خطبة حول قوله تعالى ( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

ودخول المسجد دخول غزو بقرينة التشبيه في قوله كما دخلوه أول مرة المراد منه قوله فجاسوا خلال الديار. والتتبير: الإهلاك والإفساد. و ( ما علوا) موصول هو مفعول يتبروا ، وعائد الصلة محذوف; لأنه متصل منصوب ، والتقدير: ما علوه ، والعلو علو مجازي ، وهو الاستيلاء والغلب. فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا. ولم يعدهم الله في هذه المرة إلا بتوقع الرحمة دون رد الكرة ، فكان إيماء إلى أنهم لا ملك لهم بعد هذه المرة ، وبهذا تبين أن المشار إليه بهذه المرة الآخرة هو ما اقترفه اليهود من المفاسد والتمرد ، وقتل الأنبياء ، والصالحين ، والاعتداء على عيسى وأتباعه ، وقد أنذرهم النبيء ( ملاخي) في الإصحاحين الثالث والرابع من كتابه ، وأنذرهم زكرياء ، ويحيى ، وعيسى فلم يرعووا; فضربهم الله الضربة القاضية بيد الرومان.
  1. ص42 - كتاب موسوعة التفسير المأثور - فإذا جاء وعد أولاهما - المكتبة الشاملة
  2. تفسير آية فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا
  3. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الإسراء - قوله تعالى فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة - الجزء رقم16
  4. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإسراء - الآية 5

ص42 - كتاب موسوعة التفسير المأثور - فإذا جاء وعد أولاهما - المكتبة الشاملة

عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم

تفسير آية فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا

{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} ٤٢٤٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: {فإذا جاء وعد أولاهما} ، يعني: وقت أول الهلاكَيْنِ (١). (ز) ٤٢٤٥٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {فإذا جاء وعد أولاهُما} ، قال: إذا جاء وعد أُولى تَينِكَ المرَّتين اللتَين قضينا إلى بني إسرائيل: {لتفسدن في الأرض مرتين} (٢). (٩/ ٢٦٢) ٤٢٤٥٨ - قال يحيى بن سلّام: {فإذا جاء وعد أولاهما}: أولى العقوبتين (٣). (ز) {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} ٤٢٤٥٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: بَعَث الله عليهم في الأُولى جالوت، فجاس خلال ديارهم، وضرب عليهم الخراجَ والذُّلَّ، فسألوا الله أن يبعث إليهم مَلِكًا يُقاتِلون في سبيل الله، فبعث الله طالوت، فقاتلوا جالوت، فنصر الله بني إسرائيل، وقُتِل جالوت بيدي داود، ورجع إلى بني إسرائيل مُلكُهم، فلما أفسَدوا بَعَث الله عليهم في المرة الآخرة بُختَنَصَّرَ، فَخرَّب المساجد، وتَبَّرَ ما عَلَوا تتبيرًا. تفسير آية فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا. قال الله بعد الأولى والآخرة: {عسى ربُّكُم أن يرحمكم وإن عُدتُّم عُدنا}. قال: فعادُوا، فسَلَّط الله عليهم المؤمنين (٤). (٩/ ٢٥٣) ٤٢٤٦٠ - عن أبي هاشم العَبديِّ، عن عبد الله بن عباس، قال: مَلَك ما بين المشرق والمغرب أربعة، مؤمنان وكافران؛ أما الكافران، فالفَرُّخان، وبُختُنَصَّرَ.

إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الإسراء - قوله تعالى فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة - الجزء رقم16

ا لخطبة الأولى ( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإسراء - الآية 5

وبغض النظر عن المرة الأولى، فالذي يعنينا أن اليهود لم يعلوا من قبل كما هم الآن، فلا يمكن أن يكون إفسادهم اليوم هو مرة ثالثة، فالوصف بالعلو الكبير جاء مع الإفسادين: (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا). ومن هنا، فالذي نعيشه اليوم هو الإفساد الثاني والأخير، ويخبر الله تعالى أنه سينهيه مرة أخرى على أيدي العباد الصالحين، قال الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) (الإسراء: 5). القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإسراء - الآية 5. وعندما جاء الحديث عن إنهاء الإفساد الثاني قال الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ) فهم العباد ذوو البأس الشديد إياهم، وهم الذين سيدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة. فالمناسب لما جاء في شأن "الآخرة" في أول السورة في الحديث عن آخر الإفسادين، وفي آخرها حيث جمع اليهود لفيفا، ينبغي أن يكون واحدا متناسقا. فهم قد أفسدوا في الأرض، وعلوا علواً كبيرا فيها كلها، وليس فقط في فلسطين أو ما بين المسجدين؛ الحرام والأقصى، المذكورين في قصة الإسراء.

بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد هم أهل بابل ، وكان عليهم بختنصر في المرة الأولى حين كذبوا إرمياء وجرحوه وحبسوه; قاله ابن عباس وغيره. وقال قتادة: أرسل عليهم جالوت فقتلهم ، فهو وقومه أولو بأس شديد. وقال مجاهد: جاءهم جند من فارس يتجسسون أخبارهم ومعهم بختنصر فوعى حديثهم من بين أصحابه ، ثم رجعوا إلى فارس ولم يكن قتال ، وهذا في المرة الأولى ، فكان منهم جوس خلال الديار لا قتل; ذكره القشيري أبو نصر. فاذا جاء وعد اولاهما. وذكر المهدوي عن مجاهد أنه جاءهم بختنصر فهزمه بنو إسرائيل ، ثم جاءهم ثانية فقتلهم ودمرهم تدميرا. ورواه ابن أبي نجيح عن مجاهد; ذكره النحاس.

فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا. والمراد بالوعد: الموعد المحدد لعقابهم بسبب إفسادهم في الأرض، فالكلام على حذف مضاف، والضمير في أُولاهُما يعود على المرتين المعبر عنهما بقول: لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ. وقوله فَجاسُوا معطوف على بَعَثْنا وأصل الجوس: طلب الشيء باستقصاء واهتمام لتنفيذ ما من أجله كان الطلب. والمعنى: فإذا حان وقت عقابكم- يا بنى إسرائيل- على أولى مرتى إفسادكم بعثنا عليكم ووجهنا إليكم عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ أى أصحاب بطش شديد في الحروب والقتال، فأذلوكم وقهروكم، وفتشوا عنكم بين المساكن والديار، لقتل من بقي منكم على قيد الحياة، وكان البعث المذكور وما ترتب عليه من قتلكم وسلب أموالكم، وهتك أعراضكم، وتخريب دياركم... وعدا نافذا لا مرد له، ولا مفر لكم منه. قال الآلوسى: واختلف في تعيين هؤلاء العباد- الذين بعثهم الله لمعاقبة بنى إسرائيل بعد إفسادهم الأول- فعن ابن عباس وقتادة: هم جالوت وجنوده، وقال ابن جبير وابن إسحاق: هم سنحاريب ملك بابل وجنوده. وقيل: هم العمالقة، وقيل: بختنصر. ص42 - كتاب موسوعة التفسير المأثور - فإذا جاء وعد أولاهما - المكتبة الشاملة. وسنبين رأينا فيمن سلطه الله- تعالى- عليهم في المرتين، بعد تفسيرنا لهذه الآيات الكريمة.