وفي رمضان يعتق العباد من النار وتغفر الذنوب بإذن الغفور الرحمن، وجاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انه قال:" العمرةُ إلى العمرة كفَّارةٌ لما بينهما " وفي ذلك بيان لفضل وعظم أداء العمرة في شهر رمضان، فعلى المسلم أن يطرق جميع الأبواب ويجتهد لينال المغفرة.
وهذا هو توجيه ابن تيمية حين تكلم عن الحديث الذي فيه أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ، يمكن مراجعة كلامه في جواب السؤال رقم ( 10022). قال إسحاق بن راهويه: " معنى هذا الحديث – يعني حديث ( عمرة في رمضان تعدل حجة) - مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ: قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن " "سنن الترمذي" (2/268) وجاء في "مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية أبي يعقوب الكوسج" (1/553): " قلت: من قال: ( عمرة في رمضان تعدل حجة) أثبت هو ؟ قال: بلى ، هو ثبت. ما هو فضل العمرة في رمضان - موضوع. قال إسحاق: ثبت كما قال ، ومعناه: أن يكتب له كأجر حجة ، ولا يلحق بالحاج أبدا " وقال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (26/293-294): " معلوم أن مراده: أن عمرتك فى رمضان تعدل حجة معي ، فإنها كانت قد أرادت الحج معه ، فتعذر ذلك عليها ، فأخبرها بما يقوم مقام ذلك ، وهكذا من كان بمنزلتها من الصحابة ، ولا يقول عاقل ما يظنه بعض الجهال أن عمرة الواحد منا من الميقات أو من مكة تعدل حجة معه ، فإنه من المعلوم بالاضطرار أن الحج التام أفضل من عمرة رمضان ، والواحد منا لو حج الحج المفروض لم يكن كالحج معه ، فكيف بعمرة!! وغاية ما يحصله الحديث أن تكون عمرة أحدنا في رمضان من الميقات بمنزلة حجة " وانظر جواب السؤال ( 13480).
(الأحاديث المختارة ج9/ص513),