اقم الصلاة طرفي النهار

أخرج البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمساً، هل يُبْقي من درنه شيئاً»، وفي رواية عند مسلم «هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئاً قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا». أما بعد: فقد أخرج البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمساً، هل يُبْقي من درنه شيئاً »، وفي رواية عند مسلم « هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئاً قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا »، هذا الحديث يوضح لنا فضيلة الصلوات الخمس، وليس هذا هو الحديث الوحيد فهناك أحاديث أخرى بينت فضل الصلاة، ومن بين هذه الأحاديث التي توضح أن الصلوات الخمس تحط خطايا ابن آدم أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما صح عنه قال: « إذا صلى أحدكم أُتي بسيئاته فوضعت على عاتقه فكلما ركع أو سجد تساقطت منه ».

  1. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة هود - الآية 114
  2. الباحث القرآني
  3. ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين )

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة هود - الآية 114

ما جاءه إلا بوقت الظهر، جبريل عليه السلام بعدما فارقه ليلة المعراج ورجَع رسول الله إلى مكّة ما علّمه الأوقات إلا الظّهر، جاءه عندَ صلاة الظهر بعدما مالت الشمس. الشمس أولَ ما تُشرق من مشرِقها يكون الظل في جهة المغرب ثم كلما ارتفعت الشمس الظل يتقاصر، ثم لَما تأتي الشمس إلى وسط السماء ينتهي التقاصر، ثم بمجرد ما تميل الشمس إلى جهة المغرب دخل الظهر هذا معنى فصلى حين زالت الشمس. لَما مَالت الشمس عن وسط السماء إلى جهة المغرب تصلي الظهر، وكان جبريلُ إماماً له في هذا اليوم، وفي اليوم الثاني صلى به الصلوات الخمس إماماً. جبريل صلى بالنبي إماماً ثم جاءه حين صار ظلُ الشىء مثلَه. حين صار الظلُ مثلَه، هذا يحتاج إلى شرح حتى تفهموه لأن ذلك نهاية وقت الظهر أن يصير ظلُ الشىء مثله - مثلُ الشىء -. إذا عُمل هنا عامود، عندما تأتي الشمس إلى وسط السماء يبقى ظل في أغلب الأيام في أغلب الدنيا يبقى ظل بحذائه، الظل الذي يبقى يسمّى " ظلَ الزوال ". هذا الظل الذي يبقى يُحفظ مقدارُه إن كان قدَمًا أو قدمين أو أكثر أو أقل يُحفظ ثم يَتحّوَل الظل، يميل. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة هود - الآية 114. ثم هذا الظل الجديد الذي حصل لَما مالت الشمس لَما يطول ويصير مثل الشىء مثل العمود مثلاً، إذا فَرضنا هذا العامود عُشْر وحصل من الظل الزائد الجديد مثلُه الظهرُ انتهى، العصر صار مثله وزيادة ظل الاستواء، ظل الاستواء هو ذاك الظل.

الباحث القرآني

وقوله: (إن الحسنات يذهبن السيئات) يقول: إن فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة، كما جاء فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد وأهل السنن، عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب قال: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعنى الله بما شاء أن ينفعنى منه، وإذا حدثنى عنه أحد استحلفته، فإذا حلف لى صدقته، وحدثنى أبو بكر - وصدق أبو بكر - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من مسلم يذنب ذنبا، فيتوضأ ويصلى ركعتين، إلا غفر له". تفسير القرطبى وفيه مسائل منها: الأولى: قوله تعالى: وأقم الصلاة طرفى النهار لم يختلف أحد من أهل التأويل فى أن الصلاة فى هذه الآية يراد بها الصلوات المفروضة، وخصها بالذكر لأنها ثانية الإيمان، وإليها يفزع فى النوائب، وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وقال شيوخ الصوفية: إن المراد بهذه الآية استغراق الأوقات بالعبادة فرضا ونفلا، قال ابن العربى: وهذا ضعيف، فإن الأمر لم يتناول ذلك إلا واجبا لا نفلا، فإن الأوراد معلومة، وأوقات النوافل المرغب فيها محصورة، وما سواها من الأوقات يسترسل عليها الندب على البدل لا على العموم، وليس ذلك فى قوة بشر.

( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين )

فقال له عمر: لقد سترك الله! لو سترت على نفسك؛ فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فانطلق الرجل فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه، فتلا عليه {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} إلى آخر الآية؛ فقال رجل من القوم: هذا له خاصة؟ قال: (لا بل للناس كافة). قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وخرج أيضا عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة حرام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن كفارتها فنزلت{أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ فقال: (لك ولمن عمل بها من أمتي). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وروي عن أبي اليسر. قال: أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت: إن في البيت تمرا أطيب من هذا، فدخلت معي في البيت فأهويت إليها فقبلتها، فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا فلم أصبر، فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا فلم أصبر، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: (أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا)؟ حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة، حتى ظن أنه من أهل النار.

السادسة: ذكر الله سبحانه في كتابه الصلاة بركوعها وسجودها وقيامها وقراءتها وأسمائها فقال: أقم الصلاة الآية. وقال: أقم الصلاة لدلوك الشمس الآية. وقال: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون. وقال: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. وقال: اركعوا واسجدوا. وقال: وقوموا لله قانتين. وقال: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا على ما تقدم. وقال: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها أي بقراءتك; وهذا كله مجمل أجمله في كتابه ، وأحال على نبيه في بيانه; فقال جل ذكره: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فبين - صلى الله عليه وسلم - مواقيت الصلاة ، وعدد الركعات والسجدات ، وصفة جميع الصلوات فرضها وسننها ، وما لا تصح الصلاة إلا به من الفرائض وما يستحب فيها من السنن والفضائل; فقال في صحيح البخاري: صلوا كما رأيتموني أصلي. ونقل ذلك عنه الكافة عن الكافة ، على ما هو معلوم ، ولم يمت النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بين جميع ما بالناس الحاجة إليه; فكمل الدين ، وأوضح السبيل; قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا. قوله تعالى: ذلك ذكرى للذاكرين أي القرآن موعظة وتوبة لمن اتعظ وتذكر; وخص الذاكرين بالذكر لأنهم المنتفعون بالذكرى.

التخطي إلى المحتوى 7 – باب قوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات 39 – (2763) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل، فضيل بن حسين الجحدري. كلاهما عن يزيد بن زريع (واللفظ لأبي كامل). حدثنا يزيد. حدثنا التيمي عن أبي عثمان، عن عبدالله بن مسعود؛ أن رجلا أصاب من امرأة قبلة. فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له. قال فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [11 /هود /114]. قال فقال الرجل: ألي هذه؟ يا رسول الله! قال "لمن عمل بها من أمتي". 40 – (2763) حدثنا محمد بن عبدالأعلى. حدثنا المعتمر عن أبيه. حدثنا أبو عثمان عن ابن مسعود؛ أن رجلا أتى النبي ﷺ. فذكر أنه أصاب من امرأة، إما قبلة، أو مسا بيد، أو شيئا. كأنه يسأل عن كفارتها. قال فأنزل الله عز وجل. ثم ذكر بمثل حديث يزيد. 41 – (2763) حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا جرير عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. قال: أصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة. فأتى عمر بن الخطاب فعظم عليه. ثم أتى أبا بكر فعظم عليه. ثم أتى النبي ﷺ. فذكر بمثل حديث يزيد والمعتمر. 42 – (2763) حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة – واللفظ ليحيى – (قال يحيى: أخبرنا.