آية الإنذار هي الآية المائتين والأربعة عشر من سورة الشعراء ، وهي الآية التي أمر الله تعالى فيها نبيه بدعوة قومه إلى الإسلام وإنذارهم، وتلبية لذلك جمع قومه من بني عبد المطلب ودعاهم إلى الإسلام، ويذهب الشيعة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله عيّن في ذلك الاجتماع علي بن أبي طالب وصياً وخليفةً له مستندين في ذلك على الروايات الواردة في شان نزول هذه الآية، بخلاف أهل السنة فإنهم لايذهبون إلى ذلك.
قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله في هذه الآية بعد كلامٍ سبق: "ثم نفى أن يكون قال لهم غير ما أُمِرَ به، وهو محضُ التوحيد، فقال: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ. ثم أخبر أنَّ شهادته عليهم مدة مقامه فيهم، وأنه بعد الوفاة لا اطِّلاع له عليهم، وأنَّ الله المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم، فقال: وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المائدة:117]، وصف الله سبحانه بأنَّ شهادته فوق كل شهادةٍ وأعمّ" اهـ. الشيخ: وهذه الوفاة هي رفعة إلى السَّماء، توفيتني يعني: قبضتني ورفعتني إلى السماء؛ لأنه حيٌّ لم يمت، وسوف يموت في آخر الزمان إذا نزل عليه الصَّلاة والسَّلام. وأنذر عشيرتك الأقربين تفسير. س: مَن يقول أنه تُعرض عليه الأعمال ﷺ؟ ج: غلط، الحديث ضعيف، الذي جاء في هذا ليس بصحيحٍ، وإنما الصلاة تُعرض عليه عليه الصلاة والسلام، صلاتنا تُعرض عليه. قلتُ: ففي هذا بيان أنَّ المشركين خالفوا ما أمر الله به رسلَه من توحيده الذي هو دينهم الذي اتَّفقوا عليه، ودعوا الناس إليه، وفارقوهم فيه إلا مَن آمن، فكيف يُقال لمن دان بدينهم، وأطاعهم فيما أمروا به من إخلاص العبادة لله وحده: إنه قد تنقَّصهم بهذا التوحيد الذي أطاع به ربَّه، واتَّبع فيه رسله عليهم السلام، ونزَّه به ربَّه عن الشِّرك الذي هو هضم للربوبية، وتنقّص للإلهية، وسُوء ظنٍّ برب العالمين؟!
وذكر البخل والكذب. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
وقال ابن حجر: "والسر في الأمر بإنذار الأقربين أولا أن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم، وإلا فكانوا علة للأبعدين في الامتناع، وأن لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة فيحابيهم في الدعوة والتخويف، فلذلك نص له على إنذارهم". باب: {وأنذر عشيرتك الأقربين. واخفض جناحك} - حديث صحيح البخاري. وفي هذا الموقف النبوي الفاصل بين مرحلتي الدعوة السرية والجهرية فوائد كثيرة ينبغي الوقوف معها للاستفادة منها، ومن ذلك: ما جربنا عليك كذبا: لما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة سأل المشركين قائلاً: ( أرأيتكم (أخبروني) لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا!! (وفي رواية قالوا: ما جربنا عليك كذبا)، فعلَىَ كثرة ما افترى المشركون به على النبي صلى الله عليه وسلم من قولهم: ساحر، شاعر، مجنون، إلا أنهم لم يتهموه بالكذب، ويؤكد النضر بن الحارث - أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم - على صدقه صلوات الله وسلامه عليه حين قام خطيباً في قريش قائلاً لهم: "يا معشر قريشٍ! إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعْد، قد كان محمدٌ فيكم غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة". وكان الحارث بن ع امر يُكّذب النبيَّ صلى الله عليه وسلم في العلانية، فإذا خلا مع أهل بيته قال: "ما محمد من أهل الكذب".
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)} [ الشعراء] أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم بالتبليغ و إنذار الأقربين و دعوتهم بالحسنى, و إعلامهم أن بعد الموت بعث و حساب و جزاء, و أنه ثم جنة أو نار. و أمر آخر بالتواضع لكل مؤمن و خفض الجناح و الابتعاد عن الكبر و التعالي على كل من آمن بالله رباً و اتبع الرسول صلى الله عليه و سلم. فإن عصوك فأعلمهم ببراءتك التامة منهم و من شركهم و مخالفتهم لأمرك. و علق قلبك و اجعل توكلك على الله وحده لا شريك الله, الذي يحفظك بحفظه و الذي اصطنعك على عينه التي لا تنام و يرى كل أحوالك لا تخفى عنه خافية. سبب نزول الآية " وأنذر عشيرتك الأقربين " | المرسال. { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)} [ الشعراء] قال السعدي في تفسيره: " { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} " وحذِّر - أيها الرسول - الأقرب فالأقرب مِن قومك, مِن عذابنا, أن ينزل بهم. "