التفريغ النصي - شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب المواقيت - حديث 167-170 - للشيخ سلمان العودة

الحادية عشرة من الفوائد: أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، وهذه الفائدة صحيحة نأخذها أنه تخلف عن الصلاة مراعاة لمصلحة أعم. الثانية عشرة: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، هذا إذا تساوت؛ لأن الإمام سيجعل بدله خليفة يصلي بالناس، وهو أيضاً يستطيع أن يصلي في جماعة، وفي نفس الوقت يقوم بالاحتساب، بإنكار هذا المنكر، فتتحقق مصلحة غالبة، وتدرأ مفسدة. الثالثة عشرة من الفوائد: أن ترك صلاة الجماعة من صفات المنافقين، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه، في الحديث الذي رواه مسلم قال: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها -يعني الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق)، وكذا صح عن ابن عمر أنه كان يقول: (كنا إذا فقدنا رجلاً في صلاة العشاء وصلاة الفجر أسأنا به الظن)، ومثله عن أنس ، وكلاهما صحيح. منحة العلام شرح بلوغ المرام. وقد سبق هذا في وجوب صلاة الجماعة، وفيه رد على من قال: إن صلاة الجماعة فرض كفاية؛ لأن الكفاية تحققت بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، ومع ذلك ما عذرهم، بل هددهم بالتحريق. الرابعة عشرة من الفوائد: أنه ينبغي لولي الأمر أن يباشر إنكار المنكر بنفسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو رأس المحتسبين، فإذا لم يستطع أناب من يقوم بهذا العمل، ويأخذ بمطلق الصلاحيات التي تكون له في الإنكار.

شرح بلوغ المرام للعثيمين Pdf

وقد اختلف العلماء في الأفضل من وقت العشاء: فذهب الشافعي في مذهبه القديم إلى أن المستحب تقديمها في أول الوقت، قال: لأن هذا هو الذي كان يداوم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يداوم عليه إلا لأنه الأفضل، ولعلهم يقولون: ما كان يراعى فيه الرفق بالصحابة فمراعاة الرفق فيمن بعدهم أولى، هذا مذهب الشافعي في القديم. والقول الثاني: أنه يستحب تأخير العشاء إلى ما قبل ثلث الليل، وهذا نقله ابن المنذر في الأوسط عن بعض السلف. والقول الثالث: أنه يستحب تأخيرها إلى ثلث الليل، وهذا مذهب الجمهور، مذهب الشافعي في الجديد و مالك و أحمد و أبي حنيفة ، ونسبه الترمذي لأكثر الصحابة والتابعين، أنه يستحب تأخير العشاء إلى ثلث الليل. شرح بلوغ المرام من ادلة الاحكام. ولعل من أصرح وأقوى أدلتهم في ذلك ما رواه أبو داود و الترمذي -وقال: حديث حسن صحيح- عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل). هذه ثلاثة أقوال في المسألة، وقد مر في خاطري قول وجدت أنه هو الأقرب لظواهر النصوص، وهو أن وقت الفضيلة في صلاة العشاء هو ما بين ثلث الليل إلى نصفه، يعني: إيقاع الصلاة بعد الثلث وقبل النصف، أن هذا هو الأفضل؛ وذلك لأدلة: منها: أنه هو آخر وقت العشاء، فإذا قلنا باستحباب تأخير العشاء فمعناه تأخيرها إلى آخر وقتها الذي يصح إيقاعها فيه.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. ننتقل بعد ذلك إلى أحاديث الليلة، وهي أربعة أحاديث سنشرحها -إن شاء الله- بدءاً بحديث جابر فـ أبي موسى وطرف حديث عائشة. حديث جابر رضي الله عنه يقول المصنف رحمه الله: وعندهما من حديث جابر ( والعشاء أحياناً يقدمها وأحياناً يؤخرها، إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا أخر، والصبح كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بغلس). تخريج الحديث معاني ألفاظ الحديث وقوله رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة) سبق أن الهاجرة وقت اشتداد الحر بعد زوال الشمس، وإنما سميت الهاجرة لأن الناس يهجرون فيها السعي في أعمالهم ومشاغلهم نظراً لشدة الحر، ولأنه وقت القيلولة، هذا معنى قوله: (صلوا الظهر بالهاجرة). (والعصر والشمس نقية)، معنى (نقية) أي: بيضاء خالصة لم تخالطها صفرة ولا حمرة. شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام - سعد بن ناصر الشثري - طريق الإسلام. (والمغرب إذا وجبت) معنى (وجبت) يعني: سقطت أو غابت، والضمير يعود إلى الشمس مع أنها غير مذكورة، لكن بالعلم بها، كقوله تعالى: حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ [ص:32] يعني الشمس أيضاً.