تفسير وما أتاكم الرسول فخذوه - مقال

فالاختلاف يجب الحذر منه، إلا لما لا بدَّ منه عند اختلاف الاجتهاد وخفاء الدليل؛ فقد يظهر لهذا قول، ولهذا قول، لكن مع الإنصاف، ومع تحري الحق، ومع عدم الظلم في النزاع، كل يُبدي ما لديه من الأدلة الشرعية مع الإنصاف، ومع الحلم، ومع عدم سوء القول، هكذا المؤمنون إذا تنازعوا كل واحدٍ يُنصف أخاه، ويتحرى الحقَّ من دون تعنتٍ في الكلام أو سُوء أدبٍ مع أخيه، فيُفضي ذلك إلى الشَّحناء والعداوة: فإنما أهلك مَن كان قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافُهم على أنبيائهم. وفَّق الله الجميع. س: ما حكم السؤال على الحوادث قبل وقوعها؟ ج: إذا كانت تُهمه ويخشى منها يسأل عنها؛ لأنَّ هذا قبل في عهد النبي ﷺ، أما الآن فاستقرت الأمور، فيسأل عمَّا يحتاج إليه، أما في عهد النبي ﷺ فنُهِيَ: لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101]، فيسكت إلا عمَّا أهمه، عمَّا وقع فيه، أما الآن فقد استقرت الشريعةُ والحمد لله، استقرت الواجبات والمحرَّمات، فإذا سأل عمَّا يخشى أن يقع فيه أو عمَّا يخفى عليه من الواجبات يقصد الحقَّ فلا بأس؛ لأنَّ الشريعة استقرت والحمد لله. القاعدة الرابعة والأربعون: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) | موقع المسلم. س: هل يدخل في هذا الحديث مَن يسأل عن الماء أو الفراش هو نجس أو طاهر؟ ج: إذا كان عن تعنتٍ لا يسأل، أما إذا كانت فيه شبهة يسأل، أما إذا كان ما فيه شبهة فهذا من الوسوسة، فالأرض طاهرة، والأصل في الماء الطهارة إلا ما عُلمت نجاسته، فإذا كانت هناك أسباب تدعو إلى السؤال سأل، لا بأس، من غير تعنتٍ، إذا كانت حوله نجاسة أو أشياء من الصبية الذين قد يلعبون بها، وما أشبه ذلك.

وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه

[٦] [٧] ثمرات اتّباع السنة النبوية أمر الله -تعالى- باتّباع سنة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وجعل اتّباع السنة الشّريفة من اتّباع القرآن الكريم ، حيث إنّ من ثمرات اتّباع السنة النبوية: [٨] الوصول إلى محبّة الله تعالى، فاتّباع السنّة سبيل للتقرّب إليه، وقال ابن القيّم -رحمه الله- في ذلك: (ولا يحبك الله إلّا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً، وصدّقته خبراً، وأطعته أمراً، وأجبته دعوةً، وآثرته طوعاً، وفنيت عن حكم غيره بحكمه، وعن محبة غيره من الخلق بمحبته، وعن طاعة غيره بطاعته، وإن لم يكن ذلك فلا تتعنّ، وارجع من حيث شئت، فالتمس نوراً فلست على شيء). نيل معيّة الله تعالى. إجابة الدّعاء، فمَن تقرّب إلى الله -تعالى- بالنّوافل نال محبّته، ومن نال المحبّة نال إجابة الدّعاء ، وممّا يؤكّد ذلك قول الله -تعالى- في الحديث القدسي الصحيح: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه) ، [٩] فكلّ الرّفعة والمكان العظيم عند الله -تعالى- يبلغه المسلم باتّباع سنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

وما آتاكم الرسول فخذوه كتاب للدكتور أحمد المزيد يوضح فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لنا ليكون قائدنا ومعلمنا ومخرجنا من الظلمات إلي نور الإسلام فيجب علينا أن نتبعه في كل ما بلغ عنه