إعراب قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف الآية 114 سورة النساء

وقد ظهر من نهي النبيء - صلى الله عليه وسلم - أن يتناجى اثنان دون ثالث أن النجوى تبعث الريبة في مقاصد المتناجين ، فعلمنا من ذلك أنها لا تغلب إلا على أهل الريب والشبهات ، بحيث لا تصير دأبا إلا لأولئك ، فمن أجل ذلك نفى الله الخير عن أكثر النجوى. ومعنى لا خير أنه شر ، بناء على المتعارف في نفي الشيء أن يراد به إثبات نقيضه ، لعدم الاعتداد بالواسطة ، كقوله تعالى فماذا بعد الحق إلا الضلال ، ولأن مقام التشريع إنما هو بيان الخير والشر. وقد نفى الخير عن كثير من نجواهم أو متناجيهم ، فعلم من مفهوم الصفة أن قليلا من نجواهم فيه خير ، إذ لا يخلو حديث الناس من تناج فيما فيه نفع. لا خير في كثير من نجواهم إسلام ويب. والاستثناء في قوله إلا من أمر بصدقة على تقدير مضاف ، أي: إلا نجوى من أمر ، أو بدون تقدير إن كانت النجوى بمعنى المتناجين ، وهو مستثنى من " كثير " ، فحصل من مفهوم الصفة ومفهوم الاستثناء قسمان من النجوى يثبت لهما الخير ، ومع ذلك فهما قليل من نجواهم. أما القسم الذي أخرجته الصفة ، فهو مجمل يصدق في الخارج على كل نجوى تصدر منهم فيها نفع ، وليس فيها ضرر ، كالتناجي في تشاور فيمن يصلح لمخالطة ، أو نكاح أو نحو ذلك. [ ص: 200] وأما القسم الذي أخرجه الاستثناء فهو مبين في ثلاثة أمور: الصدقة ، والمعروف ، والإصلاح بين الناس.

  1. إعراب قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف الآية 114 سورة النساء
  2. الحلقه ( ١١ ) : لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ ... ❤️ النساء ١١٤ - YouTube

إعراب قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف الآية 114 سورة النساء

وهنالك أمور من الخير تتوقف خيريتها أو كمال الخير فيها وخلوه من الشوائب على كتمانه وجعل التعاون عليه سرا والحديث فيه نجوى ، وهو ما ذكره الله - تعالى - من هذه الأمور الثلاثة ، فما استثناها الله - تعالى - من النجوى التي لا خير في أكثرها إلا لأنها يحتاج فيها إلى النجوى ، وإني لم أفطن لهذا إلا عند كتابة تفسير الآية وليس عندي فيه نقل ، وقد عجبت للأستاذ الإمام كيف ذهب عنه فلم يبينه ما لم أعجب لغيره ، فإنه أبو عذرة هذه الدقائق في علم الإنسان والقرآن; على أنني كنت أود لو كان بين يدي جميع كتب التفسير المعتبرة لأراجع تفسير الآية فيها.

الحلقه ( ١١ ) : لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ ... ❤️ النساء ١١٤ - Youtube

شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.

اقرأ أيضا: مجمع البحوث الإسلامية:15جنيها مصريا مقدار زكاة الفطر هذا العام والزيادة مستحبة شروط جواز التناجي أن تكون هناك مصلحة راجحة على مفسدة التناجي أن يكون بإذن الشخص الثالث، ويجب أن يراعى ألا يكون الشخص الثالث مكره. أن يكون هناك حاجة فعلاً، ومصلحة راجحة مؤكدة تتغلب على مفسدة مشكوك بها وهي إحزانه، فإذا كانت المصلحة قوية جداً وإحزان الشخص هذا مشكوك فيه عند ذلك يجوز التناجي. مناجاة الرسول يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم أن يناجي النبي صلى اللّه عليه وسلم أي يساره فيما بينه وبينه، أن يقدم بين يدي ذلك صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام. إعراب قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف الآية 114 سورة النساء. قال تعالى‏:‏ ‏{ ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ}‏، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{فَإِن لَّمْ تَجِدُوا}أي إلا من عجز عن ذلك لفقره، ‏{ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}‏. فما أمر بها إلا من قدر عليها، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}‏ أي أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، ‏{ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}‏ فنسخ وجوب ذلك عنهم، وقد قيل‏:‏ إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.