حديث تعس عبد الدينار

السؤال: تعس عبدُ الدينار هنا وقع في الشِّرك؟ الجواب: مَن يعمل للدينار يكون شركًا أصغر، إذا أراد الإنسانُ بعمله الدنيا. فإذا كان ما عنده إيمان ولا تقوى صار شركًا أكبر. لكن إذا كان إنما علَّم لأجل الدنيا، أو أمر لأجل الدنيا، أو نهى لأجل الدنيا، ما هو لأجل الله؛ يكون من باب الشرك الأصغر: تعس عبد الدينار. أما إذا كان لله ولكن أُعطي ما يُعينه؛ فلا بأس، يُعطى من المعاش ما يُعينه على ذلك فلا حرج عليه. [1] 01 من أول الكتاب (السعادة في ثلاث) فتاوى ذات صلة

  1. تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم
  2. حديث تعس عبد الدينار
  3. تعس عبد الدينار اسلام ويب

تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم

تَعِس عبد الدينار الحمد لله المحمود بآلائه، المعبود في أرضه وسمائه، أفضل حمد وأعلاه، وغاية الحمد ومنتهاه، أحمده كما ينبغي له ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. أما بعد: أيها الأخوة في الله: لحظات قليلة مع موضوع مهم في حياتنا لم ينتبه له كثير من الناس. أيها المسلمون: جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، عبد الخميصة، إن أعطي منها رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش) 1. أيها الناس: إن كثيراً من الناس اليوم يحرص أن لا يكون من عبدة الأوثان والأصنام، أو إبليس، أو يكون عابد نفسه، ولكن لم يدرك هذا المسكين ما قدر قيمة الدينار والدرهم في قلبه أمام قدْر الله – تعالى – ؛ فتراه يحسب ما لديه من أموال، أو يشتغل بجمع المال، أو يتمناه على غير وجه حق، ويقضي في ذلك الأوقات الطويلة مضيعاً من أجل ذلك فرائض الله – تعالى – ، بل ويحب ويبغض من أجل الدينار والدرهم، ولم يدرك هذا المسكين أن فعل ذلك هو عبادة للدينار والدرهم؛ ولهذا فقد صور النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا المال صورة بشعة عندما يأتي يوم القيامة فيلتقي هو وصاحبه.

حديث تعس عبد الدينار

ومنهم من هدفه رضا الله والدار الآخرة، فلا يتطلع إلى جاه ولا يطلب شهرة، إنما يقصد بعمله طاعة الله ورسوله، وعلامة هذا الصنف من الناس عدم الاهتمام بمظهره، ورضاه بالمكان الذي يوضع فيه، وهوانه على الناس، وابتعاده عن ذوي المناصب والهيئات، فإن استأذن عليهم لم يُؤْذَنْ له، وإن شفع عندهم لم يُشَفِّعُوه، لكن مصيره الجنة، ونَعِمَ الثواب. الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية الصينية الفارسية الهندية السنهالية الكردية البرتغالية عرض الترجمات

تعس عبد الدينار اسلام ويب

ونتذكَّرَ قولَ الله -تعالى-: ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحديد: 22]. يا عباد الله: من قَوِيَ إيمانُهُ بالقَدَرِ, وبالله -تعالى- الذي قَدَّرَ الأقدارَ قبلَ وُجودِها يكونُ رجلاً مُستقيماً مُلتزماً دِينَ الله -تعالى-, آمراً بالمعروفِ ناهياً عن المنكرِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وبدونِ فظاظةٍ ولا غلاظةٍ ولا شماتةٍ مع الإخلاصِ لله -تعالى-, وخُذوا هذا المثالَ: سيِّدُنا العزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ لَقِيَ حاكمَ مِصرَ الصَّالحَ أيُّوب, فقال له: يا أيوب ماذا ستقولُ لربكَ إذا سألكَ ألم أبوئكَ مصرَ فلماذا تبيحُ الخمورَ؟ قال: وهل كلامكَ صحيحٌ يَا عِز؟! قال: نَعَم حانَةُ كَذا وحانَةُ كَذا، قال: ولكنها لم تكن في عهدي وإنَّما كانت في عهدِ أبي واستَمَرَّت، فقال له العِزُّ بنُ عبدِ السَّلام: يعني أنتَ من أولئكَ الذينَ قال اللهُ عنهم: ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) [الزخرف: 23]. قيلَ للعِزِّ بعد هذا الفصلِ: كيفَ استطعتَ أن تقولَ هذا للصَّالِحِ أيوب؟!

إذا شيك فلا انتقش)، ولا أحد يخرجها له بالمنقاش، فقد يهتم به أحد ليخرجها له بالمنقاش، لكن يدعو عليه أنه إذا أصابته ولو شوكة، بألا يجد أحداً يخرجها له، فكيف بما هو أعظم من الشوكة؟! إذاً: النبي عليه الصلاة والسلام يدعو عليه ألا يرق له قلب إنسان، ولا يعطف عليه إنسان، حتى لا تهون عليه مصيبته، ولا يتسلى بكلام الناس وتعزيتهم له، بل إنه يزيد غيظه، لأنه لا يجد أحداً يهتم به، ولا شك أن فرح الأعداء غيظ بالنسبة للمصاب. فما دعا عليه بهذه الدعوات، وتنوعت الدعوات وتكررت وصارت بهذه الشدة إلا لأن هذا الرجل وضعه في غاية السوء، إنه جعل مقصوده ومطلوبه هو المال والدنيا، وسعى للتحصيل بكل سبيلٍ ممكن، حتى صارت نيته مقصورةً على الدنيا يغضب لها ويرضى لها، ولذلك سماه عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر في هذا الحديث دعاءٌ وما هو خبر: (تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش) هذه حال من أصابه شر، لا نال المطلوب ولا تخلص من المكروه، وهذا حال من عبد المال أيضاً. قال في الحديث: (إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط) محتمل أن يكون المعطي هو الله، ومحتمل أن يكون المعطي إنساناً آخر، فهذا الرجل: إذا أعطاه الله شيئاً ربما يفرح لذلك وينشرح صدره، وإذا ما أعطاه الله قال: (ربي أهانن) سخط على ربه، وسخط على القضاء والقدر، ويحتمل أن يكون المعطي والمانع شخصاً من الأشخاص، مثل حال المنافقين مع النبي صلى الله عليه وسلم، ماذا قال الله عنهم؟ قال جل وعلا: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ.

والحمد لله أولاً وآخراً. 1 السنن الكبرى للبيهقي (9/195)، قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 2962 في صحيح الجامع. 2 رواه مسلم برقم(1649). 3 متفق عليه. 4 أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. 5 6 أخرجه ابن المبارك في الزهد ص (189). 7 سير أعلام النبلاء (4/579). 8 أخرجه أبو نعيم في الحلية. 9 عدة الصابرين ص (185-186) باختصار.