ما حكم السلام على غير المسلمين؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام

فإن كل ما حرمه الله فهو ظلم؛ إما في حق الله فقط ، وإما في حق عباده ، وإما فيهما. وما أمر به من هجر الترك والانتهاء ، وهجر العقوبة والتعزير: إنما هو إذا لم يكن فيه مصلحة دينية راجحة على فعله. وإلا ؛ فإذا كان في السيئة حسنة راجحة: لم تكن سيئة. وإذا كان في العقوبة مفسدة راجحة على الجريمة: لم تكن حسنة؛ بل تكون سيئة. وإن كانت مكافئة: لم تكن حسنة ، ولا سيئة. فالهجران: قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة ، التي هي ظلم وذنب وإثم وفساد. فضل السلام - موضوع. وقد يكون مقصوده فعل حسنة الجهاد ، والنهي عن المنكر ، وعقوبة الظالمين لينزجروا ويرتدعوا ، وليقوى الإيمان والعمل الصالح عند أهله. فإن عقوبة الظالم تمنع النفوس عن ظلمه ، وتحضها على فعل ضد ظلمه: من الإيمان والسنة ونحو ذلك. فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ، ولا انتهاء أحد؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرةً مأمورا بها ، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية!! فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم: سقط الأمر بفعل هذه الحسنة ، وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف ، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي. وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة: فلو ترك رواية الحديث عنهم ، لا ندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم.

حكم القاء السلام على النساء

ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول فيه صاحبه: ما حكم تكرار إلقاء السلام بين الشخصين إذا التقيا بعد تَفَرُّقٍ قريب؟ واجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن السلام والتحية بين الناس مأمورٌ بهما عند كل لُقْيَا، وإذا التقى الشخص بآخر بعد تَفَرُّقٍ قريب أو بعد ما شغلهم شاغل أو حالَ بينهم حائلٌ من جدارٍ أو غيره فيُسَنُّ إعادة إلقاء السلام مرةً أخرى، وهذا هو المرويُّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم. وأوضح أن السلام والتحية بين الناس مأمورٌ بهما عند كل لُقْيَا، إلى حد الأمر بمعاودة السلام بينهم كلما شغلهم شاغل أو حالَ بينهم حائلٌ من جدارٍ أو غيره، وهو المرويُّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم. واستشهد المفتي بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السلام؛ قال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسلم عليه فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ»، ثم قال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» حتى فعل ذلك ثلاث مرات.

حكم القاء السلام عند دخول المسجد

الحمد لله. أولا: من الحقوق الثابتة للمسلم على أخيه المسلم: أن يسلم عليه إذا لقيه. روى مسلم (2163) ، وأحمد (8638) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ)ن قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ). ولا يبطل هذه الحقوق وقوع المسلم في بعض الذنوب والمعاصي ، فإن هذا لا يسلم منه أحد ؛ لا سيما إذا كانت من الصغائر واللمم ، أو كان متسترا بما وقع فيه ، مستحييا منه ، نادما عليه. أحكام السلام في الإسلام. ولكن إذا وقع المسلم في بعض الكبائر ولم يتب منها ، فهذا هو الذي يشرع هجره ، بشرط أن يكون في هذا الهجر مصلحة. ويتأكد ذلك الأمر: إذا كان مجاهرا بذنبه ، مستخفا به ، أو داعيا إليه ، ناشرا للفاحشة بين المؤمنين ، فمثل هذا يتأكد في حقه الهجر جدا. وينظر جواب السؤال رقم: ( 239089). والمصلحة من عدم إلقاء السلام على صاحب المعصية ؛ هي تأديب هذا العاصي ، ومحاصرة معصيته ، وحماية المجتمع منها.

حكم سلام الماشي على الجالس هو الموضوع الذي سيتم الحديث عنه في هذا المقال، وقد حثَّ الشرع الحنيف على إفشاء السلام بين النَّاس لما له من عظيم الأثر على المجتمع؛ إذ أنَّه يعمل على نشر المودة والمحبة بين الناس، وزوال البغضاء والشحناء من قلوبهم، [1] ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " والَّذي نفسي بيدِه لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أولا أدلُّكم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحاببتُم أفشوا السَّلامَ بينَكم". [2] حكم إلقاء السلام والرد عليه إنَّ حكم إلقاء السلام يعدُّ سنة عند الشافعية والحنابلة والمالكية بالقول الراجح، وخالفهم بذلك الأحناف حيث أنَّهم عدُّوا إلقاء السلام من الواجبات، وأمَّا رده فهو واجبٌ على المُلقى عليه بإجماع الفقهاء، وتمَّ استنباط هذا الحكم من قول الله تعالى: { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}، [3] حيث جاء الأمر برد التحية بأحسن منها أو بمثلها، ومعلومٌ أنَّ الأمر في القرآن الكريم يأتي بمعنى الوجوب مالم يكن هناك دليلٌ يصرفه إلى الندب.