حديث عن الكرم

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتاب عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقولُ هذا وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم. واعلموا أنَّه قد ابتُلِي بعض الناس بالعجب والخيلاء، ومن ذلك إطالة الملابس من ثِياب وسراويل وبشوت، فتجد الكثيرَ قد أطالَ لبسه يجرُّه خلفه يتبختر، وخُيَلاء وكبر، وقد حذَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عقوبة ذلك فقال في حديثٍ رواه البخاري: ((بينما رجلٌ يتبختر في مِشيته إذ خسَف الله به الأرض)) [6]. وفي صحيح البخاري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثةٌ لا يَنظُر الله إليهم يومَ القيامة ولا يُزكِّيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنَّان والمنفِّق سلعته بالحلف الكاذب)) [7]. حديث الرسول عن الكبر. ومن ذلك الأكل بالشمال والشرب بها؛ قال سلمه بن الأكوع: أكل رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشماله قال: ((كُلْ بيمينك))، قال: لا أستطيع، فقال: ((لا استطعت، ما منعه إلا الكبر))، فما رفعها إلى فيه)) [8] ؛ رواه مسلم. فاحذَروا - يا عباد الله - عُقوبات هذه الذنوب في الدنيا والآخرة، والتأسِّي بإبليس.

  1. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث (من الكبر من بطر الحق وغمص الناس هذا حديث ... ) من المستدرك على الصحيحين للحاكم
  2. أحاديث عن الغرور - الجواب 24
  3. حديث الكبر
  4. النهي عن الكبر
  5. أحاديث للبعد عن التكبر - الجواب 24

أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث (من الكبر من بطر الحق وغمص الناس هذا حديث ... ) من المستدرك على الصحيحين للحاكم

عنْ أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهو يَتَجَلْجَلُ إلى يَومِ القِيَامَةِ". "مُرجِّلٌ رَأْسَهُ" أَي: مُمَشِّطُهُ. "يَتَجلْجَلُ" بالجيمين: أَيْ: يغُوصُ وينْزِلُ. عن سَلَمَة بنِ الأَكْوع رضيَ اللَّه عنه قال: قال رسُولُ اللِّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "لا يزالُ الرَّجلُ يذهبُ بنفسِه حتَّى يُكتَبَ في الجبَّارين فيُصيبَه ما أصابهم". "يَذْهَبُ بِنَفْسِهِ" أَي: يَرْتَفعُ وَيَتَكَبَّرُ. عن حَارثَةَ بنِ وهْبٍ رضي اللَّه عنه قال: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضاعِفٍ، لو أقْسَمَ علَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. أحاديث للبعد عن التكبر - الجواب 24. ألا أُخْبِرُكُمْ بأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ". عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللَّهُ عنه، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "احتجَّتِ الجنَّةُ والنارُ فقالتِ النارُ فِيَّ الجبَّارونَ والمتكبرونَ وقالتِ الجنَّةُ فِيَّ ضعفاءُ الناسِ ومساكينُهم ، فقَضَى اللهُ بينهُما إِنَّكِ الجنةُ رحمتي أرحمُ بكِ مَنْ أشاءُ وإِنَّكِ النارُ عذابي أعذِّبُ بكِ مَنْ أشاءُ ولِكِلَيْكُمَا علَيَّ مِلْؤُهَا".

أحاديث عن الغرور - الجواب 24

‏ قال بعض الرواة‏:‏ تعني قصيرة، فقال‏:‏ ‏"‏لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته‏! ‏‏"‏ قالت‏:‏ وحكيت له إنسانًا فقال‏:‏ "ما أحب أني حكيت إنسانًا وإن لي كذا وكذا"‏. ‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح‏. ‏‏)‏‏)‏ – وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نُحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت‏:‏ من هؤلاء يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم‏! ‏"‏. النهي عن الكبر. ‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود‏. ‏‏)‏‏)‏. مقالات أخرى قد تهمك:- أحاديث للحد من الغش في التجارة أحاديث عن النميمة أحاديث عن الغناء

حديث الكبر

الحمد لله الذي له العزُّ والكبرياء، والمتعالي على خلقه وله الفضلُ والثناءُ، لا يَعْزبُ عنه مِثقال ذرَّة في الأرض ولا في السَّماء، أحمدُه - سبحانه - وأشكُرُه على نعمه التي لا أحصي لها عدًّا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله الداعي لما فيه الخير، والمحذِّر عمَّا فيه الرَّدى، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، نجوم الليالي، ومصابيح الدُّجى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث (من الكبر من بطر الحق وغمص الناس هذا حديث ... ) من المستدرك على الصحيحين للحاكم. أمَّا بعدُ: فيا عباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - فبتقواه تحصل لكم السعادة، واحذروا من موجبات العذاب، لتسلموا من أليم عقابه، واعلموا أنَّه ممَّا يجب عليكم اجتنابه الكبر والخُيَلاء ، فإنَّ العز والكبرياء لله. قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العزُّ إزاري والكبرياء ردائي، فمَن ينازعني عذَّبته)) [1]. وعن سُراقة بن مالك أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا سُراقة، ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار))، قال: بلى يا رسول الله، قال: ((أمَّا أهل النار فكلُّ جعظري جوَّاظ مستكبر، وأمَّا أهل الجنَّة الضعفاء المغلوبون)) [2].

النهي عن الكبر

نضع بين أيديكم مجموعة أحاديث عن الغرور والكبر التي ورد ذكرها في السنة النبوية الشريفة، حيث نهى النبي محمد -صل الله عليه وسلم- في الأحاديث الشريفة عن الكبر والغرور لأنها من صفات الله عز وجل فقط ولا ينبغي لغيره أن ينازعه فيها. حيث يشير الكبر في اللغة إلى العظمة والتكبر أو التجبر على الخلق، أو كما عرفه النبي محمد – صل الله عليه وسلم – بإنه بطر الحق وعمط الناس، حيث يستعظم الإنسان نفسه ويستهين بغيره بسبب إعجابه الزائد عن اللازم بنفسه. حديث عن الكرم. التكبر والغرور من الصفات التي نهى عنها الله عز وجل والنبي الكريم، وورد الكثير من الأحاديث عنها في السنة النبوية الشريفة، ومنها: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما يحكيه عن ربِّه عزَّ وجلَّ قال: "الكِبْرِياءُ رِدَائِي، و العِزَّةُ إِزَارِي ، فمَنْ نازَعَنِي واحِدًا مِنْهُما أُلْقِيهِ في النارِ". عن عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "وإنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ". عَنْ أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أَنّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ".

أحاديث للبعد عن التكبر - الجواب 24

قال بعض السلف: أوَّل ذنب عُصِي الله به الكبر؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34]. وتأسَّوا بنبيِّكم - صلواتُ الله وسلامُه عليه - فقد دلَّكم على ما فيه الخير، وحذَّرَكم عمَّا فيه الشر. [1] مسلم: [136 - (2620)]. [2] مسند الإمام أحمد: (4/175). [3] مسلم: [147 - (91)]. [4] مسند الإمام أحمد: (2 /188). [5] الترمذي: (2492). [6] البخاري: بنحوه: (5788) - الفتح: 10 /269. [7] رواه البخاري بمعناه: (2358) - الفتح: 5 /42. [8] مسلم: [107 - (2021)].

وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مِثقال ذرَّة من كبر))، فقال رجل: إنَّ الرجل يحبُّ أنْ يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال: ((إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال، الكبر بطَر الحق وغمْط الناس)) [3] ، بطَر الحق: دفعه ورده، وغمط الناس: احتقارهم وازدراؤهم. وعن ابن عمر - رضِي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَن تعظَّم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان)) [4]. وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يُحشَر المتكبِّرون يوم القيامة أمثال الذرِّ في صُور الرجال يَغشاهم الذل من كلِّ مكان، فيُساقون إلى سجن في جهنم يقال له: بُولُس، تعلوهم نار الأنيار يُسقَون من عُصارة أهل النار طينةَ الخبال)) [5]. فاحذروا - يا عباد الله - من الوقوع فيما يُسخِط الله، واجتنبوا الكِبر والخيلاء، والعُجب بالنفوس والآراء، واعرضوا أعمالكم على كتاب الله وسنَّة نبيِّه، فما وافَق الكتاب والسنَّة فذاك حق، فاعملوا به، واستمرُّوا عليه، وما خالَف الكتاب والسنَّة فاجتَنِبوه، واضربوا به عرض الحائط، فإنَّ فيه الداء والشر والخسران في العاجل والآجل.