وأضافت أنها كانت أما لست بنات ولم يكن لها ولد. وعندما ظهر التابوت الذي كان يحمل سيدنا موسى وهو رضيع حديث الولادة في النهر، أرسلت خادمتها لتجلبه، فرآه فرعون فقال اقتلوه فقالت لا، قرة عين لي ولك عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا، فتقبل ذلك لعاطفته ولحرمانه من الولد، فربته وكفلته رضي الله عنها فلما كبر كانت أول من صدقه وآمن به. لقد آمنت به وكتمت إيمانها، ومع مرور الأيام ازداد إيمانها، وفي يوم من الأيام كانت ماشطة ابنتها المؤمنةُ تمشط ابنتها فسقط منها المشط فقالت يا الله. فقالت لها ابنة فرعون: أتقصدين أبي؟ فقال: لا، ربي وربك ورب أبيك ورب الناس أجمعين. فأخبرت الابنة أباها فرعون عن ذلك، فأمر بقِدر في النار يغلى فيه الزيت فأحضر الماشطة وأولادها فقال لها: من ربك؟ فقالت: ربي الله، ربي وربك ورب العالمين. فأخذ فرعون ابنها الأكبر وكان عمره عشر سنوات فرمى به حيا في القدر، فقال لها ثانية؟ فأجابت: ربي وربك الله رب العالمين. فرمى ابنها الثاني في الزيت وهي تنظر إليه ورمى الثالث، ولما أخذ الرضيع من حضنها بكت، فأنطقه الله تعالى قائلا: أماه إنها الجنة فرماه في القدر الممتلئ بالزيت المغلى. فلم يكن من ماشطة ابنة فرعون إلا أن استسلمت لأمر الله عز وجل فقال لها فرعون: هل ترجعين عن دينك.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا قصة ماشطة بنت فرعون كانت ماشطة فرعون تُمشّط شَعْرَ إحدى بنات فرعون، فوقع المشط من بين يديها، فقالت بشكل لا إرادي: "بسم الله، تَعِسَ من كفر بالله"، في ذلك الوقت كانت ابنة فرعون تستمع لحديثها، فقالت لها: هل لديك ربٌ غير أبي؟ فقالت ماشطة بنت فرعون: إنه ربي ورب أبيك، ورب كل شيء هو الله -عز وجل-. [١] صُعِقَتْ ابنة فرعون بما قالته ماشطتها، فذهبت مسرعةً تخبر أباها بما قالته، وعند سماعه الخبر غضب فرعون غضبًا لم يشهد له ذلك من قبل، وذلك لعلمه بوجود من يعبد الله في بيته، فأمر بإحضارها فقال لها: من ربك؟ فأجابته قائلة: ربي وربك الله، وبعد ذلك أمرها فرعون بالرجوع عن دينها وقام بتهديدها بالحبس والتعذيب، فلم تكترث لتهديده وبقيت على موقفها. [٢] ثباتها على دينها بعد رفض الماشطة لأمر فرعون بالرجوع عن دينها، أمر الجنود بملء قِدْر من النحاس بالزيت وجعله يغلي، فأوقفها أمام القِدْر فتقدمت نحوه مُسَلِّمَةً أمرها لله -تعالى-، وأرادت الشهادة، ولكن قبل نزولها بالقِدْر أراد فرعون زيادة عذابها وذلك بإحضار أطفالها إلى غرفة التعذيب، فلما رأوها توجهوا نحوها يبكون فقامت بضمهم وتقبيلهم وأرضعت أصغرهم.
أرشيفية قصص الأولين.. ماشطة ابنة فرعون.. الثبات على الحق عقيدة المؤمنين بوابة أخبار اليوم الإثنين، 19 أبريل 2021 - 06:21 ص آمنت ماشطة بنت فرعون بالله، فقتلها فرعون مع زوجها وأولادها، ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ليلة الإسراء، شيئاً من نعيمها، فحدث به أصحابه، فقال لهم، فيما رواه البيهقي: «لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، فقلت: ما هذه الرائحة، فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادها». قصة هذه المرأة ذكرها الإمام أحمد في مسنده، وأبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في المعجم الكبير، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في دلائل النبوة، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت على رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها. قال: قلت: وما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدرى من يديها، فقالت: بسم الله. فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله. فأخبرت أباها، فدعاها وسألها: ألك رب غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي اليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام اولادي في ثوب واحد وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق، قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا، الى أن انتهى ذلك إلى صبي لها رضيع، وكأنها تقاعست من أجله، قال: يا أمه اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة.
الحمد لله.
فحملوها ورفعوا إياها وقبل أن يلقوا بها داخل الإناء قالت لفرعون أن يجمع عظامها وعظام أبنائه ويضعهم داخل تُربة واحدة، فقال لها هذا واجب علي، وأمر الرجال بإلقائها، واتبعت المرأة أبنائها مُتمسكة بإيمانها، ولديها عند الله ثواب كبير. هذه القصة من أعظم القصص التي تحكي عن قوة التمسك بالدين والتحلي بالإيمان، فقدت الأم أبنائها مقابل أن لا تتخلى عن دينها، وظلت مُتمسكة به حتى بعد قتل أولادها.