«البيوت أسرار».. القصة الكاملة لأزمة «أبو جبل» وزوجته الجزائرية

قوله تعالى وأخذ برأس أخيه يجره إليه أي بلحيته وذؤابته. وكان هارون أكبر من موسى - صلوات الله وسلامه عليهما - بثلاث سنين ، وأحب إلى بني إسرائيل من موسى; لأنه كان لين الغضب. وللعلماء في أخذ موسى برأس أخيه أربع تأويلات: الأول: أن ذلك كان متعارفا عندهم; كما كانت العرب تفعله من قبض الرجل على لحية أخيه وصاحبه إكراما وتعظيما ، فلم يكن ذلك على طريق الإذلال. الثاني: أن ذلك إنما كان ليسر إليه نزول الألواح عليه; لأنها نزلت عليه في هذه المناجاة وأراد أن يخفيها عن بني إسرائيل قبل التوراة. حديث (لا تظهر الشماتة لأخيك.. إلخ) غير صحيح. فقال له هارون: لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي; لئلا يشتبه سراره على بني إسرائيل بإذلاله. الثالث: إنما فعل ذلك به; لأنه وقع في نفسه أن هارون مائل مع بني إسرائيل فيما فعلوه من أمر العجل. ومثل هذا لا يجوز على الأنبياء. الرابع: ضم إليه أخاه ليعلم ما لديه; فكره ذلك هارون لئلا يظن بنو إسرائيل أنه أهانه; فبين له أخوه أنهم استضعفوه ، يعني عبدة العجل ، وكادوا يقتلونه أي قاربوا. فلما سمع عذره قال: رب اغفر لي ولأخي; أي اغفر لي ما كان من الغضب الذي ألقيت من أجله الألواح ، ولأخي لأنه ظنه مقصرا في الإنكار عليهم وإن لم يقع منه تقصير; أي اغفر لأخي إن قصر.

  1. حديث (لا تظهر الشماتة لأخيك.. إلخ) غير صحيح

حديث (لا تظهر الشماتة لأخيك.. إلخ) غير صحيح

وهذه إحدى قواعد التعامل مع المؤمنين: ( أنه إذا ترك الإنسان ذنباً فلا تذكّره به! ) فلا تذكِّره به لا من قريب، ولا من بعيد،،،، ولا إشارة ولا عبارة، ولا تنويهاً،ولا تعليقاً.. فالذنب شؤمٌ على غير صاحبه: إن ذكره أمام غيره فقد اغتابه،وإن عيَّره ابتلي به،وإن رضي به شاركه في الإثم!! ولتشكر الله عزَّ وجل على أن نجَّاك من هذا الذنب وادعُ لأخيك بالتوبة منه. ******** ((وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)) لا يلمز بعضكم بعضاً ؛ لأن كل واحد منا بمنزلة نفس الإنسان،أخوك بمنزلة نفسك فإذا لمزته فكأنما لمزت نفسك! المؤمن ينادي أخاه المؤمن بأحب الأسماء إليه. فهذا هو المؤمن. وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ لا تقل: أنا أمزح! لأن مزاحك قد يجرحه!! و لا تنسى موقف السيدة عاائشة عندما قالت إن صفية إمرأة قصيرة فقال لها الرسول صلوات الله وسلامه عليه: ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته). كلمة واحدة فقط ستفسد البحر!! ونحن نمزح و نسخر و نقول الآف الكلمات ولا نلقي لها بالاً!! * ذكر الإمام الغزالي رحمه الله أفات اللِّسان، وكانت نحو أربعة عشرة آفة منها: المحاكاة ،،،، وتقليد بالمشي ،،،،، وأن تصف الإنسان باسم لا يحبّه.

14 يوليو، 2014 نسخة للطباعة قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون﴾ [الحجرات:11]َ اخي القارئ نزاصل ما تبقى من هذا الموضوع أيها الأحبة: هذا القرآن أمامنا ، ليس فيه إلا صنفان: مؤمن وكافر محسن ومسيء مستقيم ومنحرف وهذا هو التقسيم الحقيقي، وأيّ تقسيمٍ آخر فتقسيمٌ جاهلي لا قيمة له! * النبي عليه الصلاة والسلام سمع كلمة قالها رجل بحق إنسانٍ أسود البشرة،، قال له: يا بن السوداء فقال له النبي عليه الصلاة و السلام: ((إنك امرؤٌ فيك جاهلية)). فالجاهلية: أن تستخدم مقاييس غير مقاييس القرآن،، وأن تزن الناس بميزان غير ميزان الكتاب والسنة،، وأن تعظِّم إنساناً بماله وتعظمه لقوته وأن تحابيه لقربه منك ،،،،، فكل ذلك مقياس جاهلي!!