معنى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

هذا هو الحق المبين، أن نعبد الله كما يُحبُّ أن يعبد، وفق أوامره سبحانه وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. لقد فرض الله على كل مسلم أن ينظر في كل عمل يأتيه، وأن يعرف قبل القيام بالفعل حكم الشرع فيه لأن الله سبحانه سائله عنه ( فوربك لنسئلنهم أجمعين @ عما كانوا يعملون) [الحجر]، ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) [يونس/61] ومعنى إخباره سبحانه عباده أنه شاهد على أعمالهم هو أنه محاسبهم عليها وسائلهم عنها. فالواجب على كل مسلم أن يتقيد بأوامر الله وأوامر رسوله لا يحيد عنها أو يتجاوزها. وهذه الآية الكريمة تبين وجوب الالتزام بشرع الله، وعدم تقدمه بشيء: 1 – ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ). لا تقدموا: لا تتقدموا، من قدَّم بمعنى تقدَّم. بين يدي الله ورسوله: قبل أمر الله وأمر رسوله، سابقاً لأمر الله ورسوله. على نحو ( مصدقاً لما بين يدي من التوراة) [الصف/6] أي مصدقاً للتوراة التي جاءت قبلي (التي سبقتني). لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. ويكون معنى الآية أن لا تسبقوا – أيها المؤمنون – أمر الله وأمر رسوله بقول أو فعل، فلا تقدموا بفعل أو قول إلا وفق أمر الله وأمر رسوله.

  1. لا تقدموا بين يدي الله ورسوله(الحجرات1) - ملتقى الخطباء
  2. لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

لا تقدموا بين يدي الله ورسوله(الحجرات1) - ملتقى الخطباء

نتوقف اليوم أمام سورة أخرى اخترت أن نتأمل معانيها ونطبقها على واقعنا المعاصر وهي سورة الحجرات. وهي سورة مدنية نزلت في المدينة المنورة وهي ثماني عشرة آية يقول تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم) (1) (يا أيها الذين آمنوا) تصدير لخطاب بالنداء لتنبيه المخاطبين على أن ما في حيزه أمر خطير يستدعي مزيد اعتنائهم عليه ووازع عن الإخلال به (لا تقدموا) أي لا تفعلوا التقديم بحق المقام لإفادته النهي عن التلبس بنفس الفعل الموجب لانتفائه بالكلية المستلزم لانتفاء تعلقه بمفعوله بالطريق البرهاني. وقوله تعالى (بين يدي الله ورسوله) تهجينا لما نهوا عنه والمعنى لا تقطعوا أمرا قبل أن يحكما به وقيل المراد بين يدي رسول الله وذكر الله تعالى لتعظيمه والإيذان بجلالة محله عنده عز وجل، قيل نزل فيما جرى بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لدى النبي صلى الله عليه وسلم في تأمير الأقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد (واتقوا الله) في كل ما تأتون وما تذرون من الأقوال والأفعال التي في جملتها ما نحن فيه (إن الله سميع) لأقوالكم (عليم) بأفعالكم فمن حقه أن يتقي ويراقب.

لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

[/font][font="] [/font][font="]مرَّة سألوا إنسانا: ما رأيك في التعامل بالربا ؟ أجاب إجابة فقال: هل يُعقَلُ أن يكون لي رأيٌّ في هذا الموضوع وقد حرمه الله عزَّ وجل ؟ والله إجابة رائعة جدا، وهل يعقل أن يكون لي رأي مع القرآن الكريم ؟ هذا هو الإيمان، الله عزَّ وجل حكم في هذا الموضوع. [/font] [font="]مثال ثان: في آية الخمر يقول الله تعالى: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل منتهون) آية صريحة في تحريم شرب الخمر، لا تطرح البديل فتقول: أنا عندي مشاكل وهموم وغموم وأضطر أن أشرب الخمر لكي أنسى المشاكل، فإذا انطلقت من هذا المبدإ فقد قدمت بين يدي الله ورسوله، ونتيجة هذا التقديم ما نراه في واقعنا من كثرة حوادث السير وكثرة السرقات وتخريب البيوت وتشتيت الأسر، وانتشار البغي والتعدي والجرائم بسبب شرب الخمور. [/font] [font="]مثال ثالث: يقول الله تعالى في آية الحجاب (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) يجب على المرأة أن تغطي جميع جسدها ما عدا وجهها وكفيها، لا تقل المرأة أنا سأبدي مفاتني وجمالي لكي يتقدم إلى الخطاب، فإذا فعلت ذلك فقد قدمت بين يدي الله ورسوله، ونتيجة هذا التقديم، أصبحت المرأة اليوم ضحية الأيادي الفاسدة، والذئاب الجائعة.

[/font] [font="] فهذا بعض ما يُفْهَم من هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[/font] [font="]إن تكلَّمت بكلام يخالف اتجاه القرآن الكريم فالله سميع، وإن سكت وأضمرت ذلك في قلبك فالله عليم.