السلطان مراد الرابع ويكيبيديا

مراد الرابع حرم القهوة والخمر وقتل بيده من وجده يشربهما، ثم مات هو من فرط إقباله على النبيذ. وأطلق يد السلفيين على خصومه مدعيا حكمه بالشريعة الإسلامية، بينما كان لا يتورع عن سفك الدماء لأهون الأسباب.. هذا هو سلطان المتناقضات، السلطان العثماني مراد الرابع المولود في العام 1612 والذي تربع على عرش السلطنة العثمانية طيلة 17 عاما (1632 - 1640). مراد في حجر أمه بويع مراد بن السلطان أحمد الأول بالسلطنة في إسطنبول وهو لا يزال صغيرا في الحادية عشر من عمره، بعد أن عزل عمه السلطان مصطفى الأول. وكانت أم مراد السلطانة كوسم هي المتولية على الحقيقة شؤون الإمبراطورية العثمانية، حيث حجبت مراد عن الأنظار وادعت اضطرارها لذلك بحكم صغر سنه. استمر وجود مراد الرابع في حجر كوسم تسع سنوات كاملة (1623-1632)، دب الفساد فيها وسيطر على الدولة، حيث أصبح للإنكشارية حلفاء كوسم اليد الطولى في البلاد، حتى إنهم قتلوا السلطان "عثمان الثاني" (1618 - 1622). و كان عثمان سلطانًا صغير السن حاول النهوض بالسلطنة وتقليص نفوذ الانكشارية المتنامي، فأشعلوا ثورة في إسطنبول راح ضحيتها السلطان الشاب الذي لم يجاوز عمره الثامنة عشرة. و بعد مقتل عثمان الثاني وتولى مصطفى الأول العرش، تبين أن الأخير لا يملك من أمره شيئا، و صارت مقاليد البلاد في يد الإنكشارية، و عمّت أرجاء الدولة الفوضى و الاضطرابات، و ظلت ثمانية عشر شهرًا دون أن تجد يدًا حازمة تعيد للدولة أمنها و سلامتها.

  1. السلطان مراد الرابع و بغداد
  2. مشاهده مسلسل السلطان مراد الرابع الحلقه 1
  3. السلطان مراد الرابع

السلطان مراد الرابع و بغداد

لكن الصدر الأعظم حينئذ -والذي كان ما زال يمتلك قراره السياسي- أخبر السفير "بأن المعاهدات هذه ليست اضطرارية واجبة التنفيذ، ذلك لكونها منحة سلطانية فحسب"، الأمر الذي جعل فرنسا تتراجع عن تهديداتها، وتسلك سبيل مكر الثعالب تتحايل لدى السلطان ليوافق من جديد على تجديد نظام الامتيازات عام 1637م. جهوده في خدمة الحرمين: سار السلطان مراد على سنن أسلافه في العناية بالحرمين الشريفين، وعمل على تدفق الخيرات إليهما؛ ففي عام 1039هـ أمر بإعادة بناء المسجد الحرام من جديد بعد تأثره بمطر وسيول شديدة، وأصدر أمره إلى والي مصر بتجهيز ما يحتاجه سكان مكة والمدينة من الغلال وإرساله إليهم. وفاة السلطان مراد الرابع: توفي مراد الرابع في (16 من شوال 1049هـ/8 من فبراير 1640م) بعد إصابته على ما قيل بمرض النقرس، وهو في الثلاثينيات من عمره. وامتد حكمه 16 سنة و11 شهرًا، ولكن لم يظهر سلطانه إلا في الثماني سنين الأخيرة، وقد مات دون أن يترك أولادًا، وتولى بعده أخوه إبراهيم.. وكان يؤمّل فيه أن يضارع السلطان الغازي سليمان الأول القانوني في الفتوحات وبُعد الصيت، لولا أن عالجه الموت وهو في مقتبل الشباب، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا.

مشاهده مسلسل السلطان مراد الرابع الحلقه 1

وفي التاسع من شباط ( فبراير) عام 1640 توفي السلطان مراد الرابع عن عمر يناهز سبعة وعشرين عاما، ولم يكن له أي ولد ليخلفه، فخلفه شقيقه إبراهيم، وبوفاته يسدل الستار على حياة السلطان الذي أعاد هيبة الدولة العثمانية. اقرأ أيضاً: هولاكو – قصة حياة هولاكو مرعب العالم إتبعنا على مواقع التواصل الآن مشاهير آخرين على نجومي خوان بونثي دي ليون رحالة ومستكشف، وكونكيستدور، وعسكري إسباني كبير، يعد واحدا من أهم المستكشفين الإسبان، ولقد لعبت استكشافاته دورا كبيرا في النهضة الأوربية. ولد في العام 1474 في سانتيرفاس دي كامبوس التابعة لمدينة بلد الوليد في إسبانيا، وفيها نشأ. تنحدر عائلته من أصول نبيلة، حتى أنه اكتسب اسم ليون من... أكمل القراءة ولد الرئيس التونسي قيس سعيد في ولاية أريانة بتاريخ 22 فبراير 1958 ، وينتمي هذا السياسي والاستاذ الجامعي المتخصص بالقانون الدستوري الى عائلة مثقفة ومعروفة ، وقد تزوج من القاضية والمستشارة بمحكمة الاستئناف أشرف شبيل ، وأنجب منها ثلاثة أبناء. شغل الرئيس التونسي المنتخب مؤخراً عدة مناصب سياسية... ولد ميشال شيحا في بلدة مكين الواقعة في قضاء عاليه بجبل لبنان، وذلك في عام 1891م في زمن سيطرة العثمانيين على منطقة بلاد الشام ، وقد اشتهر بعد أن وضع في عام 1926م، دستور استقلال لبنان، بعدما تعاون مع عمر الداعوق وبترو طراد، ولا تزال الأفكار الفلسفية والسياسية التي وضعها مؤثرة حتى الآن على المسيرة... أكمل القراءة

السلطان مراد الرابع

فتح أريوان واسترجاع بغداد ثم سار السلطان بنفسه الشريفة إلى بلاد العجم لاسترجاع فتوحات السلطان الغازي سليمان الأول القانوني، ففتح مدينة أريوان في ٢٥ صفر سنة ١٠٤٥ (الموافق ١٠ أغسطس سنة ١٦٣٥)، وأرسل السلطان رسولين إلى الآستانة لتزيين المدينة مدة سبعة أيام، وقتل أخويه بايزيد وسليمان لبلوغه عنهما ما كدَّر خاطره واتِّباعًا للعادة المذمومة. وبعد ذلك قصد السلطان مدينة تبريز ففتحها عنوة في ٢٨ ربيع الأول سنة ١٠٤٥ (الموافق ١٠ سبتمبر سنة ١٦٣٥) المذكورة، ثم عاد إلى الآستانة للاستراحة من عناء السفر ومشقات الحرب. ومما يدل على أن وجود السلطان مع جيوشه له أهمية عظمى ويبعث فيهم روحًا جديدة أنه بمجرد رجوع السلطان اشتدَّ عزم العجم ووقفوا أمام الجيوش العثمانية بعد أن كانوا يفرون من أمامهم أينما التقوا بهم والسلطان قائدهم، ثم تغلبوا عليهم واستردُّوا مدينة «أريوان» وفازوا بالغلبة في واقعة منتظمة في وادي مهربان سنة ١٦٣٦. فلما وصل خبر انتصار العجم على الجنود العثمانية إلى مسامع السلطان أراد إذلالهم وكسر شوكتهم، فسار بجيش عظيم كامل العَدَد والعُدَد إلى مدينة دار السلام، وابتدأ حصارها بكيفية منتظمة في ٨ رجب سنة ١٠٤٨ (الموافق ١٥ نوفمبر سنة ١٦٣٨)، وكان يشتغل بنفسه في أعمال الحصار الشاقة تنشيطًا للجند، وسلط على أسوارها المدافع الضخمة التي نقلها إليها.

استتباب الأمن في البلاد انتهت فترة نيابة السلطانة "كوسم" التي دامت نحو تسع سنوات، وأصبح مراد الرابع طليق اليد في إدارة شئون الدولة، بعد أن ضرب بيد من حديد على الثائرين، وقتل كل من ثبت أن له علاقة بالفتنة، فسكنت الثورة واستقرت الأوضاع، وبدأ السلطان في اتخاذ الإجراءات التي تعيد النظام إلى الدولة؛ حتى يفرغ لاستعادة ما فقدته الدولة من أراضيها. خرج السلطان بنفسه على رأس حملة كبيرة إلى بلاد فارس في سنة (1045 هـ= 1635م) وكان النظامُ يسود فرق الجيوش البالغة نحو 200 ألف جندي، فأعاد الانضباط، وما كانت عليه الجيوش العثمانية في أيام سليمان القانوني من ضبط ونظام. واستهل الجيش انتصاراته بفتح مدينة "أريوان" في الشمال الغربي من إيران في (25 من صفر 1045 هـ= 10 من أغسطس 1635م) ثم قصد مدينة "تبريز" ففتحها في (28 من ربيع الأول 1045هـ= 10 من سبتمبر 1635م)، ولم يواصل الجيش فتوحاته في إيران؛ إذ عاد السلطان إلى بلاده طلبًا للراحة. وما كاد السلطان يستقر في إستنبول حتى عاود الصفويون القتال، فاستردوا "أريوان" بقيادة الشاه "صافي" بعد حصار لها دام ثلاثة أشهر، واستعادوا مدينة "تبريز" مع أجزاء كبيرة من أذربيجان. استنفرت هذه الأخبار حماس السلطان الشاب، فخرج في جيش كبير أحسن إعداده، واتجه إلى بغداد، وشرع في حصارها في (8 من رجب 1048 هـ= 15 من نوفمبر 1638م) وكان في المدينة المحاصرة حامية كبيرة تبلغ 40000 جندي، ولم يستطع الشاه الإيراني الاقتراب من الجيش العثماني، واعتمد على قوة جيشه المرابط في المدينة، وأبراج قلعتها الحصينة، لكن ذلك لم يغن عنها شيئا، فسقطت المدينة بعد حصار دام تسعة وثلاثين يومًا، في (18 من شعبان 1048 هـ= 25 من ديسمبر 1638م)، وعادت المدينة إلى الدولة العثمانية بعد أن بقيت في يدي الصفويين خمسة عشر عامًا.