عاصمة الخلافة العباسية هي

صفات نظام الملك لعلّ البعض يتصور أنّ: نظام الملك شخصية مشغولة بأمور الملك عن العبادة، وهذا لا أساس له من الصحة، فإن نظام الملك لم يجلس قط إلا على وضوء، ولا توضأ إلا وتنفل وقرأ القرآن الكريم، وكان يصوم الإثنين والخميس، يقول عنه المؤرخ الكبير ابن الأثير: (كان نظام الملك عالمًا دينًا، جوادًا، عادلًا، حليمًا، كثير الصفح عن المذنبين، طويل الصمت، إذا سمع المؤذن أمسك عن كل كلام، فإذا فرغ لم يبدأ بشيء حتى يصلي، وهذه غاية حال المنقطعين إلى العبادة في حفظ الأوقات). اغتيال نظام الملك في رمضان عام (485هـ): خرج "نظام الملك" مع السلطان "ملك شاه" من أصبهان قاصدًا بغداد، و كان صائمًا فأفطر في الطريق، جاءه طفل مستغيثًا فلما اقترب منه رماه بسكين في قلبه، وكان آخر ما قاله: (لا تقتلوه قاتلي فإني قد عفوت عنه)، ثم نطق الشهادة ومات، فحُمل إلى أصبهان ودفن فيها. لم يقتله أعداء الأمة من الخارج، وإنما اغتالته فرقة الحشاشين الإسماعيلية من دخلها، وهي التي اغتالت: (عماد الدين و نور الدين الزنكي)، وبعد وفاته بـ (35) يوم توفي السلطان "ملك شاه" فانطوت صفحة من أكثر صفحات الأمة تألقًا وازدهارًا. قصة دولة المماليك والظاهر بيبرس - الدكتور طارق السويدان. قال عنه المؤرخ ابن عقيل: (نظام الملك بهر العقول جودًا وكرمًا وعدلًا وإحياءً لمعالم الدين، كانت أيامه أيام دولة أهل العلم، ثم ختم له بالقتل وهو في طريقه إلى الحج ومات في رمضان، مات ملكًا في الدنيا ملكًا في الآخرة).

  1. قصة دولة المماليك والظاهر بيبرس - الدكتور طارق السويدان

قصة دولة المماليك والظاهر بيبرس - الدكتور طارق السويدان

وفي حديثه للجزيرة نت يعزو ممدوح سبب ضعف الدولة الأموية إلى عدة عوامل، منها الانحلال الذي سرى في جسم الدولة، والصراعات الداخلية ذات الطابع السياسي أو القبلي، وتوقف حركة الفتوحات، مما أوصل الخلافة الأموية إلى حالة من الركود. ويشير إلى أن واقع الأمويين أوجد وبشكل متدرج البيئة المحفزة لإسقاطهم، ومنح خصومهم -على اختلاف انتماءاتهم- الفرصة لاستثمار تلك العناوين، وهو ما تحقق للدعوة العباسية. بغداد عاصمة الخلافة العباسية. ويبين أن شعار العباسيين في الدعوة إلى المساواة، وصلة القربى بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والإصلاح جذب العديد من الفئات التي استهواها الشعار، وخاطب حاجة في دواخلها، وفي مقدمتها الشعوب غير العربية، واستثمار حالة الصراع القبلي التي كانت موجودة، وإحياء الموروث القديم لخراسان، واختيار أبي مسلم الخراساني الذي شكل تحولا نوعيا في مسار الدعوة العباسية، فاجتمعت الظروف المساعدة والقادة المؤثرون والبيئة الملائمة لتشكل هذا الحدث بأطرافه المختلفة. سقوط دمشق ويتحدث ممدوح عن معركة مفصلية حدثت في 11 جمادى الآخرة 132هـ الموافق 25 يناير/كانون الثاني 750 بين العباسيين والأمويين قرب نهر الزاب الكبير، وهو أحد روافد نهر دجلة، ويقع في شمال العراق بين الموصل وأربيل.

المدارس النظامية كان نظام الملك أول من أنشأ المدارس النظامية في العالم الإسلامي، فشرع بعمارة المدرسة النظامية في بغداد سنة (457هـ)، وبعدها بسنتين عمم هذه التجربة، فكانت النموذج الأول للتعليم الكامل المؤسسي، وبدء نورها المعرفي يشع في أرجاء الأمة، فتخرج منها وعمل فيها مجموعة من كبار العلماء من أمثال: (ابن عسكر، و العز بن عبد السلام ، و أبو حامد الغزالي ، وإمام الحرمين الجويني، و ابن الجوزي). كانت هذه المدارس تعطي معاني: (العلم، والفقه، والقيم، والأخلاق، وتغرس حبّ الشهادة والجهاد)، فكان منها (عماد الدين الأصفهاني وبهاء الدين شداد) اللذين خدما السلطان صلاح الدين الأيوبي ، ودرس فيها (عبد الله بن تومرت) مؤسس دولة الموحدين في المغرب العربي. يضعنا الرحّالة ابن جبير في صورة ما رأى من عظمة هذه المدارس النظامية، فقد رأى ببغداد وحدها أكثر من (30) مدرسة يصفها فيقول: (إنه ما فيها مدرسة إلا وهي بقصر يشابه القصور البديعة بل تقل عنها هذه القصور). كما أنشأ نظام الملك مدرسة عسكرية فريدة، لم يكن اهتمامها منصبّا على فنون الحرب والقتال فحسب، وإنما جعلها تزرع التربية الإيمانية والأخلاقية عند الجنود، فأوجدت عقيدة عسكرية تحمي البلاد ولا تقهرها.