ففي هذه الآيات وما جاء في معناها الدلالة على أنه سبحانه خلق هذه الأشياء بهذا التنظيم وبهذه المدة المعينة ليبلو عباده ويختبرهم أيهم أحسن عملا، ما قال أكثر عملا قال: أحسن، فالاعتبار بالإتقان والإكمال والإحسان لا بالكثرة [1]. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (28/100). فتاوى ذات صلة
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) القول في تأويل قوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قال أبو جعفر: وقوله: " الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا " من نعت " أولي الألباب " ، و " الذين " في موضع خفض ردًّا على قوله: لأُولِي الأَلْبَابِ. ان في خلق السموات والارض ال عمران سورة. * * * ومعنى الآية: إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذاكرين الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم= يعني بذلك: قيامًا في صلاتهم، وقعودًا في تشهدهم وفي غير صلاتهم، وعلى جنوبهم نيامًا. كما:- 8354 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: " الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا " الآية، قال: هو ذكر الله في الصلاة وفي غير الصلاة، وقراءة القرآن. 8355 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم " ، وهذه حالاتك كلها يا ابن آدم، فاذكره وأنت على جنبك، يُسرًا من الله وتخفيفًا.
وورد في فتح القدير للشوكاني: "أن الفطور: تعني الشقوق والتصدع والخروق، كما ورد فيه الفروج: تعني الفتوق والشقوق والصدوع". ♦ وفي سورة الذاريات ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ﴾ [الذاريات: 7]، أقسم الله بالسماء ذات الحبك، لأهمية القسم به، فما معنى الحبك؟ الحُبُك: كما ورد في القاموس المحيط: "الشدة والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب، والبناء الوثيق القوي، وحَبَك الثوبَ: إذا أتقن صُنْعَه"، وفي تفسير ابن كثير عن ابن عباس "الحبك: ذات الجمال والبهاء والحسن والاستواء، وفيه أيضًا عن الضحاك والمنهال بن عمرو وغيرهما: مِثْلُ تجعُّد الماء والرمل والزرع إذا ضرَبَتْه الريح، فينسج بعضه بعضًا طرائق طرائق، فذلك الحُبُك".
وقد صنف الناس في الرياح والمطر والأنواء كتبا كثيرة فيما يتعلق بلغاتها وأحكامها ، وبسط ذلك يطول هاهنا ، والله أعلم]. ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار | المرسال. ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض) [ أي: سائر بين السماء والأرض] يسخر إلى ما يشاء الله من الأراضي والأماكن ، كما يصرفه تعالى: ( لآيات لقوم يعقلون) أي: في هذه الأشياء دلالات بينة على وحدانية الله تعالى ، كما قال تعالى: ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) [ آل عمران: 190 ، 191]. وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو سعيد الدشتكي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: أتت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد إنما نريد أن تدعو ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ، فنشتري به الخيل والسلاح ، فنؤمن بك ونقاتل معك. قال: " أوثقوا لي لئن دعوت ربي فجعل لكم الصفا ذهبا لتؤمنن بي " فأوثقوا له ، فدعا ربه ، فأتاه جبريل فقال: إن ربك قد أعطاهم الصفا ذهبا على أنهم إن لم يؤمنوا بك عذبهم عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين.