من جمع القران في كتاب واحد

وهناك جمع ثالث ثم في خلافة عثمان رضي الله عنه ، وهو جمع الناس على مصحف واحد ، وحرف واحد من الأحرف التي نزل بها القرآن ، واعتماد هذا المصحف العثماني الأم. فإنه لما تنازع الناس في القرآن واختلفوا ، فهذا يقرأ بقراءة أبي بن كعب ، وهذا يقرأ بقراءة ابن مسعود ، استشار عثمان الصحابة رضي الله عنهم في جمع الناس على مصحف واحد.

من هو اول من جمع القران

بعد الإجماع على هذا الرأي طلب عثمان بن عفان المصحف الذين كتب في عهد أبي بكر - وكان عند حفصة - فأمر زيد بن ثابت، وعبدالله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (انظر صحيح البخاري رقم (4702) باب جمع القرآن، 4/1908)، ".. فنسخوا منه سبع نسخ أرسلها إلى حواضر المسلمين: مكة المكرمة، والشام، والبصرة، والكوفة، واليمن، والبحرين، وأبقى عنده نسخة في المدينة المنورة.. متى تم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد؟ :: السمير. " (انظر مباحث في علوم القرآن لمناع القطان، ص134) وأرسل مع كل نسخة قارئاً؛ يعلم الناس القرآن على الحرف الذي جمعوا القرآن عليه (وهو حرف قريش)، وأمر بحرق ما سواه من المصاحف الخاصة التي تخالفه. كان هذا الجمع والإرسال عام خمسة وعشرين للهجرة، ويسمى المصحف الذي جمعه عثمان بالمصحف الإمام؛ لأن الناس رجعوا إليه، وأخذوا بما فيه عند الاختلاف في وجوه القراءات. ويسمى الخط الذي كتب به المصحف بالرسم العثماني نسبة إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقد أجمع الصحابة على صنع عثمان بن عفان رضي الله عنه في هذا الجمع وأثنوا عليه في ذلك؛ لأنه قطع دابر الفتنة والخلاف في القرآن الكريم. الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان: هنالك فرق بين الباعث للجمع، وفرق في كيفية الجمع: أ‌) فالباعث على الجمع في عهد أبي بكر كان خشية ذهاب شيء من القرآن بذهاب حملته، وضياع شيء من القطع المكتوب عليها القرآن، أما الباعث على الجمع في عهد عثمان فهو كثرة الاختلاف في وجوه القراءة وخوف الفتنة بين المسلمين.

من جمع القرآن الكريم في مصحف واحد؟

وكان له ذلك ثم أعاد المصحف إلى حفصة -رضي الله عنها- فسمي هذا المصحف بمصحف عثمان! نسبة إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه. فكانت هذه المرحلة الثّانية من مراحل جمع القرآن الكريم. [٨] من اختير لجمع القرآن الكريم في عهوده الثلاثة؟ اختار الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- كتّابًا للوحي كان يدعوهم كلّما نزل الوحي، وهم: الخلفاء الرّاشدين الأربعة، ومعاوية بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت، وثابت بن قيس، وخالد بن الوليد، وأبيّ بن كعب -رضي الله عنهم-، ويأمرهم بكتابة ما يتلوه عليهم من القرآن الكريم، وكان الكثير قد حفظ كلّ ما نزل من القرآن الكريم عن ظهر قلب، فسمّوا بالحفظة، فأصبح القرآن الكريم في عهد النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- في الصّدور وعلى السطور. [٩] وفي عهد خليفة رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه وبعد أن أقنعه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- بجمع القرآن الكريم، فأقنع أبو بكر زيد بن ثابت بتتبّع القرآن وجمعه، قال زيد: قلت لعمر:" كيفَ تَفْعَلُ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ عُمَرُ: هذا واللَّهِ خَيْرٌ"، [١٠] وقام بالمهمّة على أكمل وجه. من جمع القرآن الكريم. [٩] وفي عهد الخليفة عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- قام بإحضار المصحف الذي أودع لدى حفصة -رضي الله عنها- وشكّل لجنة من الصّحابة: زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزّبير وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وأمرهم بنسخه في مصحف واحد وعلى حرف واحد ونسخه عشرات النسخ، وتوزيعها على الأمصار، لتكون مرجعًا لهم ، دفعًا للخلاف الذي ظهر بسبب وجوه القراءات.

إن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله له منذ أن كان في السماء، وفي طريقه إلى الأرض، وحين نزل إلى الأرض، وإن كتابة القرآن الكريم زمن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مرت بمراحل، تمت بفضل الله وعونه كل مرحلة لها سمتها وخصائصها كما بيّنا سابقاً. —————————————————————————————————————————- مراجــع البحث: د. علي محمّد محمّد الصّلابيّ، الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية، المكتبة العصرية، بيروت، صيدا، ط 1، 2010م، ص (78: 86) د. علي محمّد محمّد الصّلابيّ، أبو بكر الصديق، دار ابن كثير، ط1، 1424هـ / 2003م، ص (264). البخاري، التاريخ الصغير، دار الوعي، حلب / مكتبة دار التراث، القاهرة، ط1، 1397 – 1977، (1/94). د. زغلول النجار، مدخل إلى دراسة الإعجاز العلمي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، 1430 – 2009م، ص (68). د. من هو اول من جمع القران. محمد سعيد رمضان البوطي، لا يأتيه الباطل: كشف لأباطيل يختلقها ويلصقها بعضهم بكتاب الله عز وجل، دار الفكر، دمشق، 2001م، ص (217). محمد عبد الله غبان الصبحي، فتنة مقتل عثمان بن عفان، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط2، 1424هـ/2003م، (1/78).