أعلام المسلمين: موسى بن نصير - منتديات كرم نت

فتوحات موسى بن نصير في الأندلس لما ضمن موسى بن نصير ولاء أهل المغرب واستمساكهم بدعوة الإسلام، أخذ يُعِدُّ العدَّة لغزو جديد، وبينما هو يُفَكِّر في هذا الأمر إذ جاءه رسول من قِبَل طارق بن زياد والي طَنْجَة يُخبره بأن يُوليان حاكم سبتة عرض عليه أن يتقدَّم لغزو إسبانيا، وأنه على استعداد لمعاونة العرب في ذلك، وتقديم السفن اللازمة لنقل الجنود المسلمين، وبعث موسى إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك يستشيره، فردَّ عليه الخليفة بقوله: «خضها أولًا بالسرايا -يعني بقلة من الجنود- حتى ترى وتختبر شأنها، ولا تُغَرِّر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال». فأرسل موسى رجلاً من البربر يُسَمَّى طريف بن مالك في مائة فارس وأربعمائة رجل، وركب هو وجنوده البحر في أربعة مراكب، حتى نزل ساحل الأندلس، فأصاب سبيًا كثيرًا ومالاً وفيرًا، ثم رجع إلى المغرب غانمًا سالمًا، وفي شهر رجب من عام (92هـ= 710م) جهَّز موسى جيشًا خليطًا من العرب والبربر؛ تعداده سبعة آلاف جندي بقيادة طارق بن زياد، وانطلق طارق بالجيش إلى أن وصل سبتة، وهناك خطَّط لعبور المضيق، وفي اليوم الخامس من شهر رجب سنة 92 هـ، الموافق شهر أبريل سنة 710م -وبفضل الله- كانت آخر دفعة من الجنود بقيادة طارق تعبر المضيق، الذي حمل اسم طارق بن زياد منذ ذلك الوقت.

من طموحات موسى بن نصير بعد فتح الأندلس

فتوحات موسى بن نصير في شمال إفريقيا بعد تعيين موسى بن نصير –رحمه الله- واليًا على شمال إفريقية تمكَّن في زمن قصير من تجهيز جيش إسلامي قوي قادر على النصر، وسار برجاله، ووقف بينهم خطيبًا، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: « إنما أنا رجل كأحدكم، فمَنْ رأى مني حسنة فليحمد الله، وليحضَّ على مثلها، ومَنْ رأى منِّي سيئة فليُنكرها، فإني أُخطئ كما تُخطئون، وأُصيب كما تُصيبون ». ثم انطلق موسى بجيشه نحو المغرب ؛ حيث تزعزع الأمن هناك برحيل الأمير السابق حسان بن النعمان، وقيام البربر بالعديد من الغارات على المسلمين. واستطاع موسى بن نصير أن يهزم قبائل البربر التي خرجت عن طاعة المسلمين، ولمَّا وصل إلى مدينة القيروان ، صلَّى بالجند صلاة شكرٍ لله على النصر، ثم صعد المنبر وخطب قائلاً: « وايم الله! لا أُريد هذه القلاع والجبال الممتنعة حتى يضع الله أرفعها، ويذلَّ أمنعها، ويفتحها على المسلمين بعضها أو جميعها، أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ». وانتشرت جيوش موسى بن نصير في شرق المغرب وشماله تفتح كلَّ ما يُصادفها من الحصون المنيعة؛ حتى أخضع القبائل التي لم تكن قد خضعت بعدُ للمسلمين. وتطلَّع موسى إلى فتح طنجة التي كانت تحت سيادة الأمير الرومي يوليان، فانطلق من قاعدته في القيروان بجيش كبير تحت قيادة طارق بن زياد ، حتى وصل إلى طنجة فحاصرها حصارًا طويلاً وشديدًا حتى فتحها، وأقام للمسلمين مُدنًا جديدة فيها، وأسلم أهلها، وبعث موسى لصديقه عبد العزيز يُبَشِّره بالفتح، وأن خُمس الغنائم قد بلغ ثلاثين ألفًا، وجاءت الرسل إلى الخليفة في دمشق تزفُّ إليه خبر النصر، ففرح فرحًا شديدًا لانتصارات موسى، وكافأه على انتصاراته.

موسى ابن نصير

ولم يمضِ أربعون يومًا على ذلك حتى مات الوليد بن عبد الملك، وتولَّى الخلافة أخوه سليمان بن عبد الملك، ومن يومها بدأت متاعب موسى بن نصير؛ فقد أراد سليمان أن يُعاقب موسى بن نصير لخلافٍ بينهما، فأمر به أن يظلَّ واقفًا في حرِّ الشمس المتوهِّجَة، وكان قد بلغ الثمانين من عمره، فلمَّا أصابه حرُّ الشمس وأتعبه الوقوف سقط مغشيًّا عليه، وبعدها اندفع موسى يقول في شجاعة مخلوطة بالأسى للخليفة سليمان بن عبد الملك: «أما والله يا أمير المؤمنين ما هذا بلائي ولا قدر جزائي». وفاة موسى بن نصير عاش موسى بن نصير في دمشق وهو راضٍ عما نزل به من قضاء الله، وندم سليمان على ما فعله في حقِّ موسى، وكان يقول: «ما ندمتُ على شيء ندمي على ما فعلته بموسى». وأراد سليمان أن يُكَفِّر عن ذنبه، فاصطحب موسى بن نصير معه إلى الحج في سنة (97هـ=715م)، وقيل: سنة (99 هـ= 718م)، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في أثناء الرحلة، وفرح شيخ المجاهدين بلقاء ربه؛ بعدما قضى أعوامًا رفع فيها راية الجهاد.. فسلامٌ عليك يا شيخ المجاهدين. المصدر: موقع قصة الإسلام الرابط المختصر:

موسى بن نصير موسى بن نصير هو أبو عبد الرحمن موسى بن نصير بن عبد الرحمن زيد، نشأ موسى بن نصير في دمشق، أوكل إليه معاوية مَهمّة فتح البحر فوصل إلى قبرص وبنى فيها حصونًا ضخمة، وقال عنه الذهبيُّ:"الأمير الكبير أبو عبد الرحمن اللخمي متولِّي إقليم المغرب وفاتح الأندلس، قِيلَ: كان مولى امرأة من لخم وقيل ولاؤه لبنيِّ أميَّة وكان أعرج مهيبًا ذا رأي وحزمٍ"، ولد موسى بن نصير عام 640 وتوفِّي عام 716م، حكم ولاية شمال إفريقيا في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وإليه يُنسب فتح الأندلس مع طارق بن زياد ، وهذا المقال سيلسِّط الضوء على أصل موسى بن نصير وولايته لإفريقيا. [١] أصل موسى بن نصير كثيرة هي الروايات التاريخية التي تحدَّثت عن أصل موسى بن نصير، وقد اختلفت هذه الروايات في نسب موسى وأصله، فبعض الروايات تقول إنَّ والد موسى بن نصير من قبيلة لخم وهو من موالي هذه القبيلة، عمل في حرس معاوية بن أبي سفيان في الشام، وقيلَ كان أحد عناصر الشرطة عند معاوية بن أبي سفيان في فترة خلافة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-، وتقول روايات أخرى إنَّ موسى يرجع في أصله إلى قبيلة بكر بن وائل العربية المعروفة، وأنَّ نصير والد موسى هو أحد الأسرى الذين قام خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بأسرهم في معركة عين تمر عام 12 للهجرة.