الأحنف بن قيس سيد بني تميم الشيخ الكملي

وعن ابن إسحاق أن ابن عامر خرج من خراسان معتمرا قد أحرم منها وخلف على خراسان الأحنف وجمع أهل خراسان جمعا كبيرا وتجمعوا بمرو فالتقاهم الأحنف فهزمهم وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله. قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه. وقال خالد بن صفوان كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه وقيل للأحنف إنك كبير والصوم يضعفك قال اني أعده لسفر طويل وقيل كانت عامة صلاة الأحنف بالليل وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول حس ويقول ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا. وروي أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل. وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك. الاحنف بن قيس التميمي. قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد. قال الحسن ذكروا عن معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت فقال يا أبا بحر مالك لا تتكلم قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت. وعن الأحنف عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر. -------------------------------------------------------------------------------- حلم الأحنف قيل عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وفيه قال الشاعر: إذا الأبصار أبصرت ابن قيس*****ظللن مهابة منه خشوعا.

ترجمة الأحنف بن قيس

وفاة الأحنف توفي الأحنف بالكوفة عن عمر تجاوز السبعين عاما، وصلى عليه مصعب بن الزبير، وخرجت تميم عن بكرة أبيها تودع حكيمها. انقطع نسل الأحنف، ولكن تميم ظلت تحيي ذكراه، باعتباره أباهم وزعيمهم الذي ظل حلمه مضرب أمثال العرب.

وقال أيضاً: بأنّه تأخيرُ مُكافأةِ الظَّالم. اذاً فالحِلمُ فِيمَ نَرى، بأنّه طُمأنينة وهدوء عند فوران الغضب، وتركَ الحليم الإنتقام. ولقد أوصانا الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ، سيّدُ الحُلماء في مثلِ هذه الأوقات، أي أوقات الغضبِ ومحبّةِ الإنتقام، عندما سأله أحدُ الصّحابة، في الحَديث الذي رواه الصّحابي الجليل أَبي هُريرة، عندما قال للنّبيِ "أوصِنِي، قالَ: لا تَغضَب، فَردّدَ مِراراً، قالَ: لا تغضَب ". وتِكرار النبي لهذهِ الوصيّة، لهذا الصّحابيِّ دلالةٌ على خيرِ الدُّنيا والآخِرة، وضِدّها أي {الغضب}، يؤولُ إلى التّقاطع بين الناس، وعَدَمِ الرِّفقِ وإيذاء الناس. الأحنف بن قيس سيد بني تميم الشيخ الكملي. فالرّجل حتّى يبقى في دائرة الحِلمِ، يجب أن يَملكَ نَفْسَهُ عند الغضب، حتى لا يخرُجْ إلى الإنتقام وإيذاء النّاس، حين يجهل الجُهَلاء عليه. فكان من وصايا النبي في حديثه الشريف، أنّه قال: "ليسَ الشّديدُ بالصّرعة، وإنّما الشّديدُ الذي يملكُ نفْسهُ عند الغضب" ـ وَمِن جميلِ ما ذُكِرَ في الحِلْمِ، ما ذكَرَهُ الإمام "عليّ بن أبي طَالب"، كَرّمَ الله وجْهَهُ، في ذلك حينما قال: "إنَّ أوّلَ عِوَضِ الحليمِ عن حِلْمِهِ، أنَّ النَّاس أنْصَارٌ له على الجَاهِلِ".