وابتغوا إليه الوسيلة | شبكة يا مهدي الإسلامية&Nbsp;|&Nbsp;شبكة اسلامية منوعة تهتم في تراث آية الله العظمى الشيخ محمد الهاجري الثقافي والإسلامي

تاريخ الإضافة: 28/2/2022 ميلادي - 27/7/1443 هجري الزيارات: 848 وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ لقد قضت مشيئة الله أن خلق الناس برحمته متشابهين لا متطابقين، فقد خلقهم من نفس واحدة؛ ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ [الأعراف: 189]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ [النساء: 1]. وابتغوا اليه الوسيلة. فهناك خصائص مشتركة بين بني البشر يتميز بها الإنسان عن باقي المخلوقات، وفي الوقت نفسه جعل الله البشر مختلفين في الخصائص الإنسانية، فهم درجات متفاوتة في كل خاصية من خصائص الإنسان. ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 165]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]. لقد قضتْ سُنَّة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن يكونوا مختلفين، وهذه السنة الإلهية العظيمة كانت منذ بداية الخلق، ففي الحديث: عَن أَبِي مُوسَى الأَشعَرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلَّمَ: « إِنَّ اللَّهَ تعالى خلقَ آدمَ مِن قَبضةٍ قَبضَها مِن جَميعِ الأَرضِ، فجاءَ بنُو آدمَ على قَدْرِ الأَرضِ، فجاءَ منهُم الأَحمَرُ والأَبيَضُ والأَسوَدُ وبَينَ ذلكَ، والسَّهلُ والحَزْنُ والخَبِيثُ والطَّـيِّبُ »؛ (الترمذي).

  1. وابتغوا إليه الوسيلة - موقع الشيخ علي آل محسن
  2. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 35
  3. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 35

وابتغوا إليه الوسيلة - موقع الشيخ علي آل محسن

وقال البيضاوي في تفسير الآية المذكورة: الوسيلة ما تتوسلون به إلى ثوابه، والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي، من وسل إلى كذا إذا تقرب إليه، وفي الحديث: "الوسيلة منـزلة في الجنة". اهـ. وقال النسفي: الوسيلة هي كل ما يتوصل به أي يتقرب من قرابة أو صنيعة أو غير ذلك، فاستعيرت لما يتوسل به من فعل الطاعات وترك السيئات. وابتغوا إليه الوسيلة - موقع الشيخ علي آل محسن. وقال أبو السعود: هي فعلية بمعنى ما يتوسل به ويتقرب إلى الله تعالى من فعل الطاعات وترك المعاصي من وسل إلى كذا تقرب إليه بشيء، وجاء في تفسر الجلالين: الوسيلة ما يقربكم إليه من طاعته. وقال ابن جرير الطبري في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35]، يعني جل ثناؤه: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعدهم من الثواب، وأوعد من العقاب ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ يقول أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم من الطاعة له في ذلك، وحققوا إيمانكم وتصديقكم ربكم ونبيكم بالصالح من أعمالكم ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ يقول: واطلبوا القربة إليه بما يرضيه، والوسيلة هي الفعلية من قول القائل: توسلت إلى فلان بمعنى تقربت إليه.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 35

وتأملوا ما جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ ". وجاء في الحديث الآخر حديث جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ؛ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ ". ولهذا -عباد الله- ينبغي أن يحرص المسلم على هذه الدعوة العظيمة، سؤال الله الوسيلة لنبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام-، والجزاء من جنس العمل، فإذا دعوت الله وأكثرت من دعائه -جل في علاه-أن يؤتي نبيه الوسيلة -صلى الله عليه وسلم- كوفئت من جنس عملك بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يكون لك شفيعًا يوم القيامة عند الله -جل في علاه-.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 35

قالوا: يا رسول الله ، من يسكن معك؟ قال: " علي وفاطمة والحسن والحسين ". هذا حديث غريب منكر من هذا الوجه وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين حدثنا الحسن الدشتكي حدثنا أبو زهير حدثنا سعد بن طريف عن علي بن الحسين الأزدي - مولى سالم بن ثوبان - قال: سمعت علي بن أبي طالب ينادي على منبر الكوفة: يا أيها الناس ، إن في الجنة لؤلؤتين: إحداهما بيضاء ، والأخرى صفراء ، أما الصفراء فإنها إلى بطنان العرش ، والمقام المحمود من اللؤلؤة البيضاء سبعون ألف غرفة ، كل بيت منها ثلاثة أميال ، وغرفها وأبوابها وأسرتها وكأنها من عرق واحد ، واسمها الوسيلة ، هي لمحمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ، والصفراء فيها مثل ذلك ، هي لإبراهيم ، عليه السلام ، وأهل بيته. وهذا أثر غريب أيضا وقوله: ( وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون) لما أمرهم بترك المحارم وفعل الطاعات ، أمرهم بقتال الأعداء من الكفار والمشركين الخارجين عن الطريق المستقيم ، التاركين للدين القويم ، ورغبهم في ذلك بالذي أعده للمجاهدين في سبيله يوم القيامة ، من الفلاح والسعادة العظيمة الخالدة المستمرة التي لا تبيد ولا تحول ولا تزول في الغرف العالية الرفيعة الآمنة ، الحسنة مناظرها ، الطيبة مساكنها ، التي من سكنها ينعم لا ييأس ، ويحيا لا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) القول في تأويل قوله عز ذكره: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعَد من الثواب وأوعدَ من العقاب (128) " اتقوا الله " يقول: أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك، وحقِّقوا إيمانكم وتصديقكم ربَّكم ونبيَّكم بالصالح من أعمالكم (129) = " وابتغوا إليه الوسيلة " ، يقول: واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه. (130) * * * و " الوسيلة ": هي " الفعيلة " من قول القائل: " توسلت إلى فلان بكذا " ، بمعنى: تقرَّبت إليه، ومنه قول عنترة: إنَّ الرِّجَــالَ لَهُــمْ إِلَيْــكِ وَسِـيلَةٌ إِنْ يَــأْخُذُوكِ, تكَحَّــلِي وتَخَـضَّبي (131) يعني بـ " الوسيلة " ، القُرْبة، ومنه قول الآخر: (132) إِذَا غَفَــلَ الوَاشُـونَ عُدْنَـا لِوَصْلِنَـا وَعَــادَ التَّصَـافِي بَيْنَنَـا وَالوَسَـائِلُ (133) * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 11899 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، حدثنا سفيان= ح، وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا زيد بن الحباب، عن سفيان= عن منصور، عن أبي وائل: " وابتغوا إليه الوسيلة " ، قال: القربة في الأعمال.

قال الله -سبحانه وتعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الإسراء:35]. وقال الله -تعالى-: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) [الإسراء:57]. أيها المؤمنون: إنَّ الوسيلة -كما تفيد الآيتان- هي خير مبتغى، خير ما يبتغيه مبتغٍ ويطلبه طالب، خير ما يبتغيه المسلم في حياته الوسيلة، وقد أجمع العلماء من أهل الدراية بكتاب الله -عز وجل- في كتب التفسير أن الوسيلة: القربة إلى الله -جل في علاه-، والتقرب إليه -عز وجل- بطاعته؛ طلبًا لرضاه، مخلصًا العبد دينه لله. وقد أفادت الآيتان أن الوسيلة لا تُبتغى إلا إلى الله؛ ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ)، أي: مخلصين لا إلى غيره، بحيث يكون العبد في أعماله كلها وطاعاته جميعها لا يبتغي بشيءٍ منها إلا الله -جل في علاه-. وقوله -عز وجل-: ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)، أي: القربة بطاعته؛ وهذا -أيضًا- لا يكون إلا بالاتباع للرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-؛ فأفادت الآيتان -معاشر المؤمنين- أن الوسيلة تقوم على ركنين عظيمين وأساسين متينين: الإخلاص للمعبود، والمتابعة للرسول -عليه الصلاة والسلام- في الأعمال كلها، فلا يكون العبد مبتغيًا الوسيلة إلى الله إلا بذلك.