هل يولد الإنسان على فطرة الخير واللاعنف - ناجي سعيد - سناك سوري

فمن التقوُّل على الله - تعالى -: أنً الإسلام لن يسَع البشرية جمعاء، في حين أن لو اهتدوا إليه أجمعون - وليس بوسع أحد أن يوسوس في ذلك - كيف وقد أمَر نبيَّه أن يدعو الناس إليه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [الأنبياء: 108]، بل قد رتَّب الأجر الجزيل، والنعيمَ المقيم على الإيمان بذلك؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62].

  1. أيها الآباء ... لا تشوهوا الفطرة

أيها الآباء ... لا تشوهوا الفطرة

روى مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: ( إنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، (يعني مائلين عن الشرك)، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا). وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ)، وفي الرواية الأخرى: (أو يُشَرِّكانِه). وهذا الكلام فيه أمران مهمان: أولهما: أن دين الفطرة الذي يقبله الله تعالى إنما هو دين الإسلام، الدين الحنيف دين إبراهيم وملته التي جاء بها ختام الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًاۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[النحل:123] وأن الله لا يقبل غيره من الأديان أو النحل والملل. الفائدة الثانية: أن الله سبحانه جعل الإسلام في جانب وبقية الملل والنحل والعقائد والأديان في جانب آخر، فقال: ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يشركانه).. فجعلها كلها مقابل دين الفطرة دين الإسلام، وسوى بينها جميعا في البطلان.. ولم يقبل منها شيئا.

تاريخ النشر: الأحد 13 شعبان 1420 هـ - 21-11-1999 م التقييم: رقم الفتوى: 2067 61175 0 387 السؤال لماذا أنا مسلم؟هل لأنني ولدت مسلماً؟ أرجو الإجابة. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء. ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه (فطرة الله التي فطر الناس عليها. وهذه الفطرة هي الإسلام كما قال ابن حجر نقلًا عن ابن عبد البر ، وهذا الحديث صريح في أن كل مولود يولد مسلماً، فإذا كان أبواه غير مسلمين، فإن أطاعهما فيما يدعوانه إليه من يهودية أو نصرانية أو مجوسية خرج عن الفطرة إلى ما يدعوانه إليه ويربيانه عليه، وإن هداه الله إلى الإسلام، فهو مسلم باقٍ على الفطرة التي فطره الله عليها. إذا عرفت هذا، فاعلم أن الإنسان يولد مسلماً، ثم إذا وصل إلى السن التي يكون فيها مخاطباً شرعاً، فإن أسلم بلسانه وقلبه وجوارحه لله تعالى، فهو مسلم، وإن اختار غير ذلك، فهو على ما اختار. نسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل.