ص300 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة

حكم تتبع رخص المذاهب: إنَّ تتبع رخص العلماء والمذاهب هو أمرٌ مُنكر وغير جائز، فإنَّ البحث على الأيسر من الأحكام ذات الخلاف والعمل بها بشكل مُطلق دون البحث عن دليل شرعي، وذلك بهدف اتّباع الهوى والاستسهال بالدين، هو أمرٌ يجمع كل الشر، وهو غير جائز، والله أعلم. الاخذ بأيسر أقوال العلماء - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. أقوال أهل العلم في تتبع الرخص اختلفت أقوال أهل العلم في حكم من تتبع رخص المذاهب وانقسمت إلى ثلاثة أقوال وهي كالتالي: [2] القول الأول: منع تتبع الرخص وعدم جوازه بشكل قطعي، وهو القول الراجح عند النووي وابن حزم والغزالي وابن القيّم، وفي رواية عن ابن القيم نقلها عن أحمد أشار فيها إلى أنَّ من تتبع الرخص فقد فَسق. القول الثاني: يجوز تتبع الرخص، ولا حرج على المُسلم إذا أخذ بالأسهل، وهو قول ابن همام والحنفية السرخسي وابن عبد الشكور، وقد استدلوا على ذلك بعدد من النصوص الشرعية ومنها قوله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" [3] ، على أن يكون هذا التتبع ليس فيه مخالفة للشريعة الإسلامية أو النصوص الواضحة والصريحة، وعدم الاعتماد على ذلك على الهوى والتَّشهي. القول الثالث: يجوز اتّباع الرخص الشرعية ولكن بشروط مُحددة وهو قول ابن تيمية، ومن أبرز هذه الشروط ألا يُخالف هذا التتبع ما رجح من الأقوال، ولا يُخالف النصوص التي لا تحتمل التأويل والخلاف.

  1. الاخذ بأيسر أقوال العلماء - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
  2. ص300 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة

الاخذ بأيسر أقوال العلماء - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام

وهذا هو التلفيق المذموم الممنوع الذي قال جمهور أهل العلم بتحريمه ومنعه. وقد صدر بذلك قرار المجمع الفقهي في دورة مؤتمره الثامن ببندر سيري بيجران ، بروناي دار السّلام من 1- 7 محرّم 1414ه الموافق 21 - 27 حزيران/ يونيو 1993 م. وهو ما تبناه المجلس الإسلامي للإفتاء في بلادنا حيث منع المجلس التلفيق إلاّ في حالات الحاجة والضرورة وبدون تتبع للرخص!! تبع الرخص مجمع على تحريمه لقد نقل حرمة تتبع الرخص جمع جمّ من أهل العلم بل نقل عدد كبير منهم الإجماع على ذلك ، وإليك ابرز أقوالهم: ا. قال سليمان التيمي: "إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله". ص300 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة. قال أبو عمر ابن عبد البر: هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً " (انظر: جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 92، والإحكام لابن حزم 6 / 317). 2. وقال الأوزاعي: "من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام ". (انظر: سنن البيهقي الكبرى رقم ( 20707) 10 / 211). 3. وقال الشاطبي: "فإذا صار المكلّف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب، وكل قول وافق فيها هواه فقد خلع ربقة التقوى وتمادى في متابعة الهوى ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه ". (انظر: الموافقات للشاطبي 2 / 386 - 387). 4.

ص300 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة

(٣) انظر: إعلام الموقعين (٤/ ١٦٢). (٤) انظر: قواطع الأدلة (٥/ ١٣٤)، المستصفى (٢/ ٣٩١)، جمع الجوامع (٢/ ٤٠٠)، الموافقات (٥/ ٨٢)، البحر المحيط (٨/ ٣٨٢)، التحبير (٨/ ٤٠٩٠)، إعلام الموقعين (٤/ ١٦٢)، الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام (ص٢٠٨). (٥) انظر: مراتب الإجماع (ص٥٨)، جامع بيان العلم (٢/ ٩٢٧). (٦) انظر: المسودة (ص٥١٨)، إعلام الموقعين (٤/ ١٦٢)، التحبير (٨/ ٤٠٩٣). (٧) انظر: شرح المحلي على الجمع (٢/ ٤٠٠)، البحر المحيط (٨/ ٣٨١). (٨) انظر: المسودة (ص٥١٩)، وعن رأي القاضي قال ابن مفلح (وفيه نظر). انظر: أصول ابن مفلح (٤/ ١٥٦٤). (٩) انظر: المسودة (ص٥١٨)، أصول ابن مفلح (٤/ ١٥٦٤). (١٠) انظر: البحر المحيط (٨/ ٣٨١)، شرح المحلي على الجمع (٢/ ٤٠٠). (١١) انظر: الموافقات (٥/ ٨٢). (١٢) انظر: الموافقات (٥/ ٨٣)، حاشية العطار (٢/ ٤٤٢).

وكذا تتبّع المجتهد للرخص، يمكن أن تبنى على مسألة تقليد العالِم للعالِم؛ فمن منع منع تتبع الرخص، ومن أجاز أجرى الخلاف فيه. أما ثمرته فقد ذكر الزركشي أن من فروع المسألة: هل يجوز للشافعي مثلا أن يشهد على الخط عند المالكي الذي يرى العمل به أو لا؟ صرّح ابن الصبّاغ بأنه لا يجوز، وهو ظاهر كلام الشافعية، فإنهم قالوا: ليس له أن يشهد على خط نفسه، والظاهر الجواز إذا وثق به وقلد المخالف، ويدل عليه تصحيح النووي قبولَ شهادة الشاهد على ما لا يعتقده؛ كالشافعي يشهد بشفعة الجوار. وذكر من الفروع: أن الحنفي إذا حكم للشافعي بشفعة الجوار، هل يجوز له أم لا؟ فيه وجهان أصحهما: الحِلّ، وهذه المسألة تشكل على قاعدتهم في كتاب الصلاة أن الاعتبار بعقيدة الإمام لا المأموم. محاضر بقسم أصول الفقه بكلية الشريعة - الرياض * نقلا عن موقع المسلم بتصرف