لا تلوموني في هواها

لأن موضوع الهُوية هو سر النجاحات كما أظن، وعليها تُبنى الأسس المستقبلية لأي أمة تسعى لتنويع وتعدد مصادر قوتها، وتشكيل دفاعات قوية تقف في وجه الأيديولوجيا الوافدة. فلمثل هذه الفعاليات يحتاج الإنسان العربي، ليكتب تاريخا مُشرفا وحيّا عن تأصيله لماهية ومعنى الهُوية للأجيال اللاحقة، فالهُوية في النهاية ليست مُركّبا جامدا، بل هي النكهة والملامح الأصيلة للإنسان والمكان وتمازجهما معا. أبها دائما تنجح.. لا تلوموني في هواها - جريدة الوطن السعودية. أبها المكان ما زالت تحتفظ بشيء من عذوبتها وردائها الأخضر، ولحن خلخالها الجبلي الأنيق، أقول هذا لأن علاقتي بأبها ممتدة وعميقة. فعلاقتي بهذه المدينة تكمن في شوارعها الضيقة وظلال أشجارها وبنيتها ونكهتها التاريخية، تماما كما تحتفظ كثير من مدن العالم السياحية بتصميمها وروحها وألوانها، وتحمي ذاكرتها وهُويتها من الاجتياح الأسمنتي الشاحب الوجه، وعلى أبها أن تعبر عن نفسها من خلال كل ما تقع عليه العين في كل اتجاه، من رائحة الشيح وتغلغل الضباب في الجسد. فالإنسان في عسير يضع بصمته دائما في كل محفل، وأبها تتماها وتنجح دائما، هذا ما لمسته وعاصرته شخصيا، وما زال لأبها وعسير في قلبي متسع من الحب والذكريات، حتى وإن اتهمت بحب إنسانها وأرضها، فيالها من تهمة لا أنفيها وشرف أدّعيه، فلا تلوموني في هواها.

أبها دائما تنجح.. لا تلوموني في هواها - جريدة الوطن السعودية

ونال كذلك التكريمات المتتاليه داخل و طنة المملكه العربية السعودية، كيف لا و هو من تغني ب "وطنى الحبيب و هل احب سواه"، وايضا تكريمات من خارج بلاده، والتكريم الأكبر و الرصيد الأهم، كما كان يردد، هو رصيدة فقلوب الجماهير و العشق حد الشغف الذي حظي فيه طوال مسيرته، وقد لون حياة عشاقة بأكثر من 70 البوما غنائيا. شفت ابها ولأن اول اغنية غناها و اشتهر فيها "وردك يا زارع الورد"، تتغني بالطبيعة، فإن اغنية "شفت ابها"، سارت على المنوال نفسه، كما انها من اوائل القصائد الغنائيه الجديدة فحب ابها. كلنا نريد ان تبقي "إيفا" كما عرفت فالنصوص القديمة، مدينة الحسن و الضباب و الخضره و البساط الأخضر. “لا تلوموني في هواها” – عسير. فهكذا رآها الشاعر المصري احمد رجب، الذى سحره الاسم المرتبط بالصفات، الاسم الدال على جوهرها و النابع من حقيقتها، اى ابها و علاقه جميع حرف من حروف اسمها بالبهاء.

“لا تلوموني في هواها” – عسير

لا «تلوموني» في هواها! لا تَلُوموني في هواها – مدونة شاهر النهاري. تعقيباً على ما نشر في «الجزيرة» من مواضيع عن اللغة العربية اقول فإنه لمن الاهمية بمكان ان يتمكن الناس من لغتهم، كتابةً، وقراءةً، ومحادثةً، وخطابةً، وتعلماً وتعليماً، ورصداً للفكر والمعلومات، وللعلوم كافة، وان يجد الناس جميعاً الفرصة متاحة لهم لتحقيق ذلك على اختلاف ظروفهم، واحوالهم، وتطلعاتهم، فمن الناس من يكتفي بما يتعلمه من لغة في دراسته المعتادة، ومن الناس من لا يكتفي بها، لسبب او آخر، اما لأن عمله يتطلب منه قدرة خاصة في اللغة، او يريد المزيد من لغته العربية ليتفوق في دراسته، وابحاثه، او غير ذلك، فإذا لم تكفه حصيلته اللغوية في الدراسة المنهجية المعتادة، فيجب ان يجد ما يحقق بها غرضه او طموحه. ومن المعلوم ان اللغة العربية بحر لا ساحل له، وكلما ازداد المرء منها، اتسع فكره، انصقل عقله، علت همته، وارتفعت قدراته. ولا يحيط احد باللغة العربية مهما بذل في سبيل ذلك، ومهما اوتي من الامكانيات والقدرات، فهي ذات ابعاد واعماق تصعب الاحاطة بها. وقد ادى عدم استعمال اللغة العربية في المحادثات العامة، والخاصة الى جهل الناس لكثير من مفرداتها، ومعانيها الدقيقة، واستعمالاتها الصحيحة.

لا تَلُوموني في هواها – مدونة شاهر النهاري

هذا الانتقال إلى الطائف، زاد من تسليط الضوء على الفن الغنائي الحديث الذي بدأ يتشكل في الطائف المأنوس، المدينةِ التي رافقت بأنشطتها وحيويتها تغييرات المجتمع السعودي المعاصر. وهكذا فإن صاحبُ الحنجرة الذهبية،ولد في أغسطس ورحل في الشهر نفسه بعد ستين عاماً وستة أيام. ومنذ صباه تعلّم العزف على آلة العود وغيره من الآلات الموسيقية، وأبدى رغبة كبيرة في تطوير موهبته وقدرته في العزف إضافة إلى الغناء- مجاله الأول. وفي الستينيات، شارك في فِلْم سينمائي مع الفنانة صباح، ومثّل في مسلسل تلفزيوني عنوانه "الأصيل"، ومع انتشار أغنياته وحفلاته، شقّت الأغنية السعودية مساراً جديداً، ومن طائف الأنس أطلق أبو عبدالله -كما يُعرف عند محبيه- أغانيه العذبة، وشارك بجمال صوته وبهاء إطلالته في تلوين حياة السعوديين وقطاع كبير من الأشقاء العرب. ظهرت أغنيته الأولى "وردك يا زارع الورد" في العام 1959م، ومنذ ذلك التاريخ، سيصلُ الورد إلى المحبين، مما جعله يشقّ طريقه بثبات، ليستحق لقب "صوت الأرض"، كما استحق الألقاب: "قيثارة الشرق" و"فارس الأغنية السعودية" و"فيلسوف النغم الأصيل" و"زرياب" (أطلقه عليه الموسيقار محمد عبدالوهاب) و"أستاذ الجميع" (أطلقه عليه المطرب محمد عبده).

أتكلم ولكن ما يفيد الكلام=ناس فوق السحاب وناس تحت الثرى!!

أحتفظ في مجلسي بصورة فوتوغرافية لي عمرها 22 عاما وأنا في مدينة أبها، أحضر فعاليات ملتقى أبها الثقافي في عام 1414 - 1994، وأحتفظ في أرشيفي الصحفي بخبر نشر في ملحق الثقافة بصحيفة الرياضية جاء فيه "القاص سلطان منقر، صعد إلى المنصة لاستلام جائزته وهو يتوكأ على الشاعر صالح الديواني". قبل هذا الخبر بأقل من 24 ساعة، حدث موقف طريف مع سمو الأمير خالد الفيصل، كان أبطاله سلطان وأنا، إذ صادف خروج موكب الأمير من معرض الفن التشكيلي في قرية المفتاحة، جلوسي في الممر لشد الرباط على ربلة ساق سلطان، وفجأة سمعت صوتاً أنيقاً: "السلام عليكم". قلت وعليكم السلام، ولم ألتفت، لكن صديقي كان مواجها فقال: وعليكم السلام سيدي صاحب السمو. فانتفضت واقفا، وسلمت على سموه، فقال: ما شاء الله، أنتم أخوان؟ فقلت: أصدقاء سيدي. فقال: سلامات، تبون خدمة أو ناقص عليكم شيء؟ قلت: شكرا لك سيدي. فغادرنا ومضى موكبه. وفي مساء ذلك اليوم، فوجئ الأمير خالد الفيصل بصعودنا منصة مسرح الإنتركونتنينتال لاستلام الجائزة الأولى للقصة، فاستوقفنا للحديث مرة أخرى وهو يشد على يدي، وكانت تلك لحظات تاريخية. يومها لأول مرة أكون ضيفا على ملتقى ثقافي، وأشاهد فعالية بكل ذلك التنظيم والدقة.