هل يجوز المسح على الجوارب الرقيقة في الوضوء؟ - الإسلام سؤال وجواب

وتتمثل هذه الشروط فيما يلي: اشترط بعض أهل العلم أن يكون الجورب خالي من الخروق والثقوب. الشافعية والحنابلة لم يجيزوا المسح على الخفين أو الجوربين إذا كان فيهما حروق. بينما المالكية والحنفية أجازوا المسح عليهما حتى في حال وجود الخروق. بعض أهل العلم كذلك اشترطوا في المسح على الخفين أن يكونا مصنوعان من الجلد، وهو ما ذهب إليه المالكية. أما باقي أهل العلم والجمهور فلم يجعلوا الجلد شرطًا من شروط صحة المسح على الخفين أو الجوربين. مدة المسح على الخفين المسح على الخفين أو الجوربين لهما مدة حال السفر، كما أن لهما مدة حال الإقامة. فالمسافر له أن يمسح على الخفين أو الجوربين لثلاثة أيام بلياليها. المقيم فإن المشروع له المسح على الخفين لمدة يوم وليلة واحدة. ومدة المسح يتم احتسابها بعد أول مسحة يقوم بها المسلم. بمعنى أن المقيم إذا توضأ ولبس الخف أو الجورب عند صلاة الفجر، ثم لم يمسح عليه إلا عند صلاة الظهر، فإنه يبدأ في احتساب المدة بداية من صلاة الظهر وليس الفجر. حكم المسح على الجورب حكم المسح على الحذاء المسح على الحذاء له نفس أحكام المسح على الجورب والخف. ومن المهم التنبيه على أن الحذاء الذي يجوز المسح عليه يجب أن يكون ساتر للكعبين، أما في حالة كان الحذاء لا يستر الكعبين محل الغسل في الوضوء، فحينها لا يجوز المسح عليه عند جماهير الفقهاء وأهل العلم.

  1. مدة المسح على الجوارب

مدة المسح على الجوارب

[١] مشروعية المسح على الخفين إنّ ممّا يسّر الله تعالى به على خَلقه من أمور دينهم، أن شرع لهم المسح على الجوربين؛ وذلك حتّى يخفّف عنهم في البرد والسّفر وغيرها ممّا يحصل به المشقّة، وقد وردت أحاديث كثيرةٌ عن جمعٍ من الصّحابة تدلّ على مسح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في السفر والحضر، وترخيصه ذلك، وأمر المسلمين به، ومن ذلك ما رواه المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: (كنتُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفَرٍ، فأهوَيتُ لأنزِعَ خُفَّيهِ، فقال: دَعْهما، فإنّي أَدخَلتُهما طاهِرَتَينِ، فمسَح عليهما).

يقول ابن قدامة رحمه الله: "الجورب الصفيق الذي لا يسقط إذا مشى فيه… قال أحمد في المسح على الجوربين بغير نعل: إذا كان يمشي عليهما، ويثبتان في رجليه؛ فلا بأس. وفي موضع قال: يمسح عليهما إذا ثبتا في العقب. وفي موضع قال: إن كان يمشي فيه فلا ينثني، فلا بأس بالمسح عليه، فإنه إذا انثنى ظهر موضع الوضوء، ولا يعتبر أن يكونا مجلدين، قال أحمد: يُذكر المسح على الجوربين عن سبعة أو ثمانية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن المنذر: ويُروى إباحة المسح على الجوربين عن تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم… وبه قال عطاء والحسن وسعيد بن المسيب والنخعي وسعيد بن جبير والأعمش والثوري والحسن بن صالح وابن المبارك وإسحاق ويعقوب ومحمد" انتهى من "المغني" (1/ 215). والخلاصة: أن الجوارب غير الشفافة التي يلبسها الناس اليوم يجوز المسح عليها في مذهب الحنابلة، وفي قول عند الشافعية يقابل "الأصح". والله أعلم.