وبعد ساعة أو أكثر رجع (الشايب العايب)، وضرب لنا مرة ثانية (تعظيم سلام) وهو يبتسم قبل أن يدخل بسيارته بكل هدوء إلى (الكراج)، من دون أن يساعدنا، أو يقول لنا تفضلوا. أرجوكم لا تسألوني بعد ذلك ما حصل. باختصار لقد سقطت أنا بعين نفسي، وعرفت يقينا أنني إنسان لا يمكن الاعتماد عليه، أو الوثوق به بأي حال من الأحوال. ولكن لا أملك إلا أن أقول: (ولله في خلقه شؤون)، وأي شؤون؟! * نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
و جعلنا النهار معاشا" النبأ 11. ومن آيات الله السابقة نستنج أن الله في خلقه شؤون وهذا دليل على حكمته و قدرته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حين خلق الله ادم عليه السلام كان هو أول بشري وُجد.. كان يسكن الجنة.. و بالرغم من كل ما هو موجودٌ هناك استوحش.. فحين نام خلق الله حواء من ضلعه....!!! يا تُرى ما السبب ؟؟!!... لِما خُلقت حواء من آدم و هو نائم ؟؟!!! لِما لم يخلقها الله من آدم و هو مستيقظ ؟؟!! أتعلمون السبب ؟؟ يُقال إن الرجل حين يتألم يكره، بعكس المرأة التي حين تتألم تزداد عاطفةً و حباً!!...
في الشتاء قبل الماضي تقابلت في مطار (ميامي) مع رجل محترم أعرفه معرفة سطحية، وركبنا نفس الطائرة المتجهة إلى (بوسطن) على أساس أنني سوف أمضي هناك يومين ثم أسافر إلى أوروبا، بينما هو ذاهب إلى مقر سكنه حيث إنه يحضر للدراسات العليا في مجال الاقتصاد السياسي على حد زعمه. وبعد أن وصلنا عرض عليّ مشكورا أن يستضيفني، ووجدتها فكرة لا بأس بها، خصوصا أنني سوف أوفر مصروف الفندق، فلبيت دعوته سريعا ومن دون تردد. لم يكن معي غير شنطة واحدة، أخذتها ثم ذهبنا إلى (الباركنغ) الذي تقف فيه سيارته، وانطلقنا إلى منزله الخارج عن المدينة بأكثر من (30) كيلومترا، ولاحظت أن عداد الحرارة في السيارة يشير إلى التاسعة تحت الصفر، وعندما وصلنا كانت الدنيا بياضا في بياض من كثافة الثلوج، حيث غطت العاصفة الليلية المنطقة كلها، وإذا بباب المنزل و(الكراج) مغطى بما لا يقل ارتفاعه عن نصف متر. نزل هو وفتح شنطة السيارة وأخرج منها (رفشا) - أي جارف - وأخذ يزيح الثلج به، ومجاملة مني أخذت أساعده، كل واحد منا يجرف عشر دقائق، المشكلة أنه كان يلبس (كفوفا) بيديه، بينما كانت يداي عاريتين وبعد ما لا يقل عن ساعة كاملة، وبعد أن أضنانا وهدنا التعب وتنفسنا الصعداء، إذا بباب (الكراج) ينفتح على رجل عجوز، يبتسم لصاحبي شاكرا وهو يقول له: إن هذا منزلي.
سأل الملياردير: فقط؟، أومأ الصياد برأسه مجيباً، فعاد الملياردير يسأل: ولماذا لا تقضي وقتاً أطول في الصيد، فتصطاد كميات أكثر، وتكسب المزيد من الأموال؟، أجاب الصياد: ما أصطاده يكفيني وزوجتي وأبنائي، وحينما أريد شراء شيء أستزيد من الصيد لأشتريه. تعجب الملياردير وسأله: بهذه البساطة؟! ، قال الصياد بهدوء: نعم يا سيدي. أنام ما يكفيني من الوقت.. أصحو نشيطاً.. أصطاد ما يكفي حاجتي.. أعود لأنام القيلولة.. أصحو لأهتم بصغاري وزوجتي، وفي الليل أتجول أحياناً مع الأصدقاء في القرية، ونجلس كي نتسامر في الليل. يا سيدي أنا حياتي مليئة، ولا أحب أن يطغى عليها العمل. هز الملياردير العجوز رأسه ثم قال له: سوف أسدي لك نصيحة غالية، فأنا رجل منحته سنين عمره الطويلة خبرات كبيرة. أولاً: يجب أن تقضي غالب يومك في الصيد، حتى تتضاعف كمية ما تصطاده، وبالتالي، يتضاعف ربحك. ثانياً: بعد فترة الادخار، ومع تقدمك المادي، تشتري مركباً أكبر وأحدث، فتجني أرباحاً أكبر. ثالثاً: يمكنك بعد ذلك بفترة، ومع ادخار أرباحك، أن تشتري عدة قوارب للصيد. رابعاً: ستجد نفسك بعد فترة ليست كبيرة، صاحب أسطول بحري كبير. وبدلاً من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس، ستبيع للموزعين فقط.