المن والسلوى في القرآن

وأخيراً في قوله: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى"، من سورة طه الآية 80. تفسير: (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى). المميز في ذلك النوع من الحلوى ليس فقط أن عنصره الأساسي الدبق ينمو على الأشجار، بل أيضاً لتدخُّل الحشرات في تكوينه وصناعته قبل أن يجمعه الإنسان ويقوم بتحضيره عبر إضافة بعض المُنكهات والمُطيّبات المحددة عليه، ليُصبح في صورته النهائية المعروفة. كيف تتدخل الحشرات في تكوين حلوى المن والسلوى؟ نوعيات الأشجار التي أسلفنا ذكرها لا تُنبت هذا النوع من المادة الدبقة من تلقاء نفسها، بل تتواجد حشرة صغيرة فوق جذوع هذه الأشجار، تسمى حشرة المن، وهي التي تُسهم في إفراز المادة التي تُصنع منها حلوى المن. إذ تقوم هذه الحشرة بإفراز مادة صمغية تتجمع فوق الجذوع والأوراق، ويُطلق عليها في تلك المرحلة المبكرة اسم الصمغ العربي. ولاحقاً في الخطوة التالية يتم تجميع هذا الصمغ من قِبَل المزارعين في أقرب فرصة من إفرازه، وقبل أن يتعرض للهواء والشمس لكي لا يفقد لزوجته ويتحول إلى بلورات يابسة من الصمغ العربي، المعروفة بعض نوعياته أيضاً باسم اللبان الذكر.

قصة طائر السلوى في القرآن الكريم  - إقرأ يا مسلم

تفسير القرآن الكريم

تفسير: (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى)

مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 28/12/2016 ميلادي - 29/3/1438 هجري الزيارات: 14321 ♦ الآية: ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (57). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وظللنا عليكم الغمام ﴾ سترناكم عن الشَّمس في التِّيه بالسَّحاب الرَّقيق ﴿ وأنزلنا عليكم المنَّ ﴾ الطُّرَنْجبين كان يقع على أشجارهم بالأسحار ﴿ والسَّلوى ﴾ وهي طير أمثال السُّمانى وقلنا لهم: ﴿ كلوا من طيبات ﴾ من حلالات ﴿ ما رزقناكم وما ظلمونا ﴾ بإبائهم على موسى عليه السَّلام دخول قرية الجبَّارين ولكنَّهم ظلموا أنفسهم حين تركوا أمرنا فحبسناهم في التِّيه.

ص213 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون - المكتبة الشاملة

قال الماوردي: قوله عز وجل (وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ.... ) فيه سبعة أقاويل: أحدها: أن المنَّ ما سقط على الشجر فيأكله الناس، وهو قول ابن عباس. والثاني: أن المنَّ صمغة، وهو قول مجاهد. والثالث: أن المنَّ شرابٌ، كان ينزل عليهم يشربونه بعد مزجِهِ بالماء، وهو قول الربيع بن أنس. والرابع: أن المنَّ عسل، كان ينزل عليهم، وهو قول ابن زيدٍ. والخامس: أن المن الخبز الرقاق، وهو قول وهب. المن والسلوى في القرآن. والسادس: أنه الزنجبيل، وهو قول السدي. والسابع: أنه الترنجين. قال ابن كثير: والله أعلم أنه أكل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير ذلك مما ليس فيه عمل ولا كد، وفي الحديث قال -صلى الله عليه وسلم- (الكمأة من المن) أي: من جنس ما منّ الله به على بني إسرائيل، حيث إنه يوجد - فضلاً من الله - من غير تعب.

وباستطراد المفسرون في وصف ذاك الطائر فقد أوضحوا أنه أصغر من الحمام وأكبر من العُصفور، وهو من الطيور التي يندر أن يراها الناس، وهذا حَسَبَ هجرته من مكانٍ إلى مكان، إذ أنه يقضي فصل الصيف في القارة الأوروبية، ثم يبدأ في هجرته إلى القارة السمراء "إفريقيا" خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط شتاءًا، وغالبًا ما يقطن الأماكن العشبية والحقول الزراعية.