يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة

ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟) وإني إن أعش أقضي فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن) -وآية الصيف آخر آية في سورة النساء-. ورواية "الصحيحين" هي المعول عليها في سبب نزول هذه الآية الكريمة، وعلى هذا جمهور المفسرين. قال البغوي: "نزلت في جابر بن عبد الله رضي الله عنهما" ثم ساق الحديث. قل الله يفتيكم في الكلالة. وقال القرطبي: "نزلت بسبب جابر رضي الله عنه" ثم ساق الحديث. وقال ابن عاشور: "ثبت في "الصحيح" أن الذي سأله هو جابر بن عبد الله رضي الله عنهما" ثم ساق الحديث إلى قوله: فنزل قوله تعالى: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}. إذن، حديث جابر هو الصحيح في نزول آية الكلالة آخر سورة النساء، بخلاف قوله تعالى: {وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت} (النساء:12) فإن هذه الآية لا تتفق مع حديث جابر، وإن قال بهذا بعض أهل العلم؛ لأن الآية المذكورة في أول السورة إنما هي في الإخوة لأم دون الأشقاء، وآية الكلالة المذكورة في آخر السورة في الإخوة الأشقاء. وقد روى الطبري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال في خطبته: (ألا إن الآية التي أنزل الله في أول سورة النساء في شأن الفرائض، أنزلها الله في الولد والوالد، والآية الثانية أنزلها الله في الزوج والزوجة والإخوة من الأم، والآية التي ختم الله بها سورة النساء أنزلها في الإخوة والأخوات من الأب والأم، والآية التي ختم بها سورة الأنفال أنزلها في {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} (الأنفال:75) مما جرت الرحم من العصبة).

ما معنى الكلالة في الميراث؟ - موضوع

تفسير القرآن الكريم

قل الله يفتيكم في الكلالة

قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللهُ -: فَظاهِرُ كَلامِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عنهُ - أنَّ آيَةَ الصَيْفِ هي هَذِهِ؛ ورَوى أبُو سَلَمَةَ «عَنِ النَبِيِّ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الكَلالَةِ؛ فَقالَ: "ألَمْ تَسْمَعِ الآيَةَ الَّتِي أُنْزِلَتْ في الصَيْفِ: ﴿وَإنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً﴾ [النساء: ١٢]» ". (p-٧٨)قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللهُ -: هَذا هو الظاهِرُ؛ لِأنَّ البَراءَ بْنَ عازِبٍ قالَ: آخِرُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ عَلى النَبِيِّ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكم في الكَلالَةِ﴾ ؛ وقالَ كَثِيرٌ مِنَ الصَحابَةِ: هي مِن آخِرِ ما نَزَلَ؛ «وَقالَ جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: نَزَلَتْ بِسَبَبِي؛ عادَنِي رَسُولُ اللهِ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - وأنا مَرِيضٌ؛ فَقُلْتُ يا رَسُولَ اللهِ: كَيْفَ أقْضِي في مالِي؟ وكانَ لِي تِسْعُ أخَواتٍ؛ ولَمْ يَكُنْ لِي والِدٌ ولا ولَدٌ: فَنَزَلَتِ الآيَةُ.

ولم يكن يأتي النبيَّ شيءٌ من القرآن على شكل إلهام، أو منام، أو تكليم، وإنّما كان يأتيه وهو يَقِظ عن طريق جبريل -عليه السلام- فقط؛ ودليل ذلك ما روته عن عائشة -رضي الله عنها-؛ إذ قالت: (أنَّ الحارثَ بنُ هشامِ سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كيفَ يأتيكَ الوحيُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يأتيني مثلِ صَلصلةِ الجرَسِ وَهوَ أشدُّهُ عليَّ وأحيانًا يتمثَّلُ لي الملَكُ رجلًا فيُكلِّمني فأعي ما يقول قالَت عائشةُ فلقد رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ينزلُ عليْهِ الوحيُ في اليومِ البردِ الشَّديدِ فيَفصِمُ عنْهُ وإنَّ جبينَهُ ليتفصَّدُ عرقًا). [١١] [١٠] أحوال نزول القرآن الكريم نزلت كثير من سُور القرآن مُفرَّقة، كما نزل عددٌ منها جملة واحدة؛ فممّا نزل منه مُفرَّقاً: الآيات الأولى من سورة العلق، والآيات الأولى من سورة الضحى ، ومن السُّور التي نزلت مرّة واحدة كاملة: سورة الأنعام، وسورة المرسلات، وقد نزلت المُعوّذتان معاً. [١٢] إلّا أنّ عموم ما نزل على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان مُفرَّقاً طوال فترة دعوته. [١٣] معلومات حول نزول القرآن استمرّ نزول القرآن الكريم مدّة ثلاثة وعشرين عاماً؛ إذ أوحى الله -تعالى- به إلى النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد أن بلغ الأربعين من عُمره، [١٤] [١٥] و أول ما نزل من القرآن على الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو صدر سورة العلق، وهي الآيات الكريمة: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).