوز، حتى يستغنوا عن غيرهم في مطعمهم ومشربهم وملبسهم وسائر أمور معاشهم.. فإنه بقدر تقصيرهم في استخراج كنوزها، تكون حاجتهم لغيرهم. قال بعض العلماء: قال الإمام النووي في مقدمة المجموع: إن على الأمة الإسلامية أن تعمل على استثمار وإنتاج كل حاجاتها حتى الإبرة، لتستغنى عن غيرها، وإلا احتاجت إلى الغير بقدر ما قصرت في الإنتاج.. وقد أعطى الله- تعالى- العالم الإسلامى الأولوية في هذا كله. فعليهم أن يحتلوا مكانهم، ويحافظوا على مكانتهم، ويشيدوا كيانهم بالدين والدنيا معا... وقد أفاض بعض العلماء في بيان معنى قوله- تعالى-: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا... فقال ما ملخصه: والناس لطول إلفهم لحياتهم على هذه الأرض وسهولة استقرارهم عليها.. ينسون نعمة الله في تذليلها لهم وتسخيرها.

‏ فتضمنت الآية الدلالة على ربوبيته وقدرته وحكمته ولطفه والتذكر بنعمه وإحسانه، والتحذير من الركون إلى الدنيا واتخاذها وطنًا ومستقرًّا.. بل نُسرع فيها السير إلى داره وجنته.. فلله ما في ضمن هذه الآية من معرفته وتوحيده والتذكير بنعمه، والحث على السير إليه، والاستعداد للقائه والقدوم عليه، والإعلام بأنه سبحانه يطوى هذه الدار كأن لم تكن، وأنه يحيي أهلها بعدما أماتهم وإليه النشور‏. ‏ المصدر: كتاب الفوائد (1:17)

خطبة عن قوله تعالى (جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

ويجب الإلتفات إلى أنّ هذا ليس هو الهدف الأساس لخلقكم، إذ أنّ كلّ ذلك وسائل في طريق (نشوركم) وبعثكم وحياتكم والنشر إحياء الميت بعد موته وأصله من نشر الصحيفة والثوب إذا بسطهما بعد طيّهما وفي عدّ الأرض ذلولاً والبشر على مناكبها تلويح ظاهر إلى ما أدَّت إليه الأبحاث العلمية أخيراً من كون الأرض كرة سيَّارة. و كمــا ينبغــي للانسان ان ينتفع من تذليل الارض له و يتحسس اسم " تبارك " مــن هذه الرحمة الإلهية عليه ، كذلك يجب عليه ان يستشعر قدرة الله على كل شيء ، و انه لو شاء لسلب تلك البركة منه فاذا بتلك الارض المذللة تصبح كالفرس الجامح تمور مورا ، او يحدث تغييرا في النظام الكوني فاذا بالسماء التي تحميها تستحيل منطلقا لعذاب مصوب لا طاقة للارض و سكانها به. و تذكر هذه الحقيقة مهم لأمرين: الأول: انها الى جانب تنعم الانسان ببركات الله و رحماته التي في الطبيعة تعطيه توازنا نفسيا و عقليا و عمليا يسوقه نحو المسيرة الصحيحة في الحياة ، فلا تبطر به النعم و تضلله عن أهدافه. فانه متى وصل الانسان الى اليقين بقدرة الله عليه سلم له أمره و اتصل به و خضع له ، و هذه من أعظم أبعاد الخشية منه تعالى. الثاني: انها تجتث من نفس الانسان جذور الشرك ، لكي لا يأمن مكر الله ثم يعصيه اعتمادا على الشركاء المزعومين ( كالشياطين و الاصنام و الملائكة بانهم قادرون على مقاومة قدرة الله و منع مشيئته) او استرسالا مع رحمته تعالى.

فَأَثْبَتَ لَهَا رَوَاحًا وَغُدُوًّا لِطَلَبِ الرِّزْقِ، مَعَ تَوَكُّلِهَا عَلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ المسَخِّر الْمُسَيِّرُ الْمُسَبِّبُ. وفي تفسير السعدي: {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}: أي: بعد أن تنتقلوا من هذه الدار التي جعلها الله امتحانًا، وبلغة يتبلغ بها إلى الدار الآخرة، تبعثون بعد موتكم، وتحشرون إلى الله، ليجازيكم بأعمالكم الحسنة والسيئة. الدعاء