القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المطففين - الآية 18

(تَعْرِفُ) مضارع فاعله مستتر و(فِي وُجُوهِهِمْ) متعلقان بالفعل و(نَضْرَةَ) مفعول به مضاف إلى (النَّعِيمِ) والجملة مستأنفة لا محل لها.. إعراب الآية (25): {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)}. (يُسْقَوْنَ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل و(مِنْ رَحِيقٍ) متعلقان بالفعل و(مَخْتُومٍ) صفة والجملة مستأنفة.. إعراب الآية (26): {خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (26)}. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة المطففين - قوله تعالى كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين- الجزء رقم17. (خِتامُهُ مِسْكٌ) مبتدأ وخبره والجملة صفة ثانية لرحيق، (وَفِي) الواو حرف استئناف و(فِي ذلِكَ) متعلقان بما بعدهما (فَلْيَتَنافَسِ) الفاء حرف عطف ومضارع مجزوم بلام الأمر و(الْمُتَنافِسُونَ) فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (27): {وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)}. (وَمِزاجُهُ) الواو حرف عطف ومبتدأ و(مِنْ تَسْنِيمٍ) خبره والجملة معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (28): {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)}. (عَيْناً) مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح (يَشْرَبُ) مضارع مرفوع و(بِهَا) متعلقان بالفعل و(الْمُقَرَّبُونَ) فاعل مؤخر والجملة صفة عينا.. إعراب الآية (29): {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}.

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة المطففين - قوله تعالى كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين- الجزء رقم17

واعلم أن المعتمد في تفسير هذه الآية ما بينا أن العلو والفسحة والضياء والطهارة من علامات السعادة ، [ ص: 89] والسفل والضيق والظلمة من علامات الشقاوة ، فلما كان المقصود من وضع كتاب الفجار في أسفل السافلين ، وفي أضيق المواضع إذلال الفجار وتحقير شأنهم ، كان المقصود من وضع كتاب الأبرار في أعلى عليين ، وشهادة الملائكة لهم بذلك إجلالهم وتعظيم شأنهم ، وفي الآية وجه آخر ، وهو أن المراد من الكتاب الكتابة ، فيكون المعنى أن كتابة أعمال الأبرار في عليين ، ثم وصف عليين بأنه كتاب مرقوم فيه جميع أعمال الأبرار ، وهو قول أبي مسلم. أما قوله تعالى: ( كتاب مرقوم) ففيه تأويلان ؛ أحدهما: أن المراد بالكتاب المرقوم كتاب أعمالهم. والثاني: أنه كتاب موضوع في عليين كتب فيه ما أعد الله لهم من الكرامة والثواب ، واختلفوا في ذلك الكتاب ، فقال مقاتل: إن تلك الأشياء مكتوبة لهم في ساق العرش. وعن ابن عباس أنه مكتوب في لوح من زبرجد معلق تحت العرش. وقال آخرون: هو كتاب مرقوم بما يوجب سرورهم ، وذلك بالضد من رقم كتاب الفجار بما يسوءهم ، ويدل على هذا المعنى قوله: ( يشهده المقربون) يعني الملائكة الذين هم في عليين يشهدون ويحضرون ذلك المكتوب ، ومن قال: إنه كتاب الأعمال ، قال: يشهد ذلك الكتاب إذا صعد به إلى عليين المقربون من الملائكة كرامة للمؤمن.

أجهش بالبكاء: تهيأ له وخنقه بكاؤه. ]] يعني: مطرًا بعد مطر غير محدود العدد، وكذلك تفعل العرب في كلّ جمع لم يكن بناء له من واحده واثنيه، فجمعه في جميع الإناث والذكران بالنون على ما قد بيَّنا، ومن ذلك قولهم للرجال والنساء: عشرون وثلاثون. فإذا كان ذلك كالذي ذكرنا، فبين أنّ قوله: ﴿لَفِي عِلِّيِّينَ﴾ معناه: في علوّ وارتفاع في سماء فوق سماء، وعلوّ فوق علوّ وجائز أن يكون ذلك إلى السماء السابعة، وإلى سدرة المنتهى، وإلى قائمة العرش، ولا خبر يقطع العذر بأنه معنيّ به بعض ذلك دون بعض. والصواب أن يقال في ذلك، كما قال جلّ ثناؤه: إن كتاب أعمال الأبرار لفي ارتفاع إلى حدّ قد علم الله جلّ وعزّ منتهاه، ولا علم عندنا بغايته، غير أن ذلك لا يقصر عن السماء السابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك. وقوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ﴾ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ، مُعَجِّبه من عليين: وأيّ شيء أشعرك يا محمد ما عليون. وقوله: ﴿كِتَابٌ مَرْقُومٌ﴾ يقول جلّ ثناؤه: إن كتاب الأبرار لفي عليين، ﴿كتاب مرقوم﴾: أي مكتوب بأمان من الله إياه من النار يوم القيامة، والفوز بالجنة، كما قد ذكرناه قبل عن كعب الأحبار والضحاك بن مُزَاحم.