والحب ذو العصف والريحان

واختلفت القراء في قراءة قوله: ( وَالرَّيْحَانُ)، فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض المكيين، وبعض الكوفيين بالرفع عطفا به على الحبّ، بمعنى: وفيها الحبّ ذو العصف، وفيها الريحان أيضا. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفيين. ( وَالرَّيْحَانُ) بالخفض عطفا به على العصف، بمعنى والحبّ ذو العصف وذو الريحان. (4) وأولى القراءتين في ذلك بالصواب: قراءة من قرأه بالخفض للعلة التي بينت في تأويله، وأنه بمعنى الرزق. وأما الذين قرءوه رفعا، فإنهم وجَّهوا تأويله فيما أرى إلى أنه الريحان الذي يشمّ، فلذلك اختاروا الرفع فيه وكونه خفضا بمعنى: وفيها الحبّ ذو الورق والتبن، وذو الرزق المطعوم أولى وأحسن لما قد بيَّناه قبل. ------------------------ الهوامش: (2) هذا الشاهد من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 172 من مصورة جامعة القاهرة رقم 26390 عن نسخة "مراد متلا ". وهذا بعد ان انتهت مراجعنا على الصورة الأولى رقم 26059 لانتهاء أورقها عند سورة القمر) أنشده أبو عبيدة عند قوله تعالى: ( والحب ذو العصف والريحان) قال: تخرج له عصيفة، وهي أذنته أعلاه، وهو الهبود، وأذنه إنما هي زيادته وكثرته وورقه الذي يتعصف. ما معنى قوله تعالى (والحب ذو العصف والريحان) - أجيب. وهو كما قال علقمة بن عبدة " تسقى مذانب... البيت ".

إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الرحمن - القول في تأويل قوله تعالى " والأرض وضعها للأنام "- الجزء رقم23

وأما قوله: " والحب ذو العصف والريحان " فالعصف ساق الزرع ، والريحان ورقه ، عن الفراء. وقراءة العامة " والحب ذو العصف والريحان " بالرفع فيها كلها على العطف على الفاكهة. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الرحمن - الآية 12. ونصبها كلها ابن عامر وأبو حيوة والمغيرة عطفا على الأرض. وقيل: بإضمار فعل ، أي وخلق الحب ذا العصف والريحان ، فمن هذا الوجه يحسن الوقف على " ذات الأكمام ". وجر حمزة والكسائي " الريحان " عطفا على العصف ، أي فيها الحب ذو العصف والريحان ، ولا يمتنع ذلك على قول من جعل الريحان الرزق ، فيكون كأنه قال: والحب ذو الرزق. والرزق من حيث كان العصف رزقا ؛ لأن العصف رزق للبهائم ، والريحان رزق للناس ، ولا شبهة فيه في قول من قال: إنه الريحان المشموم.

والأرض وضعها للأنام - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة مثله. وقوله: ( فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو) يقول - تعالى ذكره -: في الأرض فاكهة ، والهاء والألف فيها من ذكر الأرض. ( والنخل ذات الأكمام): والأكمام: جمع كم ، وهو ما تكممت فيه. واختلف أهل التأويل في معنى ذلك. فقال بعضهم: عنى بذلك تكمم النخل في الليف. حدثني يعقوب قال: ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء قال: سألت الحسن عن قوله: ( والنخل ذات الأكمام) ، فقال: سعفة من ليف عصبت بها. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة والحسن ( ذات الأكمام): أكمامها: ليفها. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( والنخل ذات الأكمام): الليف الذي يكون عليها. وقال آخرون: يعني بالأكمام الرفات. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الرحمن - القول في تأويل قوله تعالى " والأرض وضعها للأنام "- الجزء رقم23. حدثنا ابن بشار قال: ثنا محمد بن مروان قال: ثنا أبو العوام ، عن قتادة ( والنخل ذات الأكمام) قال: أكمامها رفاتها. وقال آخرون: بل معنى الكلام: والنخل ذات الطلع المتكمم في كمامه. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( والنخل ذات الأكمام) وقيل له: هو الطلع. قال: نعم. وهو في كم منه حتى ينفتق عنه. قال: والحب - أيضا - في أكمام. وقرأ: ( وما تخرج من ثمرات من أكمامها).

القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الرحمن - الآية 12

وعن ابن عباس أيضا والضحاك وقتادة: أنه الريحان الذي يشم ، وقاله ابن زيد. وعن ابن عباس أيضا: أنه خضرة الزرع. وقال سعيد بن جبير: هو ما قام على ساق. وقال الفراء: العصف المأكول من الزرع ، والريحان ما لا يؤكل.. وقال الكلبي: إن العصف الورق الذي لا يؤكل ، والريحان هو الحب المأكول. وقيل: الريحان كل بقلة طيبة الريح سميت ريحانا ، لأن الإنسان يراح لها رائحة طيبة أي يشم فهو فعلان ، روحان من الرائحة ، وأصل الياء في الكلمة واو قلب ياء للفرق بينه وبين الروحاني وهو كل شيء له روح. قال ابن الأعرابي: يقال شيء روحاني وريحاني أي له روح. ويجوز أن يكون على وزن فيعلان فأصله " ريوحان " فأبدل من الواو ياء وأدغم كهين ولين ، ثم ألزم التخفيف لطوله ولحاق الزائدتين الألف والنون ، والأصل فيما يتركب من الراء والواو والحاء الاهتزاز والحركة. وفي الصحاح: والريحان نبت معروف ، والريحان الرزق ، تقول: خرجت أبتغي ريحان الله ، قال النمر بن تولب: سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر وفي الحديث: الولد من ريحان الله. وقولهم: سبحان الله وريحانه ، نصبوهما على المصدر يريدون تنزيها له واسترزاقا. وأما قوله: والحب ذو العصف والريحان فالعصف ساق الزرع ، والريحان ورقه ، عن الفراء.

ما معنى قوله تعالى (والحب ذو العصف والريحان) - أجيب

حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ( والريحان) قال: ريحانكم هذا. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( والريحان): الرياحين التي توجد ريحها. [ ص: 21] وقال آخرون: هو خضرة الزرع. حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية عن علي ، عن ابن عباس قوله: ( والريحان) يقول: خضرة الزرع. وقال آخرون: هو ما قام على ساق. حدثنا ابن حميد قال: ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد قال: ( الريحان) ما قام على ساق. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني به الرزق ، وهو الحب الذي يؤكل منه. وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالصواب ؛ لأن الله - جل ثناؤه - أخبر عن الحب أنه ذو العصف ، وذلك ما وصفنا من الورق الحادث منه ، والتبن إذا يبس ، فالذي هو أولى بالريحان ، أن يكون حبه الحادث منه ؛ إذ كان من جنس الشيء الذي منه العصف. ومسموع من العرب تقول: خرجنا نطلب ريحان الله ورزقه. ويقال: سبحانك وريحانك: أي ورزقك. ومنه قول النمر بن تولب: سلام الإله وريحانه وجنته وسماء درر وذكر عن بعضهم أنه كان يقول: العصف: المأكول من الحب [ ص: 22] والريحان: الصحيح الذي لم يؤكل. واختلفت القراء في قراءة قوله: ( والريحان) ، فقرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة وبعض المكيين ، وبعض الكوفيين بالرفع عطفا به على الحب ، بمعنى وفيها الحب ذو العصف ، وفيها الريحان أيضا.

قال تعالى:"وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴿٦٨﴾ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٦٩﴾" (سورة النحل) و مما يجدر ذكره أن عند إكتمال تلقيح النبات بهذه الطريقه فإنه يوقف إصدار الريحان, حتى يوجه الحشرات التي تحمل حبوب اللقاح إلى نباتات لم تلقح بعد. و قد أوردت اللينكات أدناه لمقالات تتحدث عن ألية التكاثر في النباتات: بعد أن وضحت مفهوم الحب ذو العصف و الريحان من تفصيل القراءن لنتدبر الأيه التاليه, و نحاول فهمها فهما ربانيا جديدا; قال تعالى:"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾" (سورة الفيل) من هنا المقصود ب ا لعصف المأكول!!! بعد أن وضحت مفهوم العصف في القراءن, يتضح لنا أن الله يصف لنا منظر الحجاره التي قذف بها أصحاب الفيل من قبل الطير الأبابيل.

ثم ذكر ما فيها من الأقوات الضرورية، فقال: { { فِيهَا فَاكِهَةٌ}} وهي جميع الأشجار التي تثمر الثمرات التي يتفكه بها العباد، من العنب والتين والرمان والتفاح، وغير ذلك، { { وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ}} أي: ذات الوعاء الذي ينفلق عن القنوان التي تخرج شيئا فشيئا حتى تتم، فتكون قوتا يؤكل ويدخر، يتزود منه المقيم والمسافر، وفاكهة لذيذة من أحسن الفواكه. { { وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ}} أي: ذو الساق الذي يداس، فينتفع بتبنه للأنعام وغيرها، ويدخل في ذلك حب البر والشعير والذرة والأرز والدخن، وغير ذلك، { { وَالرَّيْحَانُ}} يحتمل أن المراد بذلك جميع الأرزاق التي يأكلها الآدميون، فيكون هذا من باب عطف العام على الخاص، ويكون الله قد امتن على عباده بالقوت والرزق، عموما وخصوصا، ويحتمل أن المراد بالريحان، الريحان المعروف، وأن الله امتن على عباده بما يسره في الأرض من أنواع الروائح الطيبة، والمشام الفاخرة، التي تسر الأرواح، وتنشرح لها النفوس. ولما ذكر جملة كثيرة من نعمه التي تشاهد بالأبصار والبصائر، وكان الخطاب للثقلين، الإنس والجن، قررهم تعالى بنعمه، فقال: { { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}} أي: فبأي نعم الله الدينية والدنيوية تكذبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة، فما مر بقوله: { { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}} إلا قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد، فهذا الذي ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه، أن يقر بها ويشكر، ويحمد الله عليها.