وفاة ابن بازار

والحديث عن الشيخ يدعونا إلى تلمُّس العظات والفوائد التي ينبغي الوقوفُ عندها من الجميع، لا سيَّما العلماء والدعاة وطلبة العلم وأهل المال والجاه، وإليكُموها في هذه الوقفات المختصرة: الأولى: تميُّز الفقيد - رحمه الله - بالمنهج العلمي الراسخ في الوقوف مع الدليل الصحيح من الكتاب والسُّنَّة وفق قواعد الاستدلال والترجيح المُعتَبرة، دُون اللجوء إلى التقليد لِمَن سبق من العلماء والاكتفاء بذلك، لا سيَّما في المسائل المشكِلة والنوازل المعضلة، وهذه سمةٌ عظيمة يعرفُ طلاب العلم أثرَها ومَسِيسَ الحاجة إليها. الثانية: تميُّز الشيخ - رحمه الله - بالحِرص الشديد على العلم، وقَضاء الأوقات الكثيرة فيه، وترتيب الأوقات المناسبة له، والحِرص على استقطاب طلاب العلم، وإعانتهم وترغيبهم والإنفاق عليهم، وتفقُّد أحوالهم، وتشجيع النابهين منهم وتعاهدهم. ولما أعطى الشيخ العلم وقتَه أو غالب وقته أكرَمَه الله تعالى بسَعة العلم والتبحُّر فيه، فمنذُ تولَّى الشيخ القضاء وعمره سبعة وعشرون عامًا إلى أنْ تُوفِّي وعمره تسعون عامًا أو تنقص قليلاً ودروس العلم مستمرَّة لم تنقطعْ طيلة ثلاث وستين عامًا، وفي ذلك عبرةٌ لطلاب العلم؛ فالعلم لا يُؤخَذ جملةً واحدة.

تاريخ وفاة ابن باز

'); ابن باز ولد عبد العزيز بن عبد الله آل باز في الثاني عشر من ذي الحجّة من عام 1330 هجريّة في العاصمة السعوديّة الرياض، وهو أحد القضاة، والفقهاء السعوديين، وتعلّم الكثير من العلم، وتولّى مناصب مهمّة كمفتي عام المملكة العربية السعودية، وذلك منذ عام 1992 ولمدّة سبع سنوات، واستلم أيضاً رئاسة هيئة كبار العلماء السعودية، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورأس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي، وإدارة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لمدة خمس سنوات. يعود أصل ابن باز إلى المدينة المنورة، وهو من أسرة متعلّمة ومثقفة ومهتمةً بأمور الفقه والدين، فقد والده وهو صغير، ولم يستطع المشي إلّا عندما بلغ سن الثالثة، وضعف بصره عندما كان ابن السادسة عشرة من عُمره، وعندما أصبح في سن الخامسة بعد العشرين توفيت والدته، وكان من أهل السنة والجماعة، وتبع المذهب الحنبلي، واشتهر بتعظيم الدليل، ومتابعة نهج السلف.

ذات صلة معلومات عن أبي حامد الغزالي كتاب خلق المسلم للغزالي مقدّمة إنّ الله سبحانه وتعالى، إذا أراد بإنسانٍ خيراً يفقهه في الدين، ويجعل فيه الخير والنفع على أمته، وحديثنا عن أحد عظماء هذه الأمة الإسلامية الذي استحق أن يلقب بحجّة الإسلام، كان العديد من الآثار التي قدمها لدينه، ونفع بها أمته، إنه الإمام العالِم أبو حامد محمد الغزالي. نشأته وتعليمه هو الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي الشافعي، ولد بمدينة طوس سنة 450 هـ الموافق 1058، توفي أبوه وهو صغير فعاش يتيماً تحت رعاية أخيه الأكبر، وكان أبوه قد لاحظ عليه الفطنة والذكاء قبل وفاته، فأوصى عند وفاته أن يرعاه ويتكفله في التعليم صديقاً لوالده صوفي المذهب، فتلقى الإمام الغزالي تعاليم الإسلام بين يديه حتى بدأ يتشرب الصوفية جيداً، ولما كبر، وأصبح يعتمد على نفسه، سافر الإمام الغزالي إلى نيسابور ليتلقى تعاليمه على يد إمام الحرمين أبو المعالي الجويني حتى أصبح من أشهر تلامذته، وبدأ يناظر العلماء وهو لا زال شاباً، فيفرح بذلك شيخه أبو المعالي ويشجعه على مواصلة تعليمه.