[الترمذي] قد تتوالى المصائب والمحن على المرء... فلا يصحو من مصيبة الا والاخرى متشبثة بها!! وقد لا يرى الفرح والسرور الا نادرا. نعم قد تتكالب المصائب على الانسان وتتوالى عليه مجتمعة و ربما يفقد المرء معها توازنه بعض الشي, ولكن الإنسان المؤمن مهما تكاثرت عليه الشدائد والمحن,, نجده واثق برحمة ربه عز وجل متوكل عليه, متيقن من إنفراج الشدة وزوالها حتى في أشد الظروف,, قال الشاعر: ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى -- ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها -- فرجت وكنت أظنها لا تفرج والمسلم لاينسى أن العطاء قد يكون في المنع وأن وراء كل محنة منحة, ونحن نعلم يقينا ان الله سبحانه لم يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا. فمهما كان الإبتلاء شديداً فلا بد أن يكون وراءه خيراً كثيراً.. قد تخفى علينا الحكمة منه ولا نعلم بذلك إلا بعد مرور تلك الشدة والإبتلاء وخير مثال على ذلك قول ابن القيم رحمه الله حين تحدث عن أناس وجدوا في المصائب جمالا!! ولرب نازلة يضيق لها الفتى - ويكي مصدر. كما وجدوها في النعم حيث أن الكل من الله سبحانه وتعالى.. قال رحمه الله: وكل ما يصدر عن الله جميل وإذا كنا لا نرى الجمال في المصيبة,, فلا بد أن نتأمل قصص موسى عليه السلام مع الخضر في سورة الكهف ، ونتأمل كيف كان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار في قرية السوء شرا محضا في نظر النبي موسى عليه السلام, وكيف ظهرت له مواطن الجمال في أفعال الله بعد معرفة الحقائق والحكم التي وراء الابتلاء!!
وقال ابن عقيل: وسمعت امرأة تقول من هذا (الكان والكان) وكان كلمة بقيت في قلقها مدة: كم كنت بالله أقل لك... لذا التواني غائلة وللقبيح خميرة... تبين بعد قليل قال ابن عقيل: فما أوقعه من تخجيل على إهمالنا لأمور غدا تبين خمائرها! 268 - المتنبي الأول في (المختلف والمؤتلف) للآمدي: كان الأخطل الضبعي شاعراً، وادعى النبوة، وكان يقول: لمضر صدر النبوة ولنا عجزها. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها - اقتباسات الإمام الشافعي - الديوان. فأخذه عمر بن هبيرة فقال ألست القائل: لنا شطر هذا الأمر قسمة عادل... متى جعل الله الرسالة تُرْتَبا قال: وأنا القائل: ومن عجب الأيام إنك حاكم... علي، وأني في يديك قصير قال: أنشدني شعرك في الدجال. قال أغرب ويلك!
ولكن لم يمنع هذا الأمل وحسن الظن كعبًا (رضي الله عنه) من الاهتمام بعواقب الأمور وما قد تؤول إليه لو لم يكن الفرج قريبًا؛ إذ خشي على نفسه الفتنة وخاف أن يموت دون أن يصلي عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون، وبذلك نعلم أن في الموازنة خيرًا بين حسن الظن والنظر في العواقب. لقد ضاقت نفس كعب (رضي الله عنه) عليه وضاقت عليه الأرض بما رَحُبَتْ وكان جالسًا يصلي صلاة فجر صُبح الليلة الخمسين فسمع مناديًا ينادي بتوبة الله (عز وجل) عليه، وذهب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتلقَّاه الناس بالتهنئات والمُباركات وعمَّ الفرح المجتمع الإسلامي بأسره كما لو أنه يوم عيد، ونجا كعب (رضي الله عنه) بصدقه، ولو أنه كذِب كما كذب أهل النفاق لهلك. الفكرة من كتاب إلى من ضاقت عليه نفسه تشتد الأزمات والصعاب على نفس الإنسان، ولربما كان اليأس أقرب إليه من شِراك نعله مع تجذُّر الهشاشة النفسية في النفوس حاليًّا، وقد يهرب الناس من الصدق إلى الكذب فرارًا من عواقب الصدق دون اعتبار لقيمة الصدق ومحاسن عواقبه الأخرى، وقد يجد بعضهم في المصائب كل الشر وأنه ما من خير فيها قط، وبعضهم يُقعِده الخطأ عن مواصلة المسير، ولو عددنا ما يعتري الإنسان في مواجهة الصعاب لاحتاج ذلك إلى مجلدات، ولكننا في هذا الكتاب نجد تجربة عجيبة للصحابي كعب بن مالك (رضي الله عنه) حدَّث بها كيف بدأت؟ وإلى أي شيء انتهت؟ وقد نُقِلت إلينا لنستفيد منها ونتعلَّم الدروس.
فلما استَحكَمَت حلَقاتُها فُرِجَت بعد مضي أربعين ليلة على هجر المجتمع الإسلامي للثلاثة المخلَّفين عن الغزوة أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) رسولًا إلى كعب وصاحبيه (رضي الله عنهم) يبلغهم أن عليهم اعتزال زوجاتهم في الفِراش، ففعل كعب (رضي الله عنه) ذلك وألحق امرأته بأهلها وامتثل الثلاثة (رضي الله عنهم) لذلك الأمر الذي وصفه ابن القيم (رحمه الله) بأنه بشارة الفرج والفتح لسببين: الأول أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسل إليهم من يكلمهم بعد أن كان لا يكلمهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بنفسه أو بواسطة رسله، والسبب الثاني أن اعتزالهم النساء إرشاد لهم للتفرُّغ للعبادة والاستعداد لقرب الفرج. الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة حمله الآن 😎 جوجل بلاي -- أبل ستور ولم ييأس الصحابي كعب بن مالك (رضي الله عنه) رغم تطوُّر العقوبة واشتداد الأزمة، فما زاد على أن قال لامرأته: "الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر"، ما ينم عن حسن ظنه بربه والأمل في الفرج خلافًا لما يفعله أكثر الناس اليوم من استغراق في اليأس حتى يتملَّك منهم.
، ولما انتهى الربيع وأتى الصيف بجفافه وقحطه ، تشققت الأرض ، وبدأ البدو يرتحلون بحثًا عن الماء والكلأ حتى وصلوا للدحول ، والدحول هي حفر في الأرض توصل إلى أبار مائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو. ولما دخل ابن جدعان الدحل ، غاب فيه ولم يخرج حيث تاه عن باب الخروج ولم يعرف له منفذًا ، وكان له أبناء ثلاثة يتظرون بالخارج ، ظلوا يومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا: لعل ثعبانًا لدغه ومات ، وقد أتى هذا الأمر على هواهم ؛ فقد كانوا ينتظرون موته طمعًا في تقسيم التركة والمال. وبالفعل ذهبوا إلى المنزل وقسموا التركة بينهم ، وقال أوسطهم لأخويه: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجارنا ، إنه لا يستحقها ، فلنستردها منه هي وابنها ونعطيه عوضًا عنها بعيرًا أجربًا ، وذهبوا إلى الرجل الفقير وقرعوا عليه الباب ، وطالبوه بالناقة ، فقال لهم: إن أباكم أهداها لي ، أتعشى وأتغدى من لبنها ، فقالوا له: أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وإلا سنسحبها الآن عنوة ، وإليك هذا الجمل بدلًا منها! فقال الرجل الذي لا حول له ولا قوة: أشكوكم إلى أبيكم ، قالوا: اشكِ إليه فإنه قد مات!! فتعجب الرجل كيف مات ؟ ولما لم يدري بموته ؟ فقالوا: دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج ، فقال لهم: اذهبوا بي إلى هذا الدحل ، ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد منكم شيئًا ، فلما ذهبوا به إلى موضع الدحل ، ورأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الكريم ، ذهب وجاء بحبل وأشعل به شعلةً ثم ربطه خارج الدحل ، ونزل يزحف على ظهره حتى وصل إلى مكان يشم به رائحة الرطوبة.
ليس هناك انفصال بين الأمثال الشعبية والواقع الذي نعيشه ، فالأمثال الشعبية هي نتاح خبرات الناس المتوارثة منذ القدم ، وتلك المقولة ارتبطت بقصة غريبة حدثت منذ أكثر من مائة سنة ، وقد كان عمل الخير وصنع المعروف بطلها ، وشاركه الوفاء كرٍد للجميل.