وما انزلنا عليك القران لتشقى

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) قال: هي مثل قوله فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فكانوا يعلقون الحبال في صدورهم في الصلاة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) قال: في الصلاة كقوله: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) لا والله ما جعله الله شقيا، ولكن جعله رحمة ونورا، ودليلا إلى الجنة.

  1. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
  2. من الآية 1 الى الآية 8

ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى

قَالَ ابْن جُرَيْج, وَقَالَ مُجَاهد, ذَلكَ أَيْضًا. 18079 - حَدَّثَنَا عمْرَان بْن مُوسَى الْقَزَّاز, قَالَ: ثنا عَبْد الْوَارث بْن سَعيد, قَالَ: ثنا عُمَارَة عَنْ عكْرمَة, في قَوْله: { طَه} قَالَ: يَا رَجُل, كَلَّمَهُ بالنَّبَطيَّة. * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد, قَالَ: ثنا يَحْيَى بْن وَاضح, قَالَ: ثنا عَبْد اللَّه, عَنْ عكْرمَة, في قَوْله { طَه} قَالَ: بالنَّبَطيَّة: يَا إنْسَان. 18080 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصم, عَنْ قُرَّة بْن خَالد, عَنْ الضَّحَّاك, في قَوْله { طَه} قَالَ: يَا رَجُل بالنَّبَطيَّة. * - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار, قَالَ: ثنا عَبْد الرَّحْمَن, قَالَ: ثنا سُفْيَان, عَنْ حُصَيْن, عَنْ عكْرمَة في قَوْله { طَه} قَالَ: يَا رَجُل. 18081 - حَدَّثَنَا بشْر, قَالَ: ثنا يَزيد, قَالَ: ثنا سَعيد, عَنْ قَتَادَة, قَوْله { طَه} قَالَ: يَا رَجُل, وَهيَ بالسُّرْيَانيَّة. 18082 - حَدَّثَنَا الْحَسَن, قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق, قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر, عَنْ قَتَادَة وَالْحَسَن في قَوْله: { طَه} قَالَا: يَا رَجُل. من الآية 1 الى الآية 8. * - حَدَّثَنَا عَنْ الْحُسَيْن, قَالَ: سَمعْت أَبَا مُعَاذ, يَقُول: أَخْبَرَنَا عُبَيْد, يَعْني ابْن سُلَيْمَان, قَالَ: سَمعْت الضَّحَّاك يَقُول في قَوْله { طَه} قَالَ: يَا رَجُل.

من الآية 1 الى الآية 8

وقالَ (﴿واسْتَوَتْ عَلى الجُودِيِّ﴾ [هود: ٤٤]). والعَرْشُ: عالَمٌ عَظِيمٌ مِنَ العَوالِمِ العُلْيا، فَقِيلَ هو أعْلى سَماءٍ مِنَ السَّماواتِ وأعْظَمُها. وقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. ويُسَمّى: الكُرْسِيُّ أيْضًا عَلى الصَّحِيحِ. وقِيلَ: الكُرْسِيُّ غَيْرُ العَرْشِ. وأيًّا ما كانَ فَذِكْرُ الِاسْتِواءِ عَلَيْهِ زِيادَةٌ في تَصْوِيرِ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعالى وسَعَةِ سُلْطانِهِ بَعْدَ قَوْلِهِ (﴿مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ والسَّماواتِ العُلى﴾). وأمّا ذِكْرُ الِاسْتِواءِ فَتَأْوِيلُهُ أنَّهُ تَمْثِيلٌ لِشَأْنِ عَظَمَةِ اللَّهِ بِعَظَمَةِ أعْظَمِ المُلُوكِ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ عَلى العُرُوشِ وقَدْ عَرَفَ العَرَبُ مِن أُولَئِكَ مُلُوكَ الفُرْسِ ومُلُوكَ الرُّومِ وكانَ هَؤُلاءِ مَضْرِبَ الأمْثالِ عِنْدَهم في العَظَمَةِ. وحَسَّنَ التَّعْبِيرَ بِالِاسْتِواءِ مُقارَنَتُهُ بِالعَرْشِ الَّذِي هو مِمّا يُسْتَوى عَلَيْهِ في المُتَعارَفِ. فَكانَ ذِكْرُ الِاسْتِواءِ كالتَّرْشِيحِ لِإطْلاقِ العَرْشِ عَلى السَّماءِ العُظْمى، فالآيَةُ مِنَ المُتَشابِهِ البَيِّنِ تَأْوِيلُهُ بِاسْتِعْمالِ العَرَبِ وبِما تَقَرَّرَ في العَقِيدَةِ: أنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.

{طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} طه. أنزل الله تعالى الوحي بالقرآن ليبين للناس طريق السعادة و ليس طريق الشقاء و التعنت, فالشريعة الإسلامية ميزان الاعتدال في كل شيء لا عوج فيها فلا إسراف و لا تقتير و لا غلو و لا تمييع و لا تشدد في الأمور و لا تفريط. أنزل الله تعالى الرسالة ليعمل بها المتقون و تذكرهم بطريق سعادتهم و توضح لهم معالمه, و تربط قلوبهم بالرحمن الذي أنزلها من فوق سبع سماوات رحمة بعباده و لطفاً بهم, فهو خلقهم و هو وحده يملك لهم الرزق و هو سبحانه وحده يملك لهم المنهج الذي يسيرون به حتى يلقوه فهو مالك السماوات و ما فيهن و الأراضين و ما فيهن, الكل عبيده طوع أمره, له الكمال المطلق في صفاته و أفعاله و أسمائه سبحانه و تعالى. { طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} طه.