حفصة زوجة الرسول

البلاغة والفصاحة سماتها كانت السيدة حفصة من النساء القلائل اللاتى تعلمن الكتابة وقتئذ، وعُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة قالتها بعد مقتل أبيها، وروت عدة أحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن أبيها، وتوفيت السيدة حفصة رضى الله عنها فى شهر شعبان 41 هـ بالمدينة المنورة فى أول خلافة معاوية بن أبى سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة آنذاك، ودفنت فى البقيع.

  1. مناقشة: نزول الوحي مكتوبا وألواح موسى عليه السلام - الصفحة 8 - منتـدى آخـر الزمـان

مناقشة: نزول الوحي مكتوبا وألواح موسى عليه السلام - الصفحة 8 - منتـدى آخـر الزمـان

وعلى هذا التفسير يكون سبب الطلاق هو إفشاء حفصة رضي الله عنها لسر النبي صلى الله عليه وسلم. والخلاصة؛ أنه لا يوجد حديث صحيح صريح ينص على سبب تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين حفصة رضي الله عنها. لكن لا يبعد أن يكون متعلقا بالسر الذي أسر إليها به، ويتقوى ذلك بقراءة الكسائي. وقد تكون هناك أسباب أخرى من خصائص بيت النبوة انضمت إلى كل هذا. قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: " دل الحديث على جواز تطليق الرجل لزوجته، ولو أنها كانت صوامة قوامة، ولا يكون ذلك بطبيعة الحال إلا لعدم تمازجها وتطاوعها معه. مناقشة: نزول الوحي مكتوبا وألواح موسى عليه السلام - الصفحة 8 - منتـدى آخـر الزمـان. وقد يكون هناك أمور داخلية لا يمكن لغيرهما الاطلاع عليها " انتهى. "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (5 / 18). ولعل في عدم إفصاح النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب طلاقه حفصة رضي الله عنها ما يشير إلى الأدب في هذا ، وأن الرجل إذا طلق امرأته فلا ينبغي له أن يفشي سرها ، ولا أن يصفها بما تكره ، فإن ذلك يكون من الغيبة. وقد ذكر الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" (2/52): من الأمور التي ينبغي للزوج أن يراعيها في الطلاق: "أن لا يفشى سرها ، لا في الطلاق ولا عند النكاح ، فقد ورد في إفشاء سر النساء في الخبر الصحيح وعيد عظيم [رواه مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الخيانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم يفشي سرها)].

وكان الكسائي يذكر عن الحسن البصري وأبي عبد الرحمن السلمي وقتادة، أنهم قرءوا ذلك: (عَرَفَ) بتخفيف الراء، بمعنى: عرف لحفصة بعض ذلك الفعل الذي فعلته من إفشائها سره، وقد استكتمها إياه، أي: غضب من ذلك عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجازاها عليه. من قول القائل لمن أساء إليه: لأعرفن لك يا فلان ما فعلت، بمعنى:لأجازينك عليه. قالوا: وجازاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من فعلها بأن طلقها " انتهى. "تفسير الطبري" (23 / 91 - 92). قال أبو علي الفارسي: " وجه التخفيف ، لقول الكسائي ( عَرَفَ بَعْضَهُ) أنه جازى عليه، لا يكون إلا كذلك، ألا ترى أنه لا يخلو من أن يكون (عَرَّفَ) الذي معناه علم، أو الذي ذكرنا، فلا يجوز أن يكون من باب العلم، لأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، إذا أظهره اللَّه على ما أسرّه إليها علم جميع ذلك، ولم يجز أن يعلم من ذلك - مع إظهار اللَّه إياه عليه - بعضه، ولكن يعلم جميعه. فإذا لم يجز حمله على هذا الوجه، علمت أنه من المعنى الآخر، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعرف لأهل الإحسان، وأعرف لأهل الإساءة، أي: لا يخفى عليّ ذلك، ولا مقابلته بما يكون وفقا له " انتهى. "الحجة للقراء السبعة" (6 / 301).