الامير محمد بن سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز ال / فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا

ولفت سمو أمير منطقة جازان إلى أهمية المشروعات التي اُفتتحت اليوم؛ لخدمة المحافظة وأهلها، مؤكداً ما تحظى به منطقة جازان من دعم كامل ورعاية دائمة من القيادة الرشيدة. وأهاب سموه بالمهام والواجبات المناطة بالمواطن بوصفه رجل الأمن الأول والشريك الرئيس مع رجال الأمن لحماية بلادنا المباركة وحفظ مقدرات الوطن ومكتسباته الحضارية، مشدداً على وجوب التكاتف والتعاون لتسريع عجلة التنمية. وفي ختام الحفل استمع الحضور إلى قصيدتين شعريتين نالت استحسان الجميع، ثم تسلم سموه هدية تذكارية من محافظ وبلدية وأهالي العارضة بهذه المناسبة. حضر الجولة وحفل التدشين وكيل إمارة منطقة جازان للتنمية الدكتور عيسى ين يحيى البناوي، وأمين منطقة جازان نايف بن مناحي بن سعيدان، ومحافظ العارضة الدكتور سلطان بن عجمي بن منيخر، وعدد من المسؤولين. إلى ذلك التقى الأمير محمد بن ناصر في المركز الحضاري مشايخ وأهالي المحافظة. ونوه سموه بما تشهده محافظة العارضة من مشروعات تنموية وخدمية تنفذ في مختلف المجالات، راجياً من الله تعالى أن تحقق الأهداف المرجوة منها في خدمة المواطن والمقيم، وذلك ضمن المشروعات التي تنفذ بمختلف محافظات المنطقة وغيرها من المناطق إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة.

  1. الامير محمد بن سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز
  2. تأملات في آيات بينات

الامير محمد بن سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز

وتحدث الأمير محمد بن ناصر عن التضحيات والبطولات التي يسطرها رجال الأمن في مختلف القطاعات الأمنية والعسكرية، والتضحية بأرواحهم للذود عن أرض الحرمين الشريفين وحفظ أمن الوطن والمواطن، ولينعم هذا الوطن الغالي بالأمن والاستقرار. وجرى خلال اللقاء بحث احتياجات المحافظة والمراكز والقرى والهجر التابعة لها من المشروعات الخدمية، إضافة إلى بحث الآراء والمقترحات التي تقدم بها الحضور، واستمع الجميع لتوجيهات سمو أمير منطقة جازان حيالها. حضر اللقاء وكيل إمارة منطقة جازان للتنمية الدكتور عيسى ين يحيى البناوي، وأمين منطقة جازان نايف بن مناحي بن سعيدان، ومحافظ العارضة الدكتور سلطان بن عجمي بن منيخر وعدد من المسؤولين... ويضع حجر الأساس لمشروعات أخرى.. ويلتقي أهالي المحافظة ويتلمس احتياجاتهم

ومن شيوخه المشارقة: مرتضى الزبيدي (ت 1205هـ)، وأجازه إجازة طويلة نظما ونثرا، وأحمد الدردير (ت 1201هـ)، ومحمد بن علي الصبان (ت 1206هـ)، ومحمد الأمير المالكي (ت 1232هـ)، والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني، المدرس بالحرم النبوي، وأبو بكر بن الحاج أحمد بن تامر المعروف بأگنون؛ قاضي قابس ومدرسها، وغيرهم كثير.

وقال ابن كثير رحمه الله: فهل عسيتم إن تَولَّيتم عن الجهاد ونكلتم عنه تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجَهْلاء، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام؟ [15]. وقال البغوي: فهل عسيتم إن تَولَّيتم - أي: أعرضتُم - عن القرآن وفارقتم أحكامه أنْ تُفسِدوا في الأرض وتعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية؛ فتفسدوا في الأرض بالمعصية والبغي وسفك الدماء، وترجعوا إلى الفُرْقة بعد ما جمعكم الله بالإسلام؟ [16]. وقال الطبري رحمه الله: لعلكم إن ْ تولَّيتم عن تنزيل الله جلَّ ثناؤه، وفارقتم أحكام كتابه، وأدبرتم عن محمد صلى الله عليه وسلم وعمَّا جاءكم به - أنْ تُفسدوا في الأرض؛ بأن تعصوا الله في الأرض، فتكفروا به، وتسفكوا فيها الدماء، وتُقطِّعوا أرحامكم، وتعودوا لما كنتم عليه في جاهليتكم من التشتُّت والتفرُّق بعد ما قد جمعكم الله بالإسلام، وألَّف به بين قلوبكم [17]. فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا. ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 23]: قال القرطبي رحمه الله: طرَدَهم وأبعَدَهم من رحمته، فأصمَّهم عن الحق، وأعْمى قلوبهم عن الخير، وأنَّ من فعل ذلك حقَّت عليه لعنتُه، وسلَبَه الانتفاعَ بسمعه وبصره حتى لا ينقاد للحقِّ وإنْ سمِعه، فجعله كالبهيمة التي لا تعقل، ورجع من الخطاب إلى الغيبة على عادة العرب في ذلك [18].

تأملات في آيات بينات

شرح حديث أبي هريرة: "أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى خلَقَ الخلْقَ، حتى إذا فرَغ منهم قامت الرحمُ، فقالت: هذا مقامُ العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما تَرْضَيْنَ أن أَصِلَ من وصَلَك، وأقطَعَ مَن قطَعَك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]))؛ متفق عليه. تأملات في آيات بينات. وفي رواية للبخاري: ((فقال الله تعالى: مَن وصَلَك، وصَلتُه، ومَن قطَعَك قطَعتُه)). وعنه رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَن أحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أبوك))؛ متفق عليه. وفي رواية: قال: يا رسول الله، مَن أحَقُّ بحُسنِ الصُّحبة؟ قال: ((أمُّك، ثم أمُّك، ثم أمُّك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك)). ((والصَّحابة)) بمعنى: الصُّحبة.

متفق عليه. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: باب تحريم العقوق وقطيعة الأرحام. العقوق: بالنسبة للوالدين، وقطيعة الأرحام: بالنسبة للأقارب غير الوالدين. والعقوق مأخوذٌ من العَقِّ، وهو القطع، ومنه سمِّيت العقيقة التي تُذبَح عن المولود في اليوم السابع؛ لأنها تُعَقُّ: يعني تُقطَع رقبتها عند الذبح. فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض. والعقوق من كبائر الذُّنوب؛ لثبوت الوعيد عليه من الكتاب والسُّنة، وكذلك قطيعة الرحم؛ قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]؛ يعني أنكم إذا تولَّيتُم أفسَدتُم في الأرض، وقطَعتُم الرحم، وحقَّتْ عليكم اللعنةُ، وأعمى الله أبصاركم. ﴿ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ المراد بالأبصار هنا البصيرة، وليس بصر العين، والمراد أن الله تعالى يُعمي بصيرةَ الإنسان والعياذ بالله، حتى يرى الباطل حقًّا، والحقَّ باطلًا. وهذه عقوبة أخرويَّة ودنيويَّة: أما الأخروية: فقوله: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ﴾.