كيفك انت ملا انت

ولا أريد أن أذكر للقارئ متى جاء دوري أنا (المؤلف الفاضل)، أحد حملة القلم المتواضعين الذي ما جئت أرجو في شئ، والذي يعرفني منذ سنوات هذا الكبير الذي لا تخلو من أمثاله وأمثال مديره أكثر الدواوين! الخفيف

  1. كيفك انت ملا آیت الله

كيفك انت ملا آیت الله

كنت أنظر إلى وجهها الضارع فتغمز على قلبي وعلى كبدي هذه اللوعة الناطقة فيه، وكانت تدور طرحة سوداء بهذا الوجه، وهو في لون العاج المصفار، فتزيد بياض صفحته وتبرز معنى الثكل فيه... وكانت هذه السيدة الحزينة تنظر دائماً إلى الأرض، فلا تكاد ترفع بصرها حتى ترده إلى حيث كان في ضراعة وتخشع، وكم كان يحزن نفسي ما أراه من حمرة في جفونها كلما التقى بصري بعينيها الواسعتين الهادئتين، اللتين أطفأ الحزن والسقم ما كان فيهما من بريق! وكانت هذه الزهرة الذابلة رائعة الحسن على الرغم من لوعتها وضراعتها، تروعك ملامح وجهها بقدر ما يروعك حزنها... #زياد_رحبانى يعزف كيفك انت #جملة_مفيدة - YouTube. وهكذا جعل الحزن روعتها روعتين، وجعل ما يحسه القلب حيالها من لوعة كأنما يذوقها مرتين! وكانت شابة لا تزيد على الثلاثين فيما أحسب، وفهمت أنها أرملة كبير من أصحاب هذا الديوان، فعجبت كيف يدعها موظفو المكتب حيث هي فلا يعينونها على ما جاءت له من أمر، ولو لم يكن زوجها من أصحاب هذا الديوان من قبل، لكان لها من هذا الحزن الضارع أكبر شفيع... بل لكان لها من مجيئها ولم تخلع ثوب الحداد بعد، ما هو خليق أن يلين له القلوب ولو كانت من الصخر... ولكن... فيم العجب، ولو أن زوجها نفسه أحيل على المعاش، كما يقول أصحاب الديوان، وجاء بعد يوم واحد إلى نفس الديوان، لتنكر له من كانوا من قبل يرجون مودته، ولحياه من يحييه، وكأنما يريد أن يفهمه أنه يتفضل عليه بهذه التحية، فكيف وقد طواه الموت؟!

مجلة الرسالة/العدد 747/من وراء المنظار زهرة وزهرة...!