تحسب انك جرم صغير

ثم هو بالتالي مسئول عنه خيرا وشرا. فالذي يعيش بفعله لا ينتظر له نتيجة تقربه لقائده وإمام عصره، بل قد يكون لا يشعر بأن له إمام موجود، ليس كمثل الذي يعيش لرسالة سامية، وهو في حال تهيؤ لمقدم إمامه المنتظر في أي لحظة، فله همّ سياسي يعنى به، ومسئولية امام المنتظر في حال غيابه، واستعدادا يربطه بغايات قائده السامية. فالمهدوي(المعتقد حقا بالمهدي) ليس إنسانا ضائعا، لأنه في دأب دائم لبلوغ الغايات السامية لخلقه، وليس كغيره؛ يأخذه العبث صباحا وتمسي به الخيبة مساءا!! فالسياسي الصادق هوالذي في عنقه بيعة لإمام حق، ويستوعب في خياره لفعله، وجود إمامه هذا المعد لإصلاح العالم، والذي يعتقد انه ينظر إليه ويقيم فعله: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)؛ فالمهدووي؛ يحرص على أن يكون فعله كمأموم يصب في آمال إمامه ولغاياته السامية. وهذا والله كمال السياسة إن كان للسياسة معنى علمي مجرد. أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الآكبر. وهكذا يتقوّم فعل المهدوي(المعتقد بالمهدوية)، والعامل بمضامينها بالكمال لتلازمه ذاتيا مع النسق الكوني.

  1. أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الآكبر

أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الآكبر

عدد الابيات: 4 طباعة دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ فَأَنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضَمَرُ وَما حاجَةٌ لَكَ مِن خارِجٍ وَفِكرُكَ فيكَ وَما تُصدِرُ نبذة عن القصيدة قصائد دينية عموديه بحر المتقارب قافية الراء (ر)

والدماغ هو مسكن جوهر العقل السامي اللا محسوس. وجوهر العقل هو عرش نور الفكر الأسمى. ثانياً: الصدر هو وعاء عضلة القلب المادية المحسوسة. والقلب هو مسكن جوهر النفس السامي اللا محسوس. وجوهر النفس هو المرآة العرشية لنور الذات الأسمى. ثالثاً: الجوف هو وعاء الرحم، وعضو التناسل المحسوس. الرحم هو مسكن جوهر الحركة السامي اللا محسوس. وجوهر الحركة هو عرش. نور الروح الأسمى.. جوهرالحركة القائم بذاته لا يمكن القبض عليه. أمّا المتحرك فهو جسم مادي يمكن القبض عليه. جوهر الحركة هو عرش نور الروح. ويستحيل وجود روح بدون وجود عرش حركي هتزازي. هذه البراهين التي بيَّنتها أعتقد بأنها كافية. في الخلاصة: الإنسان هو ثمرة هذا الوجود، ثمرة شجرة الحياة المغروسة في وسط الجنة، الحاضنة لنواة الكون العظمى على مُصَغَّر. وفيها تكمن طاقة الحياة، طاقة الهُيولى الأولى. فإذا بلغت سماوات الفكر والذات والروح سِدرة الصفاء المُطلَق، يكون قد تَحَقَّقَ قَصدُ الله تعالى، الحبيب المُحِب، الذي هُوَ في قلب الإنسان أقرب إليه من حبل الوريد!! *إن ما ورد في هذه المقالة لا يعبّر بالضرورة عن رأي حرف عربي+ بل عن رأي كاتب المقالة حصراً. *صور المقالة من أرشيف الباحث كمال مسعود *صورة الغلاف عن الانترنت التعليقات