قصيده عن المطر

١٤٩) و يغدو للبلاد نشيداً، نشيد الحب و الأمل و أكثر من ذلك نشيد الظفر من خلال الحب و الأمل:" مهما اشتدت الريح و عمّ الظلام/ ثمة شمس تضحك كل صباح/ و أم تصلي كي يعمّ السلام…" (ص. ١٥٥) و نشيد المطر الهاطل في بيروت عاصمة الوطن:"تحت مطر بيروت/ لا آبه لفرح و لا لكآبة/ أسير كمن يطير/ لا مكان يعنيني، لا ما سوف يكون/ يكفيني أنني هنا تحت مطر بيروت" (ص. ١٧١) فيأتي مطر بيروت بمثابة معمودية لروح الشاعر الثكلى و المفجوعة و المتألّمة لكنّها الراجية أيضاً رغم أنف الظروف و المحن فبالحب وحده تُصنع المعجزات: " بعد ألف عام، ألف حرب.. سوف يعثرون في الريح على صوتي الذي لم ينصت إليه أحد يوم صرخت: وحده الحبّ ينقذ العالم" (ص. ١٨٦) االشاعروالاعلامي زاهي وهبي لعلّ الله:"حبّاً بالأمهات/ [يجعل] فولاذ المدافع خردة/ و هدير الطائرات رحيق زهر/ [و يضع] في القلوب الصدئة مواعيد حبّ" (ص. فلسفة الصحراء. ١٩١). فنجد أمامنا لعازر المعاصر الذي بفعل الحبّ عاد حيّاً بعد أن أقامه الله الذي كان دوماً معه فأراد من خلال تجربته مع المرض و الموت أن نضع الله نصب أعيننا فنسير إليه وحده: " كانوا يتسابقون نحو الجنّة/ و كنت مسرعاً نحو الله" (ص. ١٩٦). كلّ ما علينا فعله أن نفتح قلبنا لنراه: "الضوء الباهر لا يرى بالبصر بل بالبصيرة" (ص.

فلسفة الصحراء

ولم يفت الشاعر أن يتحدث عن طلوع الشمس بعد أن أدرك جمالية شروقها يقول الشاعر الكحيلي في قصيدته "الذهبية ": راحت في قبة بنورها بعد أن كان شعيل مهمـا صبح الصبـح في حســن جميل كـــل انهار تشرف الزمزم كهف التنباه يلقاها عقب النهار لبست ثوب التفضيل عكــري والأبريز تاجــــها لمكلل تكليل اغنم زمانك عن طلوعها حين يشرق اضياه وجملة " اغنم زمانك " لها دلالتها في هذا السياق، إذ المؤمن المتفكر، يجد في تأمله صحة عقيدته وبساطتها ونفاذ بصيرته، ووضوح رؤيته الدينية، وتدريبه المستمر على التأمل والتفكر فيما خلق الحق سبحانه.

اجمل رسومات عن يوم الطفل الفلسطيني - جريدة الساعة

وهي تشكل نصا ربما اختلف عن عدة نصوص اخري في الكتاب. تبدأ القصة كما يلي في هذا الليل البري البارد والهاديء والمخيف والممطر بهدؤ كنت اسمعه يأتي خفيفا من بعيد كأنه صوت طائر محبوس او صوت لكائن لا اعرفه.. لكنه صوت انيس يشبه الموسيقي احيانا ويشبه الرنين البعيد. ويترك بطل القصة سيارته في وهد هبطت فيه ويسير وسط الليل مفتشا عن مكان غامض يشير اليه احيانا وكأنه لا يشير بل كأنه يزيده غموضا وايغالا في الرمز رغم كل الصفات الواقعية التي يغدقها عليه. ويضيف مشيت مسافة نصف ساعة تقريبا حتي اضعت انوار سيارتي ولازال الصوت الخفي يتبعني مع صوت المطر علي الارض الرطبة والهواء البارد يضرب صدري ضربات متتالية حتي بدأت اشعر ان حلقي صار اكثر جفافا وخشونة مع احساسي بالدوار وخطواتي اصبحت اقل اتزانا وبدأت اتحدث مع نفسي وأنا اضرب الارض الممطورة بقدمي الرخوتين حتي عاد صوت الطائر المحبوس قادما ربما من البعد يضيء ظلام الوقت والمكان والروح والاسئلة والخوف.. ومع ما في نهاية القصة من خطرات فكرية تبقي اهميتها في الصياغة الفنية الشعرية الموحية التي اتي بها العتيق. العنوان التالي كان في مديح الرقص الجميل. اننا هنا مع قصيدة وكل ما فيها من حركة قصصية بمعني وصف احداث مضت او محاولات حوارية غير مكتملة.. لا يغير في طبيعتها.

وخلال هذا كله يتناقل الناس قصة أمير فى إشبيلية اشتهت إحدى نسائه أن تغوص بأقدامها فى الطين، فأمر بأن تصنع لها بركة من المسك المعجون بالماء المعطر، أنفق على هذه البركة ما يكفى لتجهيز جيش، حتى إذا أحاطت جيوش الفرنجة بإشبيلية والأمير ونساؤه يعبثون عراة فى طين المسك، لم يجد الأمير فى خزائنه ما يتقوى به على الدفاع عن مدينته. وهكذا سقطوا فى الطين المعطر. فى بعض نواحى الأندلس، تقل المياه، وينقطع المطر فتجف الأرض، ويعطش الأحياء، وبدلا من أن يؤدى المسلمون صلاة الاستقساء، عسى أن يستجيب لهم الله فيعم الماء، ليسقوا الأحياء والأرض، كانوا يتجهون إلى قلنسوة جلبها أسلافهم من الإمام مالك ليستسقوا بها.... وسط هذا الجو الزاخر بصور رائعة من جمال الطبيعة ومظاهر من فساد المجتمع، نشأ ابن حزم.. عاش فى هذا الجو المضطرب نحو اثنين وسبعين عاما، اشتغل خلالها بالسياسة والأدب والفقه والشعر، وكابد الحياة والناس، وعرف المتاع والعذاب، وحاول أن يتعاطى الفلسفة والمنطق وعلوم الاجتماع والفلك والرياضة وعلم النفس، وسماه بهذا الاسم. واحتكم بمجتمعه، فصوره ورسم أعماقه ومفاسده ومظالمه، وهب فى انفعال على مجتمعه ذاك، وحاول أن يهدم واقعه ليبنيه من جديد.