ما معنى المزمل

وتجدُر الإشارة إلى أنّ سورة المزمل نزلت بعد سورة القلم، وقد كان نزول سورة القلم عندما بدأ نزول الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأثناء الهجرة إلى الحبشة، فوقت نزول سورة المزمل في نفس هذا التاريخ أيضًا [٥]. الدروس المستفادة من سورة المزمل هنالك العديد من المقاصد والمواعظ والعبر المستفادة من سورة المزمل نذكر بعضًا منها فيما يلي [٨]: أمر الله تعالى بإقامة الصلاة والدوام عليها، وأداء الزكاة، وإخراج الصدقات. نصح الله -جل علاه- النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يقوم بما أمره بتبليغ رسالته وأن يتوكل على ربِّه. ذكر فيها الله يوم القيامة وأوصافه وأهواله. خفَّف الله تعالى في هذه السورة بآية منها من قيام الليل ، وبيّن إمكانية القيام ببعضٍ منه مراعاةً لأعذار العباد. وعد الله بالجزاء العظيم والكبير على الأعمال الصالحة وفعل الخير. أخبر الله أنَّ أعمال النهار لا يغني عنها قيام الليل. أمر الله العباد بالمبادرة السريعة للتوبة والتقيد بآداب قراءة القرآن وتدبره. المراجع ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 254. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المزمل. بتصرّف. ^ أ ب صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن ، صفحة 375. بتصرّف. ↑ سورة المزمل، آية:1 ↑ "سورة المزمل" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021.

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المزمل

{ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} أي: اتركني وإياهم، فسأنتقم منهم، وإن أمهلتهم فلا أهملهم، وقوله: { أُولِي النَّعْمَةِ} أي: أصحاب النعمة والغنى، الذين طغوا حين وسع الله عليهم من رزقه، وأمدهم من فضله كما قال تعالى: { كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}. ثم توعدهم بما عنده من العقاب، فقال: { 12 - 14} { إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} أي: إن عندنا { أَنْكَالًا} أي: عذابا شديدا، جعلناه تنكيلا للذي لا يزال مستمرا على الذنوب. { وَجَحِيمًا} أي: نارا حامية { وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} وذلك لمرارته وبشاعته، وكراهة طعمه وريحه الخبيث المنتن، { وَعَذَابًا أَلِيمًا} أي: موجعا مفظعا، وذلك { يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} من الهول العظيم، { وَكَانَتِ الْجِبَالُ} الراسيات الصم الصلاب { كَثِيبًا مَهِيلًا} أي: بمنزلة الرمل المنهال المنتثر، ثم إنها تبس بعد ذلك، فتكون كالهباء المنثور. { 15 - 16} { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} يقول تعالى: احمدوا ربكم على إرسال هذا النبي الأمي العربي البشير النذير، الشاهد على الأمة بأعمالهم، واشكروه وقوموا بهذه النعمة الجليلة، وإياكم أن تكفروها، فتعصوا رسولكم، فتكونوا كفرعون حين أرسل الله إليه موسى بن عمران، فدعاه إلى الله، وأمره بالتوحيد، فلم يصدقه، بل عصاه، فأخذه الله أخذا وبيلا أي: شديدا بليغا.

انتهى. والله أعلم.