هنا سأل الأمير من حوله مستشيرًا إياهم ، عن طريقة لمعرفة أين يقع باب مدينة النحاس ، فاقترح أحدهم أن يحفروا أساس المدينة ، وعن طريق ما تم حفره يمكنهم أن يدخلوا إليها ، فأمر الأمير بالحفر عند السور ، فنفذوا أمره ، ولكنهم عندما وصلوا إلى أساسها النحاسي والمياه من تحتها ، غمرهم الماء فأدركوا أنهم لن يمكنهم ، أن يدخلوها عنوة. هنا اقترح بعض المهندسين أن يبنوا برجًا مرتفعًا ، إلى جوار إحدى زوايا سور المدينة ، ليستطيعوا من خلاله أن يشاهدوا ما خلف السور ، هنا قام الجميع بحفر الصخور وتشييد برجًا من الصخور ، على ارتفاع بلغ مقداره 300 ذراعًا ، ورغم ذلك لم يستطيعوا أن يصلوا لنهاية السور ، فكان الفرق بينهما قدره 200 ذراعًا ، هنا أمر الأمير موسى أن يتخذوا من الأخشاب الجافة ، مرتفعًا لهم فقاموا بفعل ذلك. فكان بينهم وبين السور ما قدره 170 ذراعًا ، هنا اقترح أحدهم أن يأتوا بسلم عظيم ويرفعوه فوق السور ، فقال موسى من صعد إلى الأعلى سوف نمنحه ديّة ، فتقدم رجل من الشجعان وقال إن بلغت حيًا ، فسوف تكون تلك مكافأتي ، وإن هلكت فسلموها إلى أهلي ، فصعد الرجل حتى بلغ القمة ، وبدأ يضحك ثم ألقى بنفسه إلى داخل المدينة ، هنا بدأ من بالأسفل يسمعون صياحًا مفزعًا ، وأصواتًا مختلطة فارتعبوا وبدؤوا يبتعدون عن السور ، وظلت تلك الأصوات لثلاث ليال ، ثم خفتت فجأة.
وعلى إيقاع موسيقى جنائزية حزينة، تتوالى الرقصات التعبيرية بلا حوار من جانب الممثلين والممثلات آنا ماريا تومازسيتاموفيك، باربرا موتشينوك، سارة أحمد؛ إنه التعبير بالجسد والموسيقى عبر إظلام شبه كامل، مع ملابس قاتمة طويلة تعبر عن محنة نهاية العالم، إلا من بصيص ضوء يتبدى في النهاية عبر موسيقى مرحة وعودة الحب بين البشر. وعن مدى تسبب تراجع الحوار خلال العرض، والاكتفاء بالتعبير الجسدي، في ضعف التواصل مع الجمهور، ينفي المؤلف هذا الافتراض، مؤكداً أن الأمر يشبه الأوبريت الدرامي الراقص «ليدي ماكبث»، فرغم انعدام الحوار، فإن حركة الجسد المحملة بأنواع الانفعالات كافة تظل لغة جيدة لإيصال المعنى. وأشار أبو دومة إلى أن قصص الليالي العربية مليئة بالصور والمشاهد والانفعالات الملهمة لكل الفنون عبر الزمان، وليس غريباً أن يسميها البعض «كتاب العرب». ويعترف المؤلف بصعوبة الإنتاج العربي - الأوروبي المشترك في المسرح، فنحن نكون بإزاء هويتين متناقضتين، وأفكار متباينة لدى صناع العمل، ولكن هذا لا يمنع من وجود حد أدنى من التفاهم الذي يؤدي لتمرير العمل، وبالتالي تبرز قيمة مزج الثقافات، على غرار ما حدث في «مدينة النحاس».
فَقَطّعوا الصخر و و بنوا برجا مقَداره ثَلاثَمّائة ذراع حتَى عجزوا عَن رفع الحجارة و بقي مِن السور مقَدار مائتي ذراع فاتخذوا مِن الَّاخشاب بنيانَّا عَلَى ذَلِك البنيانَّ حتَى وصلَوا مائة و سَبعين ذراعا ثَمّ اتخذوا سلما عظيما و رفعوه بالحبال عَلَى ذَلِك البنيانَّ حتَى اسندوه الَى اعَلَى السور و قَال الَّامير موسى بن نصير مِن صعد الَى المدينة نعطيه ديته فانَّتدب رجل مِن الشجعانَّ و اخذ ديته و اوَدعها و قَال انَّ سلمت فهِي اجرتي و انَّ هَلكت فهِي ديتي تدفع الَى اهَلُي.
يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "مدينة النحاس" أضف اقتباس من "مدينة النحاس" المؤلف: كامل الكيلاني الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "مدينة النحاس" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...