انما اوتيته على علم

ما معنى قوله تعالى قال انما اوتيته على علم عندي

  1. انما اوتيته على قع

انما اوتيته على قع

( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 32- 34]. سادساً: ومن أسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة: أن البيت أصبح في الغالب خاليًا من التوجيه السليم؛ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "، فالأبوان لهما دور كبير في تقويم اتجاه الطفل. سابعاً: فساد بعض المناهج التعليمية ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية؛ حيث صارت مناهج التعليم -للأسف- في الغالب لا تولي جانب الدين اهتمامًا كبيرًا، أو لا تهتم به أصلاً، وأضحت وسائلُ الإعلام سواء المرئية والمسموعة والمقروءة في الغالب أداة هدم وتدمير وانحراف، أو أنها تهتم بأشياء مادية وترفيهية، ولا تولي عناية لما يُقَوِّمُ الأخلاق، ويزرع العقيدة الصحيحة، ويقاوم التيارات المنحرفة؛ حتى ينشأ جيلٌ أعزلُ أمام جيوش الإلحاد لا يدان له بمقاومتها.

ومن هنا رد الله تعالى عليه بقوله: (أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) القصص 78. هذا ما لدينا وللمفسرين في الآية آراء: الرأي الأول: قال ابن عجيبة في البحر المديد: يقول الحق جل جلاله: (قال) قارون: (إنما أوتيته) أي: المال (على علم عندي) أي: على استحقاق مني، لما فيّ من العلم الذي فضلت به على الناس، وهو علم التوراة، وكان أعلم الناس به بعد موسى وهارون، وكان من العباد ثم كفر بعد ذلك، وذكر القشيري: أنه كان منقطعاً في صومعته للعبادة، فصحبه إبليس على العبادة، واستمر معه على ذلك، وهو لا يشعر إلى أن ألقى إليه، إن ما هما عليه من الانقطاع عن التكسب، وكون أمرهما على أيدي الناس، ليس بشيء، فرده إلى الكسب بتدريج، إلى أن استحكم في حب الدنيا والجمع والمنع، ثم تركه. انتهى كلام القشيري. وأضاف ابن عجيبة: وقيل: المراد به علم الكيمياء وكان يأخذ الرصاص والنحاس فيجعلهما ذهباً. أو: العلم بوجوه المكاسب من التجارة والزراعة، أو العمل بكنوز يوسف. وأضاف في البحر المديد: قال تعالى: (أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً) أي: أو لم يكن في علمه، من جملة العلم الذي عنده، أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه وأقوى وأغنى، وأكثر جمعاً للمال، أو أكثر جماعة وعدداً، وهو توبيخ على اغتراره بقوته وكثرة ماله، مع علمه بذلك، لأن قرأه في التوراة وسمعه من حفاظ التواريخ، أو نفي لعلمه بذلك، لأنه لما قال: (أوتيته على علم عندي) قيل له، أعنده مثل ذلك العلم الذي ادعاه ورأى نفسه به مستوجبة لكل نعمة، ولم يعلم هذا العلم النافع الذي هو الاعتبار بمن هلك قبله، حتى يقي نفسه مصارع الهالكين.