يزيد بن معاوية نشأته وولادته ووفاته ، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقلت الخلافة النبوية الى فترة الخلافة الراشدين والتي قد تولوا فيها الحكم وإدارة أمور المسلمين ، وكانت فترة حكم الخلفاء الراشدين من افضل فترات حكم المسلمين التي تم فيها تطبيق شرع الله وأوامره واجتناب نواهيه. وقد تم ذلك حتي وفاة الأمام على بن أبي طالب رضي الله عنه اخر الخلفاء الراشدين. • وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحكم في بلاد المسلمين سوف يتحول من فترة الخلافة الراشدة إلى فترة الفساد والصراع على السلطة ، كما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأمة الإسلامية بعد ذلك سوف تبتعد عن دينها. وقد قام الحسن بن على رضي الله عنه بالتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان بعد وفاة الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه. • وقد بدا تحول فترة الحكم من المشورة والخلافة الراشدة إلى السعي لتوريث السلطة وللحكم الملكي بعد تولى معاوية بن ابي سفيان. فقام معاوية بن أبي سفيان بالإرسال إلى البلاد الاخري لبيعة ابنه يزيد لتولي الحكم من بعده ومن المسلمين من بايعه ومنهم من راي أن الخلافة الإسلامية يجب ان تقوم على المشورة وان يزيد بن معاوية لا يصلح لتولي الحكم نظرا لوجود من هو افضل منه.
نشأة يزيد بن معاوية عند التعريف به؛ فهو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ابنه الأكبر خالد؛ فكان يُنادى بأبي خالد، وترجّح الأقوال بأن ولادته كانت بإحدى السنوات التالية؛ 25 أو 26 أو 27، وبويع على الخلافة قبل وفاة أبيه، التي صادفت في منتصف شهر رجب عام 60، وأمه هي ميسون بنت مخوّل بن أنيف بن دلجة بن نفاثة بن عدي بن زهير بن حارثة الكلبي، وقد رأت ابنها في المنام، وهي حامل به، وكان الخليفة معاوية بن سفيان حينها، أنه خرج خرج قمراً منها، وقصت هذه الرؤية على أمها؛ فقالت لها: إن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له بالخلافة. وصف يزيد بن معاوية على لسان عبد الملك بن مروان وابنه خالد؛ أنه عظيم الجسم وكثير اللحم، وكثير الشعر وضخم الهامة، وجميلاً وطويلاً. بيعة يزيد بن معاوية وخلعه بايع خلفية المسلمين، سفيان بن معاوية، ابنه يزيد قبل وفته، وذلك بعدما جمع الناس وخطب فيهم، مشيراً إلى تسليم الخلافة إليه، وممجداً أخلاقه الحميدة، مبيناً ما هو أهلٌ له، فبايعه أهل الشام، ثم بُعث إلى أهل المدينة وقاموا بمبايعته، باستثناء ابن الزبير، فلم يبايعه ولم يدعُ إلى نفسه، والحسين بن علي، الذي كتب له أهل الكوفة يدعونه للخروج إليهم لمبايعته، وقد أبى كلّ منهما مبايعة يزيد وخرجا متوجهين إلى مكة.
وقد انتشرت الاقاويل حول مقتله فبعض الناس يرون انه قد قتل بواسطة احد الرجال انتقاما لمقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ومنهم من يقول انه قد توفي وفاة طبيعية. وقد توفى في يوم 15 من شهر ربيع الاول عام 64 هجري وهو يوافق يوم 11 من شهر نوفمبر عام 683 ميلادي. كتب عن يزيد • قيد الشريد من أخبار يزيد ومن قام بكتابته شمس الدين بن طولون وكتاب سؤال في يزيد بن معاوية وهو من تأليف ابن تيمية ومن هذه الكتب كتاب صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية دراسة نقدية وهو من تأليف: فريال بنت عبد الله الهديب. كما تضمنت الكتب كتاب مواقف المعارضة في خلافته وهو من تأليف محمد بن عبد الهادي الشيباني. ومن الكتب أيضا كتاب يزيد بن معاوية: فرع الشجرة الملعونة في القران من تأليف: أبو جعفر المكي. • ومن هذه الكتب كتاب يزيد في محكمة التاريخ تأليف: جواد القزويني ومن ضمن الكتب التي تم إصدارها كتاب شعر يزيد بن معاوية جمع: صلاح الدين المنجد. كما أن منها كتاب جزء في فضائل يزيد من تأليف: عبد المغيث بن زهير الحنبلي وكتاب الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد من تأليف أبو الفرج بن الجوزي. كما أن الكتب تضمنت كتاب الفتنة الثانية في عهده من تأليف الدكتورة بثينة بن حسن.
وخرج القراء والخوارج بالبصرة وعليهم نافع بن الأزرق، وطردوا عنهم عبيد الله بن زياد بعدما كانوا بايعوه عليهم حتى يصير للناس إمام، فأخرجوه عنهم، فذهب إلى الشام بعد فصول يطول ذكرها. وقد بايعوا بعده عبد الله بن الحارث بن نوفل المعروف ببَّة، وأمه هند بنت أبي سفيان، وقد جعل على شرطة البصرة هميان بن عدي السدوسي، فبايعه الناس في مستهل جمادى الآخرة سنة أربع وستين. وقد قال الفرزدق: وبايعت أقواما وفيت بعهدهم * وببة قد بايعته غير نادم فأقام فيها أربعة أشهر ثم لزم بيته، فكتب أهل البصرة إلى ابن الزبير إلى أنس بن مالك يأمره أن يصلي بالناس، فصلى بهم شهرين، ثم كان ما سنذكره. وخرج نجدة بن عامر الحنفي باليمامة، وخرج بنو ماحورا في الأهواز وفارس وغير ذلك على ما سيأتي تفصيله قريبا إن شاء الله تعالى.