يعتقد الكثير أن كلمة مثوى هي مكان في النار خصص للمذنبين أو الأشخاص الذين ارتكبوا من الآثام ما يستحق العقاب من الله ، إذا فالإجابة على سؤال هل يجوز قول مثواه الجنة هي نعم يجوز ولا بأس في ذلك، فالأصل في الأعمال الصالحة هي النية. اقرأ أيضًا: أفضل ما يقال في العزاء من أدعية وعبارات لمواساة أهل المتوفي الفرق بين كلمة مأوى ومثوى في اللغة بعد الحديث عن إجابة سؤال هل يجوز قول مثواه الجنة يمكننا أن نقدم لكم العديد من الأدلة اللغوية والقرآنية التي تفيد أن كلمة مثوى ليست مخصصة للنار أو أنها موضع في النار. فالمعلومة التي تقول إن كلمة مثوى للنار فقط ليست صحيحة والأدلة على ذلك من القرآن كثيرة، الفرق اللغوي بين كلمة مأوى وكلمة مثوى هو أن كلمة مأوى تعني الملجأ والسكن، أي المكان الذي يلجأ إليه الناس، وجاء في القرآن الكريم كلمة مأوى عند حديث ابن النبي نوح عليه السلام حينما قال ( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء) [سورة هود: 43] بمعنى أنه سيلجأ إلى الجبل ليحتمي فيه من الماء. أما كلمة مثوى فهي من الفعل الماضي ثوى وهو المكان أو المنزل، بالإضافة إلى العديد من المعاني الأخرى التي تدل على السكن والاستقرار والإقامة.
ويقول عز وجل في سورة النحل "فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين". أيضا يقول في سورة الزمر "فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في النار مثوى للكافرين". ويقول في سورة العنكبوت "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى الكافرين". بالإضافة إلى هذا يقول هؤلاء العلماء أيضًا تأتي كلمة المثوى عندما يتم ذكر أهل النار استنادًا على قول رب العزة في سورة الزمر حين قال: "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين". ويقول في سورة فصلت "فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين". ويقول في سورة غافر "قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين". أيضا يقول عز وجل في سورة محمد "إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوًى لهم". شاهد أيضا: هل يجوز الطلاق في رمضان رأي الشيخ خالد الجندي في قول مثواه الجنة بعد أن وضحنا لكم الإجابة على تساؤل هل يجوز قول مثواه الجنة من وجهة نظر دار الإفتاء المصرية وبعض المفسرين.
يقول الله تعالى: ( وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) [سورة القصص: 45] أي أن بعد خروج نبي الله موسى من قريته وهو خائف من أهلها تمكن من الهروب إلى بلد تدعى مدين واستقر بها وجعلها مستقر ومثوى له وكانت أحسن مثوى حيث تزوج فيها وأمنه الله من فرعون وجنوده. يقول الله تعالى: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [سورة محمد: 19]. يقول الله تعالى: ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [سورة يوسف: 21]. إذا لا حرج من ذكر كلمة المثوى عند الدعاء للشخص بالرحمة والدخول إلى الجنة وأكبر الأدلة على ذلك اقترانها بإكرام الله للنبي يوسف عليه السلام.
أما دار الإفتاء المصرية أكدت أن من يزعم ذلك ليس على حق، وذلك للكثير من الأدلة المذكورة في السنة النبوية والقرآن الكريم. فأكدت دار الإفتاء أيضًا على أن جواز قول مثواه الجنة فهي لا تدل على شيءٍ غير ما نوى القائل ذكره، كما أجازوا قول مأواه الجنة فلا يوجد أي اختلاف بينهم، وذكر العديد من مواضع القرآن الكريم التي أتت فيها قول مثواه مع كلًا من الجنة والنار على حد السواء. وأكد الدكتور خالد الجندي على أنه لا يوجد اختلاف في قول مأواه الجنة أو مثواه الجنة، فكلًا منهم تعني التكريم للميت والدعاء له بالجنة، أما إذا قيل مأواه النار أو مثواه النار فهذا يدل على الدعاء على المتوفى بأن يسكن النار، فكلًا اللفظين متساوين في المعنى، وأوضح الدليل على ذلك خلال حديثه فورد في سورة «يوسُف»: «أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا» وقوله «إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ». الأدلة التي يستند إليها من يزعم أن قول مثواه تدل على النار توجد الكثير من الأدلة التي ذكرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي واتخذها الكثيرين على أنها دليل على أن قول مثواه تدل على النار وليس الجنة، ومنها ما يلي: قول الله تعالى: «سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ» (آل عمران: 151).
الكلمات الدالة مشاركه الخبر: الاخبار المرتبطة