لكل ساقطة لاقطة

السبت 18 ربيع الثاني 1431 - 3 أبريل 2010 1384 نشر موقع الجزيرة نت يوم الثلاثاء 30/3/2010 مقالة للأستاذ محمد المختار الشنقيطي بعنوان (الناس على دين دساتيرهم) ، دعا فيها إلى جواز تولي غير المسلم لرئاسة الدولة المسلمة، وفي مقالته الكثير من المغالطات العلمية والتاريخية. وقد اطلع على ذلك المقال الأستاذ زهير الطيب حفظه الله تعالى، فكتب التعقيب التالي: السيد محمد مختار المحترم.. نبل القصد لا يعني سلامة النهج.. مشكورة ومقدرة دعوتك إلى تجديد الفقه الإسلامي السياسي على أساس متغيرات العصر ولكنني أرى والله أعلم ان المنهجية قد قصرت معك منذ العنوان!!

  1. صوت العراق | ردنا على الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند عن الشطحات الخيالية التي وردت في كتابه اللور…؟ 4/12
  2. من أول من أسلم من النساء - شبكة الصحراء
  3. «أنتم أفضل من غيركم»… أداة تخدير الشعوب | القدس العربي

صوت العراق | ردنا على الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند عن الشطحات الخيالية التي وردت في كتابه اللور…؟ 4/12

جرت سنن التاريخ، ان يكون الناس على دين ملوكهم، وان ما يرتضيه الملك، او الخليفة، او الحاكم، وما يرغب فيه وما يراه صحيحا، هو الذي يسود، مهما بلغت حدة المعارضة، فهو الذي يمتلك مقومات القوة، من جيش وسلطة ومال وشرعية، يمنحها له عادة من يدور في فلكه، من العلماء والقضاة والقادة.

من أول من أسلم من النساء - شبكة الصحراء

ويحكم، لا تعارضوا أنظمتكم، فتوهنوا بلادكم، وتشيعوا فيها الفوضى، وتصير مطمعا للأعداء، أرأيتم إلى ذلك البلد الذي صار مسرحا عسكريا تعبث فيه الجيوش التي أتت من كل صوب، ألم يحدث كل هذا العبث بعد أن غُدر بزعيمها الذي حفظ لها لُحمتها عقودا؟ أتودون أن تصيروا إلى ما صارت إليه هذه البلاد التي ظلت طيلة عقد ـ وإلى اليوم – بلا نظام سياسي مستقر، صراع أحزاب وجماعات، ومركبا له ألف قبطان، والنتيجة تردي الأحوال المعيشية، ومعاناة المجتمع جراء عدم الاستقرار، لم يتحملوا زعيمهم المستبد، فجاءهم جمْع من المستبدين، فإياكم وأن تكرروا أخطاء هذه الشعوب، واحمدوا الله فأنتم أفضل من غيركم. منطق عفن، وصيغة خطاب مقززة، فكأن على الشعوب أن تظل منقوصة الحقوق، وكأنه لا يحق لها أن تعيش حياة كريمة في جميع المناحي والمجالات والأصعدة. ومن المضحكات المبكيات، أن هذه الحكومات التي جرّت الشعوب من نواصيها إلى أوحال التغريب، لم تأخذ من الغرب سوى قيمه التي تعارض وتصطدم بثقافتنا الأم، والتي لا علاقة لها بالتقدم والرقي والتطور، بينما أغفلت عناية الغرب بكفالة الحريات وإرساء قواعد الديمقراطية. «أنتم أفضل من غيركم»… أداة تخدير الشعوب | القدس العربي. أما إذا لم تُجدِ سياسة (أنتم أفضل من غيركم) نفعا مع هذه الشعوب، فأبواب السجون مأوى، واللحد والثرى مقام، والبلاد لا مكان فيها لأعداء البلاد فليخرجوا منها صاغرين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

«أنتم أفضل من غيركم»… أداة تخدير الشعوب | القدس العربي

يحكى أن رجلاً قال بحضور أعرابي: «ما أشد وجع الضرس»، فقال الأعرابي: «كل داء أشد داء»، فالمريض يتشاغل بمرضه ويغفل عما سواه من قدر الأمن والعافية، ينصرف اهتمامه إلى ما ألمّ به من مرض، ولا يرى أن هناك من هو أشد منه مرضا. الكلام على النحو السابق، يقال دائما في معرض مواساة الآخرين، يذكّرونهم دائما بأهمية النظر في أمور الحياة لمن هم أقل منهم، كما جاء في الحديث النبوي الشريف (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ الله). لكن منطق (أنتم أفضل من غيركم)، صار أداة سياسية في أيدي الأنظمة، تخدّر بها الشعوب، وتخمد بها تطلعاتهم إلى الحياة الكريمة، التي ينالون فيها قسطا كافيا من الحرية، ويتمتعون خلالها بثروات بلادهم، ويقومون في ظلها بدورهم في المشاركة الحية في تسيير الحياة داخل المجتمع الواحد. الناس على دين ملوكهم. (أنتم أفضل من غيركم) هو ستار الدخان، أو ذلك الغطاء الأسود الذي تتدثّر به الأنظمة الفاشلة في إدارة البلاد، الأنظمة التي فتحت أبواب الفساد المالي على مصاريعها، ونهبت مقدرات الشعوب، وسمحت لحيتان الاقتصاد والسياسة بالإتيان على الأخضر واليابس، وترْك الفتات للشعوب، حتى إذا ما صرخت الشعوب للأوضاع الاقتصادية الكارثية وانعدام الأمن الغذائي وغلاء الأسعار، قالوا لهم أنتم أفضل من غيركم، انظروا إلى مخيمات اللاجئين، انظروا إلى المجاعات في افريقيا، انظروا إلى الطوابير الممتدة من أجل حفانٍ من القمح.

هذا إلى جانب حركة الترجمة من اللغات الأخرى، والتي جعلت الحركة العلمية العباسية في تطوّر كبير مقارنةً بالحركات العلمية في العصور السابقة في جميع المجالات. وبالعودة إلى عصرنا الحالي، فكم نحن اليوم بحاجة إلى من يرعى ويشجع ويثمن جهود العلماء والشعراء والفلاسفة والمترجمين لنتقدم إلى صدارة الأمم. مقالات سابقة Previous articles