اول غزوة للرسول

[٧] أما الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله فقد فسّر الروايات السابقة بطريقةٍ منطقية بأنَّ الذين ذكروا لها عدداً كبيراً كتسعةٍ وعشرين؛ إنما اعتبروا جميع الوقائع التي سبقت الغزوات الكبرى وقائع وغزوات منفردة، حتى إن كانت قريبةً من بعضها البعض من حيث الفترة الزّمنية، أمّا من أشار إلى أنَّ غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كان عددها أقلَّ فيرى أنّهم جمعوا كلَّ غزوتين متقاربتين في الفترة الزمنيّة فاعتبروهما غزوةً واحدة، مثل: غزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، وغزوة حُنين، والطائف. أمّا السّرايا التي بعثها النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقد كان عددها كبيراً جداً أكثر من عدد الغزوات، وقد اختلف أهل العلم في عددها أيضاً، فمنهم من يرى أنّها بلغت الأربعين سريَّة، ومنهم من عدّها سبعين أو أكثر، يقول ابن حجر: (وقرأت بخطّ مغلطاي أنّ مجموع الغزوات والسّرايا مائة).

ماهي اول غزوة للرسول

[٤] المراجع ↑ "(أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا)" ، ، 23-1-2007، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2017. بتصرّف. ↑ "الهجرة النبوية الشريفة" ، ، 5-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2017. بتصرّف. ↑ سورة الحج، آية: 39-40. ^ أ ب راغب السرجاني (20-4-2014)، "حروب النبي مع المشركين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2017. ↑ "تعريف ومعنى الغزو " ، معجم المعاني الجامع ، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2017. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 3949، متفقٌ عليه. ^ أ ب "عدد غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - وسراياه" ، إسلام ويب ، 7-7-2000، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2017. بتصرّف. ↑ الأستاذ الدكتور راغب السرجاني (7-12-2014)، "غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم" ، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2017. بتصرّف.

وقد اختُلف في وقتها، فعند ابن إسحاق هي بعد بني النّضير، في سنة أربع للهجرة، في شهر ربيع الآخر، وبعض جمادى، وأمّا عند ابن سعد وابن حبان فهي في الشّهر المحرّم، في سنة خمس للهجرة. وقد مال البخاري إلى أنّها كانت بعد غزوة خيبر؛ وذلك لأنّ أبا موسى قد شهدها، وهو إنّما جاء من الحبشة بعد غزوة خيبر، وذلك في سنة سبع، فلزم أنّها كانت بعد غزوة خيبر. ولمّا بلغ الرّسول - صلّى عليه وسلّم - أنّ المشركين قد جمعوا الجموع، خرج في ليلة السّبت، وذلك لعشر أيّام خلون من الشّهر المحرّم، وذلك في أربع مئة من أصحابه، ويقال: في سبع مئة، وقد استخلف على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل: أبا ذرّ رضي الله عنه. قال في شرح المواهب:" وسار - صلّى الله عليه وسلّم - إلى أن وصل وادي الشّقرة، فأقام فيها يوماً، وبعث السّرايا، فرجعوا إليه من الليل، وخبّروه: أنّهم لم يروا أحداً، فسار حتّى نزل نخلا، بالخاء المعجمة: موضع من نجد، من أرض غطفان ". قال ابن إسحاق:" فلقي جمعاً منهم، فتقارب النّاس، ودنا بعضهم من بعض، ولم يكن بينهم حرب، وقد أخاف النّاس بعضهم بعضاً، حتّى صلّى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم - بالنّاس صلاة الخوف "، قال الزرقانيّ:" وكان في صلاة العصر، كما رواه البيهقي عن جابر، ثمّ انصرف النّاس، وكان ذلك أوّل ما صلاها "، قال في روض النّهاة:" وممّا تخالف به غيرها من الحكم أنّه لا سهو فيها "، وكانت غيبته - صلّى الله عليه وسلّم - في هذه الغزوة خمس عشرة ليلةً، وقد بعث النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - جعال بن سراقة بشيراً بسلامته وسلامة المسلمين.