[7] دون أن ننسى الحديث الجليل عن ابن عباس أن رسول الله قال:"لا ضرر ولا ضرار" وهو يدل على مقصد من مقاصد الشريعة وهو رفع الضرر بالنفس والإضرار بالغير. [8] وما هذه إلا نماذج فقط وإلا فإن السنة ملأى بالمقاصد إن لم نقل بأن كلها مقاصد. ولا يسع المقام أن نذكرها كلها. وخلاصة الأمر أن النبي قد استعمل المقاصد وراعاها وهذا من مقتضى الرسالة. المؤلفات العامة في المقاصد [ عدل] - الموافقات في أصول الفقه للإمام الشاطبي - قواعد الأحكام في مصالح الأنام: عز الدين بن عبد السلام. - مقاصد الشريعة الإسلامية: محمد طاهر بن عاشور. - مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها: علال الفاسي. ما هي الشريعه الاسلاميه. - نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي: أحمد الريسوني - ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية: محمد سعيد رمضان البوطي. - مقاصد الشريعة لنور الدين الخادمي - القنية شرح نظم الفائق أبو عبد الرحمن اللأخضر الأخضري - نظرية المصلحة في الفقه الإسلامي: حسين حامد حسان. - الشاطبي ومقاصد الشريعة: حمادي العبيدي. - الاجتهاد المقاصدي "حجيته ضوابطه مجالاته": لنور الدين مختار الخادمي. - المقاصد العامة للشريعة الإسلامية: يوسف حامد العالم. - المقاصد وعلاقتها بالأدلة الشرعية: محمد سعد اليوبي.
2- الارتباط القوي بين الشريعة والعقيدة، فكما أن العقيدة أصل تُبنى عليه الشريعة، وتدفع المؤمن إلى القيام بها، فالشريعة تلبية لانفعال القلب بالعقيدة وتصديقه ويقينه بها، وهذا التصديق واليقين يدعمه ويترجمه العمل الذي يمثل طريق النجاة والفوز بما أعدّه الله لعباده المؤمنين، وهذا يعني أن الإنسان لا يكون مسلما عند الله إذا آمن بالعقيدة وألغى الشريعة، أو أخذ الشريعة وأهدر العقيدة [16] ، فالإيمان بالله وتطبيق شريعته هو تحقيق العبودية الحقة لله، فإذا كان الإيمان هو أساس صحة وقبول العبادات المشروعة، فإن عبادة الله كما شرع توضيح للإيمان به وتحقيق لغاية العبودية.
وكل عمل أو مجهود يرفع عن الناس الظلم والغصب والقهر والتسلط والاستبداد، فهو من صميم الشريعة. فأن تقوم أي حكومة أو برلمان أو وزير، بأي شيئ يحقق هذه الأمور أو يخدمها، فذلك من تطبيق الشريعة. وفضلا عن شرف الحكم بين الناس بما أنزل الله، مما هو منصوص في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن الحكم والعمل بكل ما فيه عدل وإحقاق للحق ورفع للظلم، هو جزء لا يتجزأ من شريعة الله ،كما قال العلامة ابن القيم: "فإن الله أرسل رسله وأنزل كتبه، ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به السموات والأرض. فإذا ظهرت أمارات الحق، وقامت أدلة العقل، وأسفر صبحه بأي طريق كان، فثم شرع الله ودينه ورضاه. ما هي الشريعة الإسلامية. "[11] والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ركن من أركان الشريعة، فالقيام به، وتيسير القيام به للناس، والمساعدة على القيام به، تطبيق للشريعة. ومثله التعاون –كل تعاون — على البر والتقوى. وكل إصلاح ونفع على وجه الأرض، وكذلك كل إزالة أو إعاقة لأي فساد أو ضرر في الأرض، فهو من الشريعة، بما في ذلك إماطة الأذى عن الطريق. وقديما عَدَّ بعض شراح الحديث النبوي أن مما يدخل في إماطة الأذى عن الطريق[12]، رفعَ المكوس والجبايات الظالمة عن الناس.