سقيا الماء من أفضل الصدقات الجارية .. وتعزز مبدأ التراحم والتكافل بالمجتمع

بقلم | فريق التحرير | الثلاثاء 20 اغسطس 2019 - 09:52 ص جاء في الأثر: "صلة الرحم تزيد في العمر.. وصدقة السر تطفئ غضب الرب"، وقال الله تعالى: "إن المصدقين والمصدقات.. ". قصة عن فضل الصدقة - تعليم للاطفال - YouTube. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس". وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته". كما حثّ على الصدقة قائلاً: "عليك بالصدقة فإن فيها ست خصال ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة، فأما التي في الدنيا فتزيد في الرزق وتزيد في المال وتعمر الديار، وأما التي في الآخرة فتستر العورة وتصير ظلاً فوق الرأس وسترًا من النار". وقال مكحول التابعي: إذا تصدق المؤمن استأذنت جهنم أن تسجد له شكرا على خلاص واحد منها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من عذابها. وقال صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة. وكانت عائشة قد اشترت جارية فنزل جبريل عليه السلام، وقال يا محمد أخرج هذه الجارية من بيتك فإنها من أهل النار، فأخرجتها عائشة ودفعت إليها شيئًا من التمر، فأكلت الجارية نصف تمرة ودفعت النصف إلى فقير رأته في الطريق، فجاء جبريل، وقال يا محمد إن الله تعالى يأمرك أن ترد الجارية، فإن الله تعالى أعقها من النار لأنها تصدقت بنصف تمرة ذكره ابن الجوزي، وقال صلى الله عليه وسلم يا عائشة اشتري نفسك من النار ولو بشق تمرة.
  1. قصص عن فضل صدقة الماء كل

قصص عن فضل صدقة الماء كل

وروي في الحديث: ((أَيَّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَأ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ))؛ رواه أبو داود [3]. كيف لا؟ ورجل دخل الجنة بسبب كلبٍ سقاه! فكيف ببني آدم وكيف بمسلمٍ إذًا؟ يقول صلى الله عليه وسلم: ((بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَث، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْل الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟! قَالَ: ((فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ))؛ متفق عليه [4]. ولما كان الأمر كذلك حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إضفاء أهمية السقيا للحاجِّ، فقال صلى الله عليه وسلم في حَجة الوداع: ((انْزِعُوا بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ))، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ؛ رواه مسلم [5]. فضل صدقة الماء. إذ لولا أن يظن الناس أن نزع الماء، وسقيا الحاج من النُّسُك لفعله صلى الله عليه وسلم.

ذكر الذهبي رحمه الله عن ابن شقيق: "سمِعت ابن المبارك وسأله رجلٌ عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سَبْعِ سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بما أعطوه، فقال له ابن المبارك: اذهب فاحفر بئرًا في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله" [10]. ومن صدقات الماء التي يغفل عنها الناس دفع قيمة فاتورة محتاج، أو المشاركة في ملء خزَّان جيرانك في العمارات السكنية، فهذه كم سينتفع منها من رجال وأطفال ونساء من شرب ووضوء واغتسال، وتطهُّر وفوائد كثيرة. ومن أعظم الأوقاف أوقاف الماء، ولعلَّ الكثير منا سمِعَ عن بركة عين زبيدة وهي: أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوجة هارون الرشيد رحمهم الله، وأصل هذه العين من وادي نعمان شرق مكة المكرمة، ولا تزال آثارها إلى اليوم على سفوح تلك الجبال، إذ بعد حجِّها عام 186هـ، أدركت رحمها الله مدى الصعوبات التي تُواجه الحُجَّاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه، وما يعانونه من جرَّاء حملهم لقِرَب الماء من تعب وإرهاق، وكان الكثير منهم يموتون جرَّاء ذلك، فقرَّرت وأمرت رحمها الله بحفر قنوات مائية تتَّصل بمساقط المطر، فاشترت جميع الأراضي في الوادي، وأبطلت المزارع والنخيل، وأمرت بأن تُشقَّ للمياه قناة في الجبال.